أعلن وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس أن بلاده ستحاول المساعدة على الحل في لبنان، مؤكداً ضرورة معاودة الحوار بين الأطراف للوصول إلى حكومة اتحاد وطني ومصالحة وطنية.وصل موراتينوس الى بيروت بعد ظهر أمس لإجراء محادثات مع المسؤولين اللبنانيين حول الوضع في لبنان. وقد بقي وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير في قاعة جانبية في صالون الشرف الرئيسي في المطار، بعد انتهاء المؤتمر الصحافي الذي عقده في مطار رفيق الحريري الدولي، في انتظار وصول طائرة موراتينوس، حيث استقبله على سلم الطائرة، كما كان في استقباله الأمين العام لوزارة الخارجية والمغتربين السفير هشام دمشقية ممثلاً الرئيس السنيورة، سفير إسبانيا ميغيل بنزو وسفير فرنسا برنار إيمييه وأركان السفارة الفرنسية.
ثم دخل الوزيران الفرنسي والإسباني الى قاعة الشرف الرئيسية في المطار، حيث تحدث موراتينوس الى الصحافيين قائلاً: «أنا سعيد جداً بوجودي في لبنان، ومتابعة الجهود التي يقوم بها زميلي وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير. أعتقد أننا جميعاً يجب علينا تقديم المساعدة والدعم إلى الشعب اللبناني والسلطات اللبنانية والدولة اللبنانية، وأعتقد أننا نهتمّ بتقديم المساعدة لكي تنتهي ونخرج من هذه الأزمة».
بعد ذلك، عقد كوشنير وموراتينوس اجتماعاً، في حضور موفد الوزير الفرنسي الخاص الى لبنان جان كلود كوسران والسفيرين الفرنسي والإسباني. ثم غادر كوشنير الى القاهرة، فيما انتقل موراتينوس الى السرايا الحكومية حيث التقى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بحضور السفير بيريا والوفد الإسباني المرافق، فيما حضر عن الجانب اللبناني وزير الخارجية بالوكالة طارق متري.
وبعد الاجتماع، عقد موراتينوس ومتري مؤتمراً صحافياً مشتركاً، وصف في مستهله متري الأول بأنه «صديق كبير للبنان وعارف بأحوال المنطقة العربية معرفة جيدة وبمشكلاتها وهمومها وقضاياها». وقال: «كرّرنا للوزير الصديق موراتينوس تعازينا واعترافنا بما قدمته وتقدمه إسبانيا التي دفعت ثمناً غالياً من دم أبنائها، دفاعاً عن سيادة لبنان واستقراره وأمن اللبنانيين وخاصة عن أمن مواطنينا في الجنوب العزيز. وأكدنا معاً حرصنا على الوصول في التحقيق في هذه الجريمة، متعاونين، إلى آخره ومعرفة من سبّب هذه الجريمة الإرهابية. وأكّدنا معاً حرصنا على أن تواصل القوات الدولية عملها وفق المهمات التي نص عليها القرار 1701، وأن تعمل على تنفيذ هذا القرار وألّا ترضخ لأي تهديد أو ابتزاز. وأكّد لنا أن إسبانيا تقف بحزم مع لبنان تنفيذاً للمهمات التي اختارت أن تضطلع بها دفاعاً عنه».
من جهته، رأى موراتينوس «أن لبنان يتحمّل مسؤولياته في هذه الفترة التاريخية، وعلى أصدقائه أن يقفوا إلى جانبه، إلى جانب السلطة والحكومة اللبنانية والشعب اللبناني لتقديم الدعم الضروري للوصول إلى الحوار ومستقبل استقرار وأمن لكل الشعب في لبنان والمنطقة»، آملاً «أن نتمكن معاً من اجتياز التحديات التي تواجه لبنان».
وقال رداً على سؤال: «لقد آمنت دائماً بالحوار وبالتزام كل الأطياف وعندما قمت بزيارة سوريا في وقت لم يقم أي من وزراء الخارجية الأوروبيين بزيارتها، وفي نهاية مهمتي هناك قلت إنني آمل أن تتمكّن سوريا من أن تكون جزءاً من الحل لا جزءاً من المشكلة، وسأتوجّه إلى دمشق حاملاً الرسالة نفسها»، مشيراً إلى أن «هناك مسألة طارئة إزاء جدية الوضع الذي يواجهه الشرق الأوسط، ويستحق ذلك مساهمة إيجابية من جميع الأفرقاء للوصول إلى الاستقرار والسلام في المنطقة».
وأعلن أن إسبانيا ستحاول المساعدة على الحل في لبنان، مؤكداً ضرورة «إرساء الحوار للوصول إلى حكومة اتحاد وطني ومصالحة وطنية»، لافتاً الى وجود إرادة لدى المجتمع الدولي بأكمله لمساعدة الشعب اللبناني على الوصول إلى حل وقال: «سنتحدث مع كل الأطراف وكل من يريد أن يصل إلى حل، وسنستخدم المنطق مع كل السلطات».
وعن تحذير وزير الخارجية الفرنسي من حرب قال: «أعتقد أن هذا تعبير تم تفسيره أو ترجمته خارج نطاقه. نحن هنا لحل الأزمة اللبنانية، لقد عرفنا حروباً كثيرة وعايش لبنان حروباًَ كثيرة، يجب عدم التحدث عن الحروب الآتية بل السلام الآتي».
وعمّا إذا كان لديه اقتراح للبنانيين قال: «أولاً سأستمع إليهم».
قيل له: لكنك فعلت كل شيء قبل مجيئك؟
أجاب: لقد زرت مصر والسعودية وتحادثنا هناك، لكن الآن سنستمع ومن ثم نبحث.
وزار موراتينوس رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري، وقد وصف موراتينوس اللقاء بأنه «كان إيجابياً ومثمراً جداً»، وقال: «أطلعني النائب الحريري على الزخم الذي خلّفته زيارة وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير، ونحن نتابع المحادثات والمبادرة الفرنسية بهدف إيجاد ضوء في نهاية النفق».
من جهته، شكر الحريري لإسبانيا «دعمها ومساعدتها للبنان وللشعب اللبناني ومساندتها لسيادة لبنان».
(وطنية)