strong>«سأعود الشهر المقبل والمحادثات التي سأجريها في القاهرة مهمة جداً»
أعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أنه اجتاز مرحلة صعبة للغاية بجمعه قادة الصف الأول، مشيراً إلى أن الحديث تناول أهمية المرحلة الحاسمة للانتخابات الرئاسية في موعدها. ورأى أن مشكلة حكومة الوحدة الوطنية على اللبنانيين حلّها في ما بينهم، وأعلن أنه سيعود إلى لبنان قبل نهاية آب المقبل، محذراً من «أن الحرب ليست مستحيلة في لبنان، فهي تتوالد بسرعة والخروج منها صعب».
وكان كوشنير قد جمع إلى مائدة غداء في قصر الصنوبر، أمس، بعض قادة الصف الأول في الموالاة والمعارضة، وقد أوفد الرئيسان نبيه بري وفؤاد السنيورة والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ممثلين عنهم.
وغادر كوشنير بيروت متوجهاً إلى القاهرة، وعقد قبيل مغادرته مؤتمراً صحافياً في المطار في حضور موفده جان كلود كوسران، والسفير الفرنسي برنار إيمييه. واستهله بالقول: «لا تنتظروا مني حل المشكلة اللبنانية، سوف يأتي الحل، لكن هذه المرحلة كمباراة، بعد أن نجتاز الجبل نصل إلى السهل». وأكد اجتياز «هذه المرحلة، وقد كانت صعبة للغاية»، مشيراً إلى اللقاء الذي جمع قادة الصف الأول.
أضاف: «هذه هي المرحلة الجديدة التي اجتزناها، لا يمكنني أن أقول لكم بالتفاصيل الدقيقة ما كان لب الحديث، فقط أستطيع القول إن الحديث تناول وسوف يتناول أيضاً أهمية المرحلة الحاسمة للانتخابات الرئاسية في الموعد المحدد لها، آمل ذلك مع احترام الجدول الزمني الدستوري، وهذا لا بأس به وهو أمر هائل»، ورأى أنه بالإمكان الوصول إلى توافق.
أضاف: «أما النقطة الثانية التي سمحت بأن يكون لدينا بعض الأمل فهي المناقشات التي لم تنته بعد، المناقشات حول ما سميناه حكومة وحدة وطنية، كيف؟ لماذا؟ في أي وقت؟ هذه هي مشاكل، على اللبنانيين أن يحلّوها في ما بينهم. كما إن هناك احتمالاً ثالثاً واحتمالات كثيرة أخرى. وهذا الاحتمال هو إقامة علاقات في ما بين اللبنانيين وبدء عمل سوف يسمح بتناول هاتين المشكلتين، وهما مشكلتان أساسيتان بالنسبة إلى فرنسا.
وأوضح أنه «لو أن فرنسا تدعم بشدة المؤسسات القائمة وحكومة السيد السنيورة، فنحن نشعر بالتعاضد أيضاً تجاه كل الطوائف اللبنانية، وقال: «نحن لسنا بساذجين. هناك جزء كبير من مصير لبنان يتم تقريره في الدول المجاورة، ولا سيما في سوريا وإيران (...) لكننا نعتقد بأن هناك هامشاً صغيراً فورياً لا مفر منه، وهو القرار الوطني».
ولفت إلى التفكير بعقد لقاءات أخرى في باريس، مشيراً إلى «أننا لا نغادر يائسين أو فاقدي الأمل، بل نشعر بالأمل تجاه هذا الحوار مع مسؤولي الصف الأول جميعهم من دون استثناء».
وأعلن أن هيئات المجتمع المدني ستطلق تجمعاً اسمه «خلص».
ووصف اللقاءات التي سيجريها في القاهرة مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بأنها مهمة جداً. وقال: «إذا كان هناك من فرد أو شخص واحد سواء كان رجلاً أو امرأة يحمل مفتاحاً فسوف أبقى إلى جانبه ولا سيما إذا كانت امرأة، لكن لا أرى بصراحة أن هناك شخصاً واحداً يحمل المفتاح»، مكرراً أن ما ينقص لبنان هو الثقة، محملاً المعارضة والأكثرية المسؤولية لأن كل معسكر «لا يقبل الآخر كما هو». وأعلن أنه سيعود إلى بيروت قبل نهاية آب.
ورداً على سؤال، أكد كوشنير أن الحرب في لبنان ليست مستحيلة وهي «تتوالد بسرعة، وكيفية الخروج منها تصبح صعبة»، مشيراً إلى أن «هذه ليست مسؤولية اللبنانيين فقط، فهذا ما تريده للأسف دول أخرى».
وختم كوشنير قائلاً: «من الضروري أن يكون المرء مجنوناً كي يأتي إلى لبنان»، مشيرا إلى «أنه سيبذل مساعيه من أجل استكمال الحوار».
وكان كوشنير قد تابع، أول من أمس، جولته على المسؤولين فزار رئيس المجلس النيابي نبيه بري بحضور كوسران وإيمييه والوفد المرافق، الدكتور محمود بري ومسؤول العلاقات الخارجية في حركة «أمل» علي حمدان.
وتخلل اللقاء خلوة بين بري وكوشنير استمرت نصف ساعة. وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أنه تم الاتفاق على «الاستمرار في التواصل، وأن الوقت الذي يضيق يجب أن يكون عاملاً مشجعاً على تكثيف الاتصالات للوصول إلى حلول». وأفيد أن بري أبدى «كل الاستعدادات اللازمة للتوصل إلى وحدة وطنية يعبر عنها بحكومة الوحدة الوطنية بأسرع وقت ممكن، ويكون شغلها الشاغل التهيئة لجلسة 25 أيلول لانتخاب رئيس الجمهورية، وأيضاً وقف التداعيات والتدهور القائم في أوضاع البلد من كل اتجاه وصوب».
وخلال اللقاء سأل الرئيس بري السفير كوسران بحضور الوزير كوشنير عما يشاع ويذاع بأنه أثناء محادثات كوسران مع مسؤولين إيرانيين تم طرح موضوع المثالثة، فأجاب بالنفي.
والتقى كوشران رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي أقام غداءً على شرفه، حضره عدد من الوزراء اللبنانيين والوفد الفرنسي المرافق لكوشنير.
واستقبل كوشنير النائب ميشال عون في قصر الصنوبر. وزار مساءً رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري في قريطم في حضور السنيورة ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط ووزير الأشغال العامة محمد الصفدي والنائبين بطرس حرب وجورج عدوان والسفيرين كوسران وإيمييه.
وأقام الحريري مأدبة عشاء على شرف الوزير الفرنسي والحضور.
(وطنية)