strong>فراس خطيب
بداية العدوان الإسرائيلي على لبنان كانت اعتيادية، لكن مع مرور كل يوم، لم تعد هذه الاعتيادية تقليدية، وصارت وضعاً جديداً، تعيشه إسرائيل عامةً، وخصوصاً الجبهة الداخلية. كان الحديث في بداية الحرب عن «معركة حتمية»، ومن ثم تحول إلى «معركة غير محسومة»، وانتهى بـ«مزاج هزيمة». وأثناء الانتقال من مرحلة إلى أخرى، كانت الجبهة الداخلية الإسرائيلية تتخذ شكلاً آخر، بدأ بـ«واجب الصمود إلى أن يحقق الجيش الإسرائيلي أهدافه»، وانتهى بـ«نفاد الصبر وضياع قدرة التحمل»

الصواريخ الآتية من لبنان على الشمال الإسرائيلي الممتدّ نحو المركز، لم تترك أثرها على المباني والشوارع والحقول فقط، بل تركت أثراً عميقاً في نفوس الجمهور الإسرائيلي الذي خاض تجارب لم يعشها من قبل: اللجوء والنزوح والخوف من الآتي، ثقافة الملاجئ المتعفنة، نقص في الغذاء، انفجارات، ذعر وخوف من القادم. كل هذه الشروط السيئة تفاقمت في ظل معركة خاسرة وجيش لا ينتصر.
وسائل الإعلام المواكبة للحدث شقت طريقها نحو الملاجئ، كانت تلقن الجمهور المنحصر في تلك الأماكن المهترئة عناوين موت على شاشات التلفزيون. وكذلك الصحف، لم تبشر بأفق سياسي ولا عسكري، إلى أن التهم قيظ الملاجئ ما بقي من أمل. كما أجبر من نزح على العودة إلى مكان سكناه تحت القصف، وتحولت الشعارات المؤيدة للحرب إلى نداءات إدانة للحكومة.
ضربة تلو الضربةالصواريخ دمرت مصالح تجارية، وأحرقت أراضي زراعية، وأخرجت مليوني إسرائيلي من حياتهم الاعتيادية، ما سبّب صدمات لعدد كبير من السكان. وقدرت أوساط أمنية إسرائيلية أنَّ 330 ألف إسرائيلي نزحوا من أماكنهم متجهين إلى أماكن أكثر أماناً، وأجبر عشرات الآلاف على ترك بيوتهم والعيش في الملاجئ التي لم تكن أصلاً معدة لحياة طبيعية.
من الجنة إلى جهنم!
النزوح من الشمال إلى مناطق أكثر أمناً كان ضخماً. لم تشهد إسرائيل مثيلاً له. حجمه غير مسبوق وعمقه غير مسبوق.
وتشير معطيات إلى أنَّ 85 في المئة من سكان مدينة صفد نزحوا منها وقت الحرب ولم يبق منهم سوى 5 آلاف من أصل 32 ألفاً. وكذلك الحال في مدينة كريات شمونة، فقد نزح 75 في المئة من سكانها وبقي 6 آلاف فقط من أصل 25 ألفاً. كما نزح 50 في المئة من سكان مدينة نهاريا وبقي فيها 25 ألفاً من أصل 50 ألفاً. وشهدت مدينة حيفا حركة نزوح حملت 30 في المئة من سكانها، وبقي في المدينة 187 ألفاً من أصل 268 الفاً. كذلك كانت حال مدينة كرمئيل، التي شهدت حركة نزوح طالت 30 في المئة من سكانها.
وتحدثت التقارير الإسرائيلية الصادرة عن مؤسسات المجتمع المدني الإسرائيلي عن «نوع من البلبلة. قيادة الجبهة الداخلية لم توفر الشروط الأساسية للعيش في اللجوء أو النزوح أو داخل الملاجئ. الإسرائيليون بدأوا يشكون الوضعية منذ الأيام الأولى للحرب. في المقابل، وفّرت الحكومة الاسرائيلية حلولاً، لكنها كانت جزئية للغاية، ولا يمكن اعتبارها حلاً للمشكلة. كانت الحلول مبنية لأسبوع أو أقل. استضافت بلدية إيلات مثلا، ألفاً من سكان كريات شمونة لقضاء أسبوع في المدينة، بعدما تعرضت كريات شمونة للقصف الأعنف خلال الحرب. سافر إلى إيلات ألف مواطن، وبعد أسبوع، نفدت الميزانيات».
وقال رئيس بلدية كريات شمونة، في شهادة له صدرت في تقرير «كوكب الشمال» الصادر عن جمعية شتيل الإسرائيلية، «بعدما رأى سكان كريات شمونة الجنة، كان عليهم العودة، وخلال العودة، يسمعون أن كريات شمونة ما زالت تحت القصف».
وأضاف «تعرضت كريات شمونة في اليوم نفسه لـ120 صاروخاً. تخيلوا، إن 20 حافلةً، عليها الانتقال من جنة عدن (إيلات) إلى جهنم (كريات شمونة)».
الحال لم تقتصر على سكان كريات شمونة فقط، بل شملت النازحين من كل سكان الشمال الاسرائيلي. الحكومة لا تمتلك جدولاً زمنياً لعدوانها على لبنان، والسكان لم يروا أفقاً يشير إلى النهاية. طال النزوح كل المناطق، والعودة غير مؤكدة، غير محددة، ومنوطة بوقف إطلاق النار غير البائن موعده.
أخلت الحكومة مجموعات سكانية من حيفا إلى القدس إلى حين وقف إطلاق النار، ولكن بعد أيام، لم تجد الحكومة الإسرائيلية تمويلاً وأعادتهم تحت القصف مرةً أخرى، ما فتح مجالاً لرجال أعمال إسرائيليين، للتبرع لـ«صمود الجبهة الداخلية»، منهم من اشترط دعمه للشمال الإسرائيلي بـ«عدم نقل هذه المعونات للعرب» ومنهم، أمثال رجل الأعمال الروسي الأصل، أركادي غايدمك، استغل الوضعية ليفرض حضوراً سياسياً، وبنى منتجعاً في القدس يتسع لـ6 آلاف شخص استقبل فيه النازحين من الشمال. عندما تعالت الانتقادات للحكومة في أعقاب قيام غايدمك بما لم تقم به، أجبرت الحكومة على بناء منتجع في الأيام الثلاثة الأخيرة للعدوان.
وكُشف أخيراً، من خلال برامج التحقيقات الصحافية الاسرائيلية، عن أنَّ جمعيات إسرائيلية ومنها جمعية «كيرن هيسود»، تلقّت تبرعات بمئات ملايين الدولارات لخدمة سكان الشمال لكنَّ المبلغ، عند استثماره في الشمال الاسرائيلي، نقص 70 مليون دولار، لا يعرف حتى الآن أين ذهبت.
الحكومة نادت بـ«صمود الجبهة الداخلية». لكنَّ الوضع على أرض الواقع اختلف إلى حدّ كبير. كان حضور الحكومة بين الناس قليلاً جداً. لم تؤمن آليات لتوفير الأغذية للسكان في الشمال الاسرائيلي تحت القصف. معظم المكاتب الحكومية أغلقت أبوابها طيلة أيام الحرب: وزارات الصحة والرفاه الاجتماعي والداخلية. كذلك المؤسسات الكبرى مثل البريد والمساعدات القانونية والمصارف والتأمين الوطني. كما توقفت المواصلات كلياً من الشمال الاسرائيلي الى المركز، ما خلق شعوراً لدى الجمهور بأن «الحكومة تركتنا».
قتلى وجرحى
قتل في حرب لبنان 42 مدنياً و119 جندياً. وأفادت وزارة الصحة من خلال معطيات لها أنَّ 5514 إسرائيلياً (جنود ومدنيون) جرحوا، بينهم 107 إصابتهم خطرة، و183 متوسطة، و2442 طفيفة. كما أشارت المعطيات إلى أنّ 2782 إسرائيلياً أصيبوا بحالات هلع وصدمات. وأوضحت المعطيات أيضاً أنَّ 1140 إسرائيلياً ما زالوا حتى الآن يعانون حالات إعاقة جسدية ونفسية؛ فقد أصيب 700 جندي و 140 مدنياً إسرائيلياً بحالات إعاقة جسدية، و300 مدني و220 جندياً بإعاقات نفسية. وتتوقع الدوائر المختصة زيادة عدد الجنود والمدنيين المصابين بحالات «ما بعد الصدمة» في أعقاب الحرب على لبنان. وتظهر هذه الحالات بعد فترة طويلة أحياناً من نهاية الحرب أو الحادثة. وتشير المعطيات إلى أن هناك الكثير من الأطفال يعانون من أرق وتبول لاإرادي في الليل وانخفاض في الوزن، واكتئاب وكوابيس، يُعالج المئات منهم في عيادات خاصة بهذا الشأن.
وقد سجلت «نجمة داوود الحمراء» المسؤولة عن إسعاف المصابين 2637 نداءً خلال الحرب، التي عملت خلالها 750 سيارة إسعاف و220 سيارة للإنعاشوحسب تقرير «كوكب الشمال»، وبناءً على معطيات متعلقة أخرى، كانت شروط المعيشة في غالبية الملاجئ الإسرائيلية من الشمال حتى الجنوب صعبة ومزرية للغاية. غالبيتها عانت اكتظاظاً شديداً ونوراً خافتاً وظروفاً معيشية صعبة. كما عانت الإهمال والعفن ونقصاً في المراحيض والمكيفات الهوائية. لا مياه جارية ولا كهرباء تفي بالغرض.
وكشف التقرير نفسه النقاب عن أنَّ موظفين في البلديات التي من شأنها توفير الخدمات للسكان وقت الحرب تركوا أماكنهم باحثين هم أيضاً عن مكان آمن خارج المدينة. ففي بلدية صفد مثلاً، بقي 50 موظفاً من أصل 328، بينهم المدير العام للبلدية والمسؤول عن الخدمات الاجتماعية ايضاً. حتى إن خطوط الطوارئ التي شغلتها البلديات لخدمة المواطنين عانت نقصاً في الموظفين والمتطوعين.
بعد نهاية العدوان، وعد رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت البلديات والمجالس المحلية بتحويل ميزانيات لصيانة وترميم الملاجئ. وحدد مكتبه ميزانيات خاصة في هذا الصدد، ولكن تبيّن بعد عام على الحرب أن غالبية الملاجئ بدون صيانة، ولا تصلح للبقاء لوقت طويل.
خسائر
خسرت المصانع والمصالح التجارية في منطقة الشمال مدخولات تصل الى 1.4 مليار دولار. اكثر من 40 ألف مصلحة تجارية في الشمال الاسرائيلي كانت خالية كلياً من البشر، ومنها من انهار كلياً بعد الحرب.
أزمات اجتماعية
وبحسب معطيات وزارة الرفاه الاجتماعي الإسرائيلية، فإن الحرب الأخيرة أدَّت إلى ارتفاع بنسبة 45 في المئة في عدد طلبات المساعدة المقدمة إليها. وتبيّن أن 47% من هذه الطلبات تتعلق بضائقة اجتماعية. كما سجَّل الشمال ارتفاعاً بنسبة 10 في المئة في نسبة التسرّب الدراسي. وأفاد مهنيون إسرائيليون أنَّ فتيات إسرائيليات في أجيال تترواح بين 12ـ 18 عاماً «حملن عن طريق الخطأ». كما أشارت المعطيات إلى زيادة بنسبة 44 في المئة في الأزمات الكبيرة داخل العائلة.
حرب لا تنتهي
وتفيد المعطيات بأن الحكومة الاسرائيلية دفعت ما يقارب 3.2 مليارات شيكل تعويضات للترميمات. ولكن لا يزال هناك كثيرون ممن لم ينل حتى الآن أي تعويض، علماً بأن وسائل الإعلام الإسرائيلية نشرت مجموعة من التقارير التي تفيد بأن الكثير من الإسرائيليين، الذين لم تسبب لهم الحرب أضراراً، استغلوا الموقف للحصول بطرق ملتوية على تعويضات، وبمبالغ كبيرة.


حدث في 30 تموز

قلبت مجزرة قانا الثانية برنامج وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس رأساً على عقب، وبدلاً من أن تنتقل من إسرائيل إلى بيروت برزمة جديدة من الشروط الإسرائيلية، اضطرت إلى تأجيل زيارتها حتى إشعار آخر، بعدما بلغها أن الحكومة اللبنانية ترفض التفاوض قبل إعلان وقف فوري لإطلاق النار.
وجاء الموقف اللبناني على خلفية التقارير والصور الواردة عن المجزرة، حيث التقى الرئيسان نبيه بري وفؤاد السنيورة واتفقا على صدور موقف لبناني موحد قوامه وقف كل المفاوضات وإعطاء الأولوية لوقف فوري وشامل وغير مشروط لإطلاق النار وفتح تحقيق دولي بجريمة قانا، وتم تظهير هذا الموقف من جانب رئيس الحكومة في مؤتمر صحافي مشترك. وقد طلب السنيورة من مجلس الأمن عقد اجتماع عاجل والإعلان عن وقف فوري لإطلاق النار. في هذا الوقت استجمعت إسرائيل والإدارة الأميركية كل وقاحتهما الدبلوماسية وأعلنتا أن مجزرة قانا لا تكفي لإعلان وقف فوري لإطلاق النار، فيما امتنعت إسرائيل عن الاعتذار واكتفت بإبداء الأسف لـ«إصابة مدنيين».
كذلك ساهمت المجزرة في تعبئة رأي عام عربي وعالمي بدا غاضباً من حكوماته قبل إسرائيل، الأمر الذي أدى تلقائياً إلى رفع جزئي لسقف الخطاب الرسمي العربي ولو أن بعضه ظل «خجولاً» مثل الموقف الرسمي المصري الذي رأى فعلة اسرائيل في قانا عملاً «غير مسؤول».



إضاءة

العدوان على لبنان: 33 يومًا من القتال. ضرب حزب الله 4 آلاف صاروخ باتجاه إسرائيل من كل الأنواع بمعدل 120 صاروخًا يوميًُا. تضرر 6 آلاف مبنى. القصف طال مليوني شخص. أكثر من 330 ألف نازح من الشمال إلى المركز والجنوب. مدن شبه خالية، وحكومة تخلي السكان من تحت القصف وتعيدهم للقصف ثانية. لا ميزانيات كافية ولا أفق لحل، ورجال أعمال يستغلون الموقف لأغراض سياسية. 42 مدنيًا قتلوا و119 جنديًا. ملاجئ غير صالحة للاستعمال، وشعور بأن "الحكومة الاسرائيلية "تركت الجبهة الداخلية خالية"



الجواب: حسم عسكري سريع

إسحق بن إسرائيل
يجب على شخص ما أن يقول الحقيقة: لا سبيل عملياً للدفاع عن الجبهة الداخلية وتحصينها، بحيث «تمر الحرب فوق رأسها» وكأنها لم تكن. من أجل ذلك يجب «مضاعفة» الدولة وإقامة جهاز طوارئ الى جانب كل جهاز رئيسي فيها. يجب أن نؤسس لدولتين: واحدة تعمل في أوضاع الهدوء، وثانية تعمل في أوضاع الحرب. لكن ليس هناك دولة لديها من الموارد الكافية للقيام بذلك، وخاصة دولة صغيرة كإسرائيل.
المسّ بالجبهة الداخلية ليس ظاهرة جديدة، في حرب الاستقلال قُتل أكثر من مئة مواطن في هجوم واحد لقاذفات مصرية على تل أبيب (18 أيار 1948). وفي الحرب المسماة «الانتفاضة الثانية»، فقدنا نحواً من ألف مواطن. لقد عرف أعداؤنا دائماً كيف يُقدرون تأكيدنا لحياة الإنسان وحاولوا أن يمسّوا بالجبهة الداخلية المدنية. يكفي أن نذكر قصف تل أبيب بالمدافع في (حرب) الأيام الستة، وقصف نتانيا، وإطلاق الصواريخ على مرج ابن عامر في حرب يوم الغفران، وإطلاق صدام حسين الصواريخ في 1991.
ما دامت الحال على هذا النحو، ما هو السبب وراء الاحساس بأننا فشلنا في الدفاع عن الجبهة الداخلية؟ السبب يعود أساساً إلى أنها المرة الأولى التي اضطرت فيها الجبهة الداخلية الى تحمّل القصف المتواصل (لما يزيد على شهر) من غير أن تشعر بأن شيئاً ناجعاً وقادراً على تقليل معدل إطلاق الصواريخ قد حصل.
ليس أساس القضية إذاً الدفاع عن الجبهة الداخلية نفسها وتحصينها، بل في حقيقة أن الجيش الإسرائيلي مكّن حزب الله من أن يهاجم الجبهة الداخلية لمدة تزيد على شهر.
ليُجب كل مواطن عن السؤال الآتي: إذا فُرضت علينا حرب مع سوريا، فما هو الشيء الأهم الذي يجب أن نكون مستعدين له؟ هل لحسم سريع مع النظام السوري، وهو ما يوجب علينا إنفاق أموالنا ووقتنا على تدريب الفرق المدرعة في الجيش الاسرائيلي، أم لاستيعاب الصواريخ في الجبهة الداخلية، بحيث يكون من السهل علينا أن نمكث شهراً آخر في الملاجئ وأن نسمع الصواريخ تسقط في ساحات بيوتنا؟.
مثل إسرائيل اليوم كمثل من هاجمه مرض خبيث ذاتي ـــــ تقوم أجهزة المناعة لديه بمهاجمة جسمه كله. في مستوى الدولة، يرمي «التطعيم» الى مهاجمة كل ما يهدد عملها السويّ، وهو يعتمد على الجهاز القضائي، وعلى الإعلام، والرقابة البرلمانية، والمحاسبة العامة، والشرطة، ومراقبة الدولة، وقيادة الجبهة الداخلية وهلمّ جرا. يُفترض أن تعمل هذه الأجهزة عندما يختل شيء ما في عمل الجسم السويّ. لكن عندما تأخذ في التوجه نحو الداخل، الى مهاجمة الجسم السليم نفسه، فإننا نكون في حالة من إخفاق أجهزة المناعة تتعلق بالتمييز بين التافه والأساس وبين المهم والمطلوب.
الوقت غير متأخر، من الممكن أن تحديد المشكلة ورسم برنامج أولويات صحيحة يخرجاننا من الوحل. ببساطة: يجب علينا أن نساعد ونؤيّد استعداد الجيش الإسرائيلي لحسم الحرب سريعاً، وسيصبح تحصين الجبهة الداخلية غير ضروري، تقريباً.
(يديعوت أحرونوت ـ 24/7/2007