strong>«دعوتنا للفريق الآخر الى حكومة وطنية لا طاولة حوار لتضييع الوقت... والمتغيرات الإقليمية ليست لمصلحتكم»
أكد الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله أن النصر الذي تحقق في تموز 2006 «كان نصراً استراتيجياً بكل المقاييس، وأدى إلى إنهاء مشروع الشرق الأوسط الجديد». ونفى في كلمة متلفزة خلال احتفال جماهيري بذكرى شهداء الوعد الصادق في بنت جبيل، المزاعم التي تحدثت عن سعي «حزب الله» وحركة أمل إلى الانقلاب على اتفاق الطائف، مؤكداً أن الحديث عن المثالثة «لم يظهر إلاَّ في إعلام فريق السلطة بهدف تقطيع الوقت حتى لا يتم التوصل الى إقامة حكومة وحدة وطنية»، مؤكداً أن «المقاومة هي اليوم أقوى وأمنع وأشد وأصلب وأكثر عزماً وإرادة على مواجهة العدوان وعلى صنع الانتصار». وجدد «الدعوة للفريق الآخر، لا إلى طاولة حوار لتضييع الوقت، بل الى تأليف حكومة شراكة وطنية حقيقية. أما إذا كنتم تراهنون على المتغيرات الإقليمية فهذا ليس لمصلحتكم».
بداية حيّا السيد نصر الله أهالي القرى والبلدات في منطقة بنت جبيل، ونوّه بتضحيات الشهداء والأسرى والجرحى والمقاومين. ثم تحدّث عن بعض جوانب العدوان الاسرائيلي في تموز الماضي وتداعياته على لبنان والمنطقة، مذكّراً بأن «الصهاينة أطلقوا على حرب تموز 2006 اسم حرب لبنان الثانية». وقدم قراءة موجزة لبعض أوجه الشبه في الأهداف الاسرائيلية للحربين، «وسنجد أن حرب تموز 2006 كانت الأخطر والأقسى والأصعب والأكبر». وذكّر بأنه «عام 1982 كان هناك نقاش عن طبيعة الدور الأميركي وعن حدود الضوء الأخضر الذي أعطته الإدارة الأميركية لحكومة بيغن وعن حدود المساحة الجغرافية التي أُذن لإسرائيل أن تجتاحها وتحتلها. لكن في عام 2006 كان هناك قرار أميركي واضح لكل العالم وداعم بشكل مطلق سياسياً ومادياً لهذه الحرب، بل كان هناك ضغط أميركي على إسرائيل لتواصل حربها حتى تتحقق الأهداف المنشودة. في عام 1982 كان هناك نقاش حول طبيعة الدور الدولي والموقف العربي، لكن في تموز 2006 كان هناك تبنّ دولي وغطاء عربي»، ليخلص إلى أن «اجتياح 1982 كان حرباً أميركية ـــــ إسرائيلية، لكن حرب لبنان الثانية كانت حرباً عالمية على لبنان»، لافتاً إلى موقف الدول الصناعية الثماني إبان العدوان.
وأوضح أن أهداف الإسرائيليين عام 1982 كانت: القضاء على منظمة التحرير وإخراج المنظمات الفلسطينية من لبنان، وإقامة سلطة سياسية لبنانية موالية أو تابعة للإسرائيليين وللأميركيين، وعقد اتفاقية سلام مع هذه السلطة السياسية تتكفل بإلحاق لبنان نهائياً بالمشروع الإسرائيلي ـــــ الأميركي. فيما كانت «أهداف تموز 2006 أخطر، وتتجاوز الساحة اللبنانية إلى المنطقة كلها، وذلك عندما تحدثت كوندوليزا رايس بصلف بأننا نشهد مخاض ولادة شرق أوسط جديد ولا مكان فيه للمقاومة وللمقاومين ولا للمانعة وللممانعين ولا للسياديين وطلاب السيادة الحقيقيين، بل شرق أوسط «بوشي ـــــ كوندوليزارايسي»، أي دويلات طائفية متناحرة». وأشار إلى «أهداف محددة لحرب تموز، هي: 1ـــــ القضاء على المقاومة. 2ـــــ بسط نفوذ سلطة الفريق الحاكم الحالي، وفي زمن الحرب كثيراً ما قال (إيهود) أولمرت ووزيرة خارجيته ووزير حربه إنهم يريدون المساعدة على بسط نفوذ حكومة فؤاد السنيورة على كامل الأراضي اللبنانية، وهذا أمر معيب بحق لبنان وشعبه وحكومته وأي فريق سياسي يدّعي أنه وطني وسيادي. 3ـــــ الوصول إلى اتفاقيات مع الحكومة التي سيفترضون أنها سيطرت على لبنان. 4ـــــ استعادة الجنديين الإسرائيليين بلا قيد».
وقارن نصر الله بين ما تحقق من أهداف حربي 1982 و2006، مشيراً إلى أنه بالنسبة إلى الأولى «تحققت بعض الإنجازات فضربت منظمة التحرير وأُخرج الجزء الأكبر من المقاومة والفصائل الفلسطينية من لبنان، واحتُل جزء كبير من الأراضي اللبنانية وصولاً إلى بيروت، وفُرضت سلطة سياسية على لبنان بقوة الدبابات والحراب الإسرائيلية، مثلما فُرضت اتفاقية 17 أيار على اللبنانيين، لكن ما لبثت هذه الإنجازات أن تداعت وانهارت تدريجياً»، كذلك «وُلدت مقاومة لبنانية جدية من خلال قوى لبنانية متنوعة وبأسماء متعددة، والسلطة السياسية التي فرضت بالحراب الإسرائيلية عزلت وتداعت، وأصبحت اتفاقية 17 أيار حبراً على ورق ثم ألغيت، وانسحب الإسرائيلي عام 1984ـــــ 1985 إلى الشريط الحدودي السابق وسقطت أهداف الحرب خلال سنتين أو ثلاث، وخاضت المقاومة بعد 85 حرب استنزاف طويلة إلى أن يئس الصهيوني فكان قراره بالانسحاب في 25 أيار 2000 وقضي نهائياً على كل الأهداف التي طرحها الصهاينة لاجتياح 1982، خلال 18 سنة».
أما في أهداف تموز 2006، فلفت إلى أنها «سقطت خلال 33 يوماً فقط، وانقلب السحر على الساحر. وبقراءة سريعة: لا شرق أوسط جديداً بعد 14 آب 2006 بعدما ذهب مع الريح، فيما بلعت كوندوليزا رايس لسانها إلى الأبد»، مؤكداً أن «المقاومة التي قاتلت في تموز 2006 هي اليوم أقوى وأمنع وأشد وأصلب وأكثر عزماً وإرادة على مواجهة العدوان وعلى صنع الانتصار»، مشيراً إلى أن «الحكومة التي أرادوا بسط سلطتها بالحديد وبالحراب والنار، سرعان ما فقدت ثقة أغلبية اللبنانيين، بفعل أدائها أثناء الحرب وبعدها، وبفعل استئثارها ورفضها للشراكة الوطنية، وفقدت بالتالي شرعيتها ودستوريتها. وخرج مليون ونصف مليون لبناني ليقولوا للفريق الحاكم: عليكم الرحيل، أنتم حكومة فاشلة». وشدّد على أن «أحلام هذا الفريق بالسيطرة والاستئثار بدأت تتلاشى»، وعلى أنه «لا يمكن فرض حكومة ولا سلطة على الأغلبية الشعبية اللبنانية، ولبنان لا يمكن أن يُحكم بفريق ولو دعمه كل العالم»، ملاحظاً أنه «حتى الهدف التفصيلي بعودة الأسيرين الإسرائيليين بلا قيد أو شرط لم يتحقق»، لتتقلص «إنجازات أولمرت وحكومته إلى حد أنني لا أستطيع التجول في شوارع بيروت» مؤكداً لأولمرت «أنني أتجول في شوارع بيروت»، ومعتبراً أن هذا «الإنجاز» هو «إدانة لإسرائيل».
وأشار نصر الله إلى «أنّ أهم إخفاقين للعدو الإسرائيلي بحسب اعترافاته واستنتاجات لجنة فينوغراد هما: فشل سلاح الجو الإسرائيلي في وقف الصواريخ التي هزّت الجبهة الداخلية الصهيونية، وفشل العملية البرية الإسرائيلية»، متحدثاً عن المواجهات البطولية التي خاضتها المقاومة والتي «شكلت صدمة كبيرة للعدو» الذي استهدف بنت جبيل «لأنّ احتفالاً بالنصر عام 2000 أقيم في هذه المدينة وقال خطيب الاحتفال آنذاك مخاطباً الشعوب العربية واللبنانيين، إنّ إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت، فأرادوا محو مدينة ومنطقة بكاملها، واختاروا اسماً للعملية هو اسم خيوط الفولاذ ليقولوا إن إسرائيل هي خيوط فولاذ وليست أوهن من بيت العنكبوت. لكن أبناء المقاومة وأسود الله أثبتوا عام 2006 من جديد أنّ إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت، وأن إرادتكم أقوى من الحديد والفولاذ»، مشدداً على أن «الصمود في كل القرى الأمامية أفشل العملية البرية وأطاح كل المساعي السياسية لفرض شروط لا تناسب لبنان وأدى إلى إخفاق العدو في تحقيق أيّ من أهدافه، وحتى الأسرى لم يتمكن من استعادتهم»، مجدداً «للأسرى ولعائلاتهم من إخواننا وأحبائنا ما قلته في 12 تموز: لو جاء العالم كله فلن يستطيع أن يعيد الجنديين الإسرائيليين إلى إسرائيل وإلى حكومة إسرائيل، الطريق الوحيد هو التفاوض غير المباشر والتبادل ليعود أسرانا وإخواننا وأحباؤنا مرفوعي الرأس نستقبلهم ونقيم لهم الأعراس ودون منّة من أحد في العالم». وأكد أن «الفشل البري أدّى إلى انتهاء العملية العسكرية، ولو قدّر أن تسقط هذه البلدات أمام الزحف البري الإسرائيلي لعطّلت إسرائيل القرار 1701 ولطلبت من المجتمع الدولي فرصة إضافية وكانت ستحصل على ذلك بكل تأكيد ولواصلت حربها على جنوبي الليطاني وعلى شماليه وعلى كل لبنان لتُغيّر كل المعادلة وليبدأ المولود القذر، الذي اسمه الشرق الأوسط الجديد، والذي يتولد من رحم أميركية قذرة، بالخروج، ولكن أنتم أسقطتم هذا الجنين غير الشرعي وأنهيتم هذا المخاض وقضيتم على هذا المشروع».
وقال: «هذه جوانب مشرقة من مواجهتنا، وللأسف البعض في لبنان أراد لنا أن لا نرى إلاّ الخسائر التي نعتبرها تضحيات، وكل حركات المقاومة في التاريخ وكل الشعوب التي قاومت من أجل حريتها لم تتحدث عن خسائر، بل تحدثت عن تضحيات، ولم تقف على الأطلال لتبكي، وإنما اعتزت بالنصر الذي صنع بالدم وبالبيوت المهدمة وبالدموع والآلام وآلام التهجير»، مشيراً الى «المدنيين الذين حسموا المعركة في 14 آب، فعدتم الى أرضكم مرفوعي الرأس».
ووجّه نصر الله رسالتين الى الداخل والى العدو، فأكد للداخل اللبناني: «لتجدنّ المقاومة في لبنان أحرص الناس على الوحدة الوطنية وعلى السلم الأهلي والاستقرار والعيش المشترك وعلى مشروع الدولة، وعلى التآخي والتراحم بين اللبنانيين بمختلف طوائفهم. وكل من يحاول أن يشكك في هذه الإرادة من خلال الخطاب والمقالات ووسائل الإعلام المدججة بالأكاذيب وبالمال الحرام لا يجوز أن يؤثر على قناعتكم، وأنتم تعرفوننا من خلال التجربة، 25 أيار 2000 وما بعده، وتعرفون كيف تصرفنا من دون منّة على أحد».
وقال: «في الأيام الأخيرة جاؤوا بأكاذيب جديدة فقالوا إن حزب الله وأمل والشيعة يريدون تغيير اتفاق الطائف والانقلاب على صيغة النظام السياسي، وهذا كذب وافتراء. لو كنا نريد أن نفعل لكنتم سمعتم خطاباً مختلفاً في 25 أيار 2000. الفريق الآخر وإعلامه لم يعد يجد في الآونة الأخيرة ما يتكلم عنه فاخترع قصة المثالثة بدل المناصفة، وقيل إن الايرانيين طرحوا هذا على أحد الوفود الأوروبية، والصحيح أن وفداً أوروبياً سأل الإيرانيين هل يعتقدون بأن اتفاق الطائف ما زال صالحاً للبنان فأجابهم الإيرانيون بأن هذا شأن لبناني. بعض الصحف، التي يجب أن تفتش بالسراج والفتيلة لتجد فيها بعض الصد،ق تكتب مقالات وتؤسس لمعركة سياسية كبرى اسمها تغيير الطائف والمثالثة بدل المناصفة. أنت تطرح الحل بحكومة وحدة وطنية ووفاق وطني وإنقاذ وطني وشراكة وطنية، فتراهم يوماً يلهونك بالمحكمة ويوماً بالمثالثة بدل المناصفة وبألف قصة. المهم عندهم تقطيع الوقت حتى لا تقام حكومة وحدة وطنية وحتى يستمر الفريق المسيطر على السلطة في أخطائه وارتكاباته». وأكد أن «رسالتنا واضحة: نريد لبنان بلداً للجميع، ولا نريد تغيير الصيغة السياسية ولا نطمح لحكم لبنان ولا للسيطرة عليه. أقصى ما نطمح إليه ان تكون هناك شراكة سياسية في إدارة البلد وأن تصل إلينا الكهرباء كما بقية المناطق اللبنانية، وأن يُتعاطى معنا كمواطنين لبنانيين طبيعيين لا كمواطنين من الدرجة الثانية. هذا هو طموحنا الحقيقي المتواضع ولكنه الجدي»، مجدداً «تأكيد كل كلمة كتبت في التفاهم الذي وقّعناه مع التيار الوطني الحر، ولا داعي لإقلاق الداخل وإخافته بالحديث عن دولة إسلامية وعن أسلمة لبنان وعن تحويل المسيحيين الى أهل ذمة وعن سيطرة شيعية على بقية المسلمين. كل هذه خيالات وأوهام يراد بها إيقاع الفتنة بين اللبنانيين ودفعهم الى الفتنة كما يجري في بلدان أخرى الآن».
أما الرسالة الى «العدو الذي أراد ان يرمّم صورته وهيبته التي فقدها عام 2000 وفقدها أيضاً في مواجهة الانتفاضة الفلسطينية المباركة ومن خلال حرب تموز 2006. على هذا العدو أن يعرف أنه لم يتمكن من المس بمعنوياتنا وبإرادتنا وبعزمنا، وأن دماء الشهداء وما لحق ببيوتنا وأرزاقنا وبلدنا لا يمكن إلا ان يصلّب إرادتنا ويزيد وعينا بعدوانيته وبوحشيته. وعينا أقوى من أي وقت مضى وإرادتنا أقوى وعزمنا أشد. وفي مواجهة أيّ تهديد سنكون أشد يقيناً بالنصر وبأننا سنلحق الهزيمة بالعدو». وأكد «أن البنية البشرية للمقاومة أقوى وأشد وأمضى، وهناك أجيال التحقت بالمقاومة بعد انتهاء الحرب، واليوم لدينا سيل هادر من الشباب المقاوم الأكثر استعداداً للصمود وصنع الانتصار».
أما في الموضوع التسليحي فـ«أقول للمجتمع الدولي الأعمى الذي لا يرى إسرائيل التي حصلت خلال عام على أسلحة متطورة وطائرات أميركية حربية وتكنولوجيا حديثة وذخائر إضافية، إسرائيل التي تتجهز وتتدرب وتناور في الليل والنهار، والتي تهدد بالحرب في هذا الصيف وفي كل صيف وتخرق سماءنا وتعتدي على أرضنا، ألا يعتبر هذا خرقاً للقرار 1701؟ أما أن يقف لبناني ويقول نحن كنا نستطيع في تموز 2006 وما زلنا نستطيع أن نطال أي نقطة في إسرائيل، فأين الخرق هنا؟ هذه الإمكانات كانت عندنا، واليوم هي عندنا، وأنا أقول لمجلس الأمن الدولي، وأقبل أن أُدان: نحن نملك وسنبقى نملك صواريخ تقصف أي مكان في فلسطين المحتلة إذا اعتدت إسرائيل على لبنان. لم يدافع عنا أحد منذ 48. نحن ندافع عن أنفسنا وعن بلدنا وشعبنا وأهلنا وقرانا، ,هناك حالة واحدة مقبولة لدينا هي أن يصبح لبنان ولدى لبنان جيش قوي مقتدر قادر على حماية لبنان من أي اعتداء إسرائيلي».
ولفت إلى أن «من واجبنا الديني والإلهي والوطني والأخلاقي أن نمتلك البنية القتالية والسلاح لنحمي بلدنا وعرضنا وأطفالنا وأجيالنا. ونقول لكل من يريد أن يهجرنا من أرضنا: لن نغادر جنوب لبنان ولا بقاعه ولا أي أرض من لبنان، آباؤنا وأجدادنا دفنوا هنا، ولدنا هنا ونعيش هنا ونموت هنا ونقتل هنا وندفن هنا. هذه أرضنا التي لا يمكن أن نتخلى عنها. ليعرف العالم كله واللبنانيون: المقاومة ليست مشروع حرب ونحن لا نريد الحرب ولم نردها. المقاومة مشروع دفاع في مواجهة التهديد والأطماع والاحتلال والتجاوز على كرامة لبنان وحريته، وهذه المقاومة التي عجزوا عن ضربها والقضاء عليها في كل الحروب السابقة باقية باقية، منتصرة منتصرة، ولا يمكن أن تعرف الهزائم». وقال «على الرغم من كل تشكيك وتردد في أننا انتصرنا نصراً إلهياً تاريخياً استراتيجياً، ستبقى نتائج هذا النصر الى عقود من الزمن. وكما الهزيمة كانت ستصنع شرقاً أوسط جديداً، سيصنع انتصاركم شرقاً أوسط جديداً آخر لشعوب المنطقة، ينتمي الى إرادتها وعنفوانها وحضارتها ومصالحها».
وأشار إلى أن «اللبنانيين مدعوون، بعيداً عن المكابرة، الى بناء القوة الذاتية اللبنانية سياسياً التي تدير البلد وتعمره، والقوة الذاتية العسكرية والأمنية التي تحميه وتصون استقلاله وتستعيد أرضه. أما منطق التزلف والتذلل أمام هذه العاصمة أو تلك واستمداد القوة من هذه الدولة أو تلك فلن يجدي نفعاً. ليست هناك طائفة قادرة على أن تحكم لبنان، وليس هناك تحالف طوائف يحكم لبنان على حساب طوائف أخرى، وليس هناك تحالف سياسي من طوائف يمكن أن يحكم لبنان على حساب تحالف سياسي من طوائف أخرى، وعلينا ألا نضيع الوقت على الرهانات الإقليمية والدولية»، مجدّداً «الدعوة للفريق الآخر، ليس الى طاولة حوار لتضييع الوقت، بل الى تشكيل حكومة شراكة وطنية حقيقية. أما إذا كنتم تراهنون على المتغيرات الإقليمية فهذا ليس لمصلحتكم. المستقبل نصنعه معاً على الرغم من كل الجراحات الموجودة في الحرب وما بعدها، ولا داعي لكي تنفوا. أتحداكم أن تخرجوا محاضر جلسات مجلس الوزراء المسجّلة بالصوت حتى يعرف الشعب اللبناني الحقيقة».
(الأخبار)