strong>عمر نشابة
10 هجمات إرهابية طالت المتن منذ اغتيال الرئيس الحريري أوقعت 11 شهيداً و114 جريحاً، وبعد مرور أكثر من سنتين لم يُحاكَم الجناة، لا بل أخفقت السلطات الأمنية والقضائية في عملية تحديد هوية كافة المرتكبين، مما يفتح المجال أمام البعض لاستخدام الهاجس الأمني لتهديد الانتخابات

أدلى أول من أمس نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلياس المر، الذي نجا من محاولة لاغتياله عام 2005 في المتن، بتصريح طمأن فيه المواطنين في بيروت والمتن إلى «أن الجيش سيتخذ التدابير اللازمة الأمنية والعسكرية لضمان أمنهم في جميع القرى والمناطق وتأمين الأمان والعملية الانتخابية بطريقة ديموقراطية وحضارية وخالية من أي شغب وأي مشكل». وحذّر «أي شخص يتصرف خارج إطار القانون» بأنه «سيلاحق ويتم توقيفه وسوقه إلى المراجع القضائية المختصة لمعاقبته».
لكن يبدو أن تصريح المرّ لم يمنع بعض السياسيين من التعبير عن تخوّف من وقوع حوادث أمنية في المتن. ورأى مسؤولون من «التيار الوطني الحرّ» أن تعبير البعض عن التخوّف من الوضع الأمني في المتن هو محاولة لـ«تخويف الناس وحضّهم على عدم المشاركة في الانتخابات خشية من تعرّض أمنهم للخطر».
في غضون ذلك وقع في المتن حادثان أمنيان لافتان: فأثناء مرور موكب وزير ونائب من قوى 14 آذار في محلة جسر الواطي، مساء الخميس 26 تموز حصلت مزاحمة بين إحدى سيارات الموكب (نوع ليكزوس) بقيادة رقيب أول من أمن الدولة، وسيارة نوع ب أم لونها زيتي بقيادة مواطن، تطورت إلى تضارب أصيب من جرائه الرقيب الأول في كتفه الأيسر، فتدخل أحد عناصر المواكبة وأطلق عيارين ناريين في الهواء، وحضرت دورية من أمن الدولة واقتادتهما إلى مكتب أمن الدولة في المتن.
أما في برج حمود، وعلى خلفية وضع إشارة لـ«التيار الوطني الحر» على درّاجة، حصل تضارب بين أحد مناصري «التيار» ومناصري «القوات اللبنانية» نتج منه إصابة الأول بكسر في أنفه. وتولت فصيلة برج حمود في قوى الأمن الداخلي التحقيق بالحادث.
اللافت في الحادثين أن الجهة المشتبه بأنها المعتدية والمسبّبة هي نفسها الجهة التي عبّر بعض أقطابها ومناصريها عن تخوّفهم من وقوع حوادث أمنية في المتن قبل الانتخابات النيابية وخلالها وبعدها. ورغم تأكيد أقطاب في قوى 14 آذار أن «طابوراً خامساً» قد يستفيد من المنافسة الانتخابية الحادّة ليعرّض أمن المتن للخطر، يبدو أن بعض مناصري المتنافسين أنفسهم هم الذين يعرّضون أمن الناس للاهتزاز،
نتائج الإخفاق في كشف «الحقيقة»
7 انفجارات استهدفت الناس في المتن منذ 2005، وأدت إلى استشهاد 4 مواطنين وجرح 72. كما وقعت 3 عمليات اغتيال، استشهد من جرّائها 7 سياسيين ومواطنين وجرح 42. فمنذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقعت سبعة انفجارات في المتن لم تستهدف شخصية سياسية أو إعلامية أو رسمية معيّنة بل بدا أنها استهدفت المواطنين وأرزاقهم. ففي 19 آذار 2005 وقع انفجار في نيو جديدة أدى إلى جرح 11 مواطن، وبعد سبعة أيام وقع انفجار مشابه في منطقة سدّ البوشرية أدى إلى جرح 6 مواطنين. وفي الأول من نيسان دوى انفجار في موقف للسيارات في بلدة برمّانا المتنية أدى الى جرح 12 مواطن. وفي 22 آب 2005 دوى انفجار في الزلقا أدى إلى جرح 8 مواطنين. وبعدما هدأت خلال عام 2006 الانفجارات التي تستهدف المواطنين في المتن عادت في 13 شباط 2007 عبر استهداف حافلتين مدنيتين على طريق عين علق. وأدى الانفجاران إلى استشهاد ثلاثة مواطنين وجرح 20. وتبع عين علق استهداف منطقة سدّ البوشرية للمرّة الثانية في 4 حزيران 2007 وذوق مصبح بعد ذلك بثلاثة أيام، ما أدى إلى استشهاد مواطن وجرح 43. أما بما يتعلّق بالاغتيالات فقد وقعت 3 عمليات فشلت إحداها من النيل من حياة المرّ في 12 تموز 2005. ووقع في 12 كانون الأول 2005 انفجار في المكلّس قضى على حياة النائب والزميل الصحافي جبران تويني واثنين من مرافقيه. أما عملية الاغتيال الثالثة في المتن منذ اغتيال الحريري فطالت الوزير والنائب بيار الجميل الذي استشهد في 21 تشرين الثاني 2007 مع مرافقه إثر هجوم بالرصاص على سيارته في جديدة المتن.
خلال الفترة السابقة اتهمت شخصيات من القوى الموالية للسلطة أحزاباً وجهات داخلية وخارجية مختلفة بالوقوف وراء الهجمات الإرهابية التي استهدفت المتن، لكن منذ سنتين وأربعة أشهر ــ تاريخ أول هجوم ارهابي في المتن منذ 2005ــ حتى اليوم لم تتمكّن السلطات القضائية والأمنية اللبنانية من إحالة مشتبه بهم إلى المحاكمة. ومع تأخير ظهور «الحقيقة» تنحصر ضوابط الاتهام السياسي وتوظّف الاتهامات في المعركة الانتخابية.