صور - أمال خليل
بعد أشهر على تعرّض مزرعة يملكها رئيس بلدية بيروت عبد المنعم العريس للتخريب في بلدة الخرطوم ـــــ قضاء صيدا الزهراني، اقتحم مجهولون مزرعة يملكها الرئيس رفيق الحريري منذ الثمانينيات حين قرّر بناء قصر له فيها قبل أن يتم استصلاح الأرض وتحويلها إلى بساتين أشجار مثمرة لها معمل صغير خاص بها لتوضيبها وتصريف إنتاجها ويعمل فيها عشرات العمال السوريين، وتديرها بعد مقتل الحريري شقيقته النائبة بهية بواسطة زوجها.

وفي التفاصيل أن بعض الأشخاص دخلوا إلى المزرعة التي تقع بعيداً من المناطق السكنية في منطقة تدعى «تبنا» بين بلدتي البيسارية وقعقعية الصنوبر، وعاثوا تخريباً وخلعاً وكسراً في مقر إدارة المزرعة حيث مكتب الوكيل المؤلف من طابقين وكسّروا زجاج نوافذه ومحتويات المطبخ والمغاسل ومصابيح الإنارة وبعثروا الأثاث.
وفي تداعيات الحادث الذي وقع مساء الخميس، أطلعت النائبة الحريري هاتفياً كلاً من النائب سعد الحريري والرئيسين فؤاد السنيورة ونبيه بري الذي أوعز إلى الجهات القضائية المختصة لإجراء التحقيقات اللازمة وكشف الفاعلين.
وفور تبليغ الناطور نهاد شيخ دياب بالحادث، حضرت إلى المكان قوة من فصيلة درك عدلون وفرع المعلومات في منطقة الزهراني وعناصر من الأدلة الجنائية، فباشروا التحقيق ورفع البصمات من المكان حيث عثر على آثار أقدام على بعض المرايا والجدران وعلى بقع دماء على الأرض. واستمع المحققون إلى إفادة الناطور دياب، سوري الجنسية، الذي يقيم في غرفة صغيرة عند مدخل المزرعة وقال إنه اكتشف آثار التخريب قرابة السادسة مساء عندما كان متوجهاً لتعبئة مياه البركة التابعة للمزرعة؛ علماً بأن العمال ينصرفون من دوام العمل في المزرعة يومياً عند المساء أيضاً.
تجدر الإشارة إلى أن التحقيقات في حادث التخريب الأول لمزرعة العريس، لم تدل على متهمين أو مشتبه بهم وبقيت الدعوى مسجّلة ضد مجهول في العمل الذي لاقى ردات فعل شاجبة من سائر القوى السياسية والحزبية في المنطقة التي اعتبرت دوافع الفاعلين تخريبية وتأتي في إطار زرع الفتنة، وخصوصاً أنها جاءت في ظروف حساسة تعيشها البلاد. أما في الحادث الجديد فقد فضّل السيد مصطفى الحريري الذي واكب عمل المحققين والدرك، «انتظار سير التحقيقات من دون اتهام جهة ما بالوقوف وراء هذا العمل التخريبي».