strong>«القوميون تحالفوا مع شمعون وإده ومخيبر ونجح نسيب لحود بأصواتهم»
رد رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون على مواقف الرئيس الأعلى لحزب الكتائب أمين الجميل، مشيراً إلى أن الأخير «يحاول تحويل الروح العدائية ضدنا، لا ضد قتلة ابنه»، متمنياً عليه تسمية هؤلاء القتلة الذين يقول إن الجميع يعرفهم .
كلام عون جاء بعد ترؤسه اجتماع التكتل في دارته بالرابية، أمس، وقد خصص لتقويم زيارة عون إلى ألمانيا ومبادرة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير وانتخابات المتن الفرعية.
وأكد عون أن «أجوبة فريق الأكثرية الحاكمة لم تكن مشجعة، وهي التي أفشلت مبادرة كوشنير، لافتاً إلى تصريحه «الذي قال فيه إنه مجنون من يأتي إلى لبنان، لكن بالرغم من ذلك فقد أصر على المجيء، ونحن نشكره على مثابرته وعلى الجهود التي يبذلها لمساعدة لبنان».
وأشار إلى أن عيد الجيش هذا العام «ليس كسائر الأعياد، نعيّده السنة بالدم، والكلفة أصبحت عالية وقد بلغت إلى اليوم 123 شهيداً في نهر البارد فقط»، معتبراً أن «هذا قدر العسكري أن ينتصر أو يستشهد، وسننتصر بإذن الله».
وفند عون مواقف الجميل، موضحاً ما عناه بقوله «بصدقه الشيخ أمين الجميل لا يصل إلى تحت زنارنا». وقال: «يمكن أن يكون تفكير البعض قد شرد»، موضحاً أن هذا المثل يُقال في جميع المناطق اللبنانية «عندما تصير مقارنة بين شخصين يستعمل كلام مثل هذا الكلام. وما قلناه هي الكلمة الأصح والأكثر تهذيباً في التعبير».
ودعا الجميل إلى نشر التسجيلات التي قال إنها في حوزته عن تصريحات عون للتلفزيون الألماني في ألمانيا، وقال: «انتظرناه حتى ينشرها، لكنه استمر في تكرار الخبر ولم ينشر شيئاً»، متمنياً أن يوقف الجميل «التضليل الإعلامي فنكون له من الشاكرين».
ورأى أن الجميل «يحاول تحويل الروح العدائية ضدنا، لا ضد قتلة ابنه»، متمنياً عليه تسمية هؤلاء القتلة الذين يقول إن الجميع يعرفهم.
وفي ما يتعلق بموضوع المثالثة الذي أثاره الجميل، لفت عون إلى التكذيب الذي صدر عن الرئيس نبيه بري وعن الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، معرباً عن اعتقاده «بأن الأمور بحاجة إلى ضبط أكثر في الكلام».
ولفت عون إلى علاقة الجميل بسوريا منذ عام 1976، مشيراً إلى أنه زار سوريا عندما أصبح رئيساً للجمهورية أكثر من 12 مرة». فإذاً لا يستطيع القول إننا في الزبداني ولا تسوّقنا في سوق الحميدية، لذلك اضطررت يوم سمعته أن أتحسس جسمي لأرى إذا كنت صاحياً أو حالماً ولأتأكد أين أنا، وتأكدت أني هنا في الرابية».
وأوضح عون أنه ليس «في موقع الوظيفة الرسمية (الوزارة) التي تسمح لي بالذهاب إلى سوريا والمطالبة باسم الحكومة اللبنانية باسترداد الموقوفين لديها»، مشيراً إلى أن هذا الموضوع مطروح على الحكومة التي أخذَته على عاتقها وهذا ما ورد في البيان الوزاري».
وحول اتهام الجميل عون «بعدم ذكر أي كلمة في موضوع السلاح الذي يدخل خلسة إلى لبنان، ويصادر»، أحاله عون على ما صدر عن قيادة الجيش أي المؤسسة العسكرية، التي تراقب الحدود، ووزير الدفاع اللذين نفيا هذا الأمر، داعياً الجميل إلى توجيه السؤال في هذا الصدد إلى هاتين الجهتين.
ورداً على سؤال حول نفي قائد الجيش الأسبق العماد ابراهيم طنوس ما ذكره عون عن الاجتماع الذي حصل في القصر الجمهوري، قال الأخير: «أنا ذكرت الجنرال طنوس وذكرت مسؤولين آخرين مثله وأعلى منه، وجميعهم أحياء يرزقون. آسف أن يكون قد فقد الذاكرة، وإذا كانت القضية طبية نتمنى له الصحة، وإذا لم تكن طبية تصبح القضية أخطر ولن نصف الفعل».
وأشار إلى أن موضوع انتخابات المتن «معقّد، ولم نقفل باب الحل»، وقال: «نحن أمام ثلاثة أوضاع كي يكون الحل منصفاً، لا تزكية. أولاً، قالوا إن هناك انتخابات، وذلك يعني أن هناك حق الترشيح، ولا أحد يملك الحق في منع المعركة الانتخابية. ثانياً، قلنا نريد أن ننسحب، فقالوا إننا لا نملك الشعبية وإن العماد عون يريد الهروب من المعركة. وأيضاً هذا ليس حلاً. والحل الثالث، أننا لجأنا الى القضاء لأن هذا الأمر يتعلق بصلاحيات رئيس الجمهورية ويتعلق بقضية مهمة جداً. وأيضاً القضاء لم ينصفنا. فإذاً لا يمكن أن نقفل ثلاثة أبواب في وقت واحد أمام مراجعاتنا، لذلك قلنا إننا سنراجع أمام الشعب اللبناني الذي يملك الخيار الأكيد».
ورأى أنه لم يكن هناك إسفاف في الخطاب السياسي، موضحاً أنه «إذا كذب أحدهم وقلت عنه إنه كذاب، فهل أكون قد جرحت شعور الكاذبين»؟
ورداً على سؤال عن مصير دعوة رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري الى الالتقاء به، أوضح عون أن المبادرة أتت من الحريري، وكذلك الانحسار. وقال: «لا أعلم إذا غيّر تفكيره أو ينتظر شيئًا ما».
وأكد أن مسؤولية جمع اللبنانيين ووحدتهم الوطنية هي مسؤولية الحكومة. معتبراً أنه «لا يمكن أن تسعى الحكومة إلى تفرقة المواطنين إذا كان عندها خوف من المواجهة إلا إذا كانت ترغب بفرط الشعب اللبناني ووحدة الدولة اللبنانية».
وتعليقاً على دعم الحزب السوري القومي الاجتماعي لمرشح التيار، قال عون: «إن القوميين هم حالة انتخابية في المتن قبل أن أولد وقبل أن أتعاطى في السياسة، فهم تعاطوا مع الرئيس كميل شمعون وكانوا حلفاء له، وتعاطوا مع ريمون إده أحياناً ومع الدكتور (ألبير) مخيبر. هناك ثابتة وحيدة أنهم لم يكونوا يوماً في حياتهم مع الكتائب. فإذاً لماذا الآن سيشذّون عن القاعدة ويكونون على غير العادة؟ ولماذا سيضايقون الناخب المتني؟ الأستاذ نسيب لحود نجح بأصواتهم في الانتخابات الأخيرة».
وأعلن عون تأييده مرشح حركة الشعب في بيروت.
(الأخبار)