البدّاوي ــ عبد الكافي الصمد
طالت المعركة في البارد، وملأ النازحون مدارس الأونروا في المخيّمات الفلسطينية والمدارس الرسمية في الشمال. وفيما أوشك عام دراسي جديد على البدء، باتت إمكانية نقل النازحين إلى منازل خاصة أمراً مستحيلاً، ما يهدّد بشكل صريح بتأجيل موعد انطلاقة السنة الدراسية المقبلة.
ولم يخفِ مسؤولون في دائرة وزارة التربية في الشمال وفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان «الأونروا»، تخوّفهم من أن يقترب موعد افتتاح العام الدراسي المقبل مطلع شهر تشرين الأول. وأشار المسؤول التربوي في «الأونروا» «إلى أنّ ضياع العام الدراسي المقبل بات احتمالاً وارداً، إذ إنّه لا يمكن رمي النازحين المقيمين في المدارس في الشوارع، وهم لن يقبلوا بذلك أيضاً إذا لم يتوافر بديل لهم». ولفت المسؤول إلى أنه تُدرس خيارات عدّة، «منها إمكانية التفاهم مع وزارة التربية اللبنانية على الاستعانة ببعض المدارس الرسمية اللبنانية في فترة بعض الظهر للطلاب الفلسطينيين، أي حين يكون التلامذة اللبنانيون أنهوا دروسهم».
في موازاة ذلك أبدى مسؤولون في دائرة التربية في الشمال ومديرو بعض المدارس الرسمية في البدّاوي، خشيتهم حيال «احتمال تأخّر عودة نازحي مخيّم نهر البارد إلى منازلهم، أو إيجاد حلّ مؤقّت لإقامتهم في المدارس». ولفت أحدهم لـ«الأخبار» إلى أنّ عدم التوصّل إلى حلّ لمشكلة النّازحين «سيعني أنّ إعادة فتح هذه المدارس أمام الطلاب ستكون متعذرة، ما سيدفع إلى بروز احتكاكات ومشاكل بين النّازحين وأهالي البدّاوي»، وخصوصاً أنّ المنطقة «لم تخرج بعد من تداعيات المشاكل والصدامات التي نشبت بين أهالي البدّاوي والنّازحين إثر احتجاحات النازحين لتسريع عودتهم إلى بيوتهم».
من جهته، أوضح رئيس بلدية البدّاوي ماجد غمراوي أنّه سيعقد غداً اجتماعاً مع مسؤول الأونروا في الشمال أسامة بركة، لمناقشة هذا الموضوع. وأشار غمراوي إلى أنّ اتحاد بلديات الفيحاء، الذي يضمّ بلديات طرابلس والميناء والبدّاوي، طلب موعداً عاجلاً من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لبحث
القضية.