فراس خطيب
كان فلسطينيّو 48، مع بداية عدوان تموز، مقتنعين بأنَّ «الكاتيوشا» التي تشق طريقها من لبنان، «ليست موجّهة لهم». لكنَّ هذه المقولة تفكّكت عندما تعرّضت بلدات عربية في الأراضي المحتلة إلى قصفٍ مكثّفٍ، جعل من الحرب حقيقة يعيشها الفلسطينيون دون أن يتوقعوها. تحول خوفهم، إثر القصف الإسرائيلي على لبنان، إلى خوف مزدوج؛ من الصواريخ الساقطة عليه، ومن تلك الآتية منه

تفاقم الخوف في بعض القرى والمدن العربية في إسرائيل إلى حد الرعب، حال الحروب العادية. لكنه رعب لم يدخل فلسطينيي الـ48 ضمن الإجماع الإسرائيلي. كانوا مجمعين إجماعاً خاصاً بهم، مستمدّاً من تاريخهم. مفاهيم الحرب اختلفت عندهم. موقفهم بات واضحاً منها. الإجماع الفلسطيني، كحال طبيعية، في وضع ليس طبيعياً.

مجد الكروم

عام على العدوان على لبنان. الدخول إلى مجد الكروم من الشارع الرئيسي السريع الممتد من عكا حتى صفد شمالاً، مخاطرة سير اعتيادية ويومية. لا إشارة ضوئية عند المدخل الرئيس للقرية، علماً بأنَّ الإشارات الضوئية تملأ الطريق من عكا حتى صفد. مجد الكروم قرية تقليدية، يسكنها عشرة آلاف فلسطيني. حالها من حال القرى الفلسطينيية في الداخل. اضواء الشوارع خافتة إلى حد الظلمة. شوارعها ضيقة، والواسعة منها، تملأه الحفر. بيوت مبنية على الطريقة العربية الحديثة، تتفاوت في جمالها، منها ما يزهو كالقصور، ومنها المتواضع إلى حد الفقر. ربما كانت مجد الكروم أكثر القرى العربية تعرضاً للصواريخ أثناء الحرب. سقطت فيها عشرات الصواريخ. فقدت اثنين من شبانها، محمد صبحي وبهاء فياض، وجرح العشرات، وتكبدت أضراراً مادية جسيمة.
تقع مجد الكروم على بعد مئات الأمتار شمالي مدينة كرمئيل المقامة أصلاً على مساحات صودرت من القرى العربية المحيطة بها. عُرفت القرية بكروم الزيتون، لكنّها الآن لا تملك من الكروم شيئاً. مسطحها بقي كما هو، لا يتسع لشيءٍ في وقت تتمتع مدينة الكروم بكل المساحات والشروط المطلوبة.
«سطع نجم» مجد الكروم خلال العدوان على لبنان. سقطت مع بداية العدوان على القرية ثلاث قذائف «كاتيوشا» أصابت بعض المباني وألحقت أضراراً في الممتلكات. الخوف بدأ يتسلل إلى قلوب سكّانها، لكنّ إيمانهم بأنَّ «الحرب ليست علينا»، كما قال أحد السكان، كسر هذا الخوف وأعاد الحياة إلى طبيعتها، إلى أن وقع منتصف الحرب صاروخ وسط الشارع الرئيسي في القرية أودى بحياة الشابين، اللذين رأى إليهما أهالي القرية شهيدين، مُدينِين حكومة اسرائيل لتنفيذها مجازر في لبنان. وهم على ما يبدو في «انتظار الحرب المقبلة».
في أحد البيوت يجلس أربعة رجال تتوسطهم نرجيلة. كان أبو محمد، والد الشهيد، جالساً بينهم. الحرب أيضاً كانت حاضرةً هناك. على الرغم من مرور عام، كان ابو محمد منهكاً وتعباً وبالكاد ينطق. «ليس سهلاً أن أتحدث عن تلك الأيام. كان محمد بالنسبة لي الدنيا كلها. عندما استشهد، الدنيا كلها ذهبت معه»، قال
لـ «الأخبار».
أبو محمد يعمل في البريد. عمره 53 عاماً. منذ أن استشهد ابنه، توقف عن العمل. زوجته مدرّسة، لم تعد للعمل بوظيفة كاملة. قرَّرت العائلة في يوم القصف نفسه ترك القرية إلى مكانٍ أكثر أمانا. «كانت أغراضنا جاهزة وتوجه محمد إلى الصراف الآلي ليسحب النقود. قلت له لا تذهب الى هناك. ابق هنا وخذ ما تريد من نقود، ذهب ولم يعد ولا زالت حقيبته جاهزة مجهزة...».
أبو محمد لا يتحدث في السياسة، لا يفكر بها. «بالنسبة لي كل شيء بعد محمد فانٍ»، ولمعت دمعة في عينيه لم تسقط. وفي ردّ على سؤال عمن يحمل المسؤولية، لا يجيب. يقول «ألله أعطى، الله أخذ. الحل لا يأتي بالصواريخ ولا بالطائرات، الحل يأتي بالهدوء والتفاوض، حفاظاً على من بقوا».
أبو محمد، مثل غالبية أهل القرية، لم يلفظ كلمة «محمد»، إلا وسبقتها كلمة «الشهيد». كانت جنازة محمد وبهاء مهرجاناً شعبياً، تظاهرة مؤثرة، اشتملت على خطابات دانت العدوان على لبنان وحمّلت الحكومة الإسرائيلية مسؤولية سفك الدماء.

صاروخ يكشف عن العنصرية

يصل عدد فلسطينيي 48 إلى مليون ومئتي ألف، بينهم 815 ألفاً يسكنون في المناطق الممتدة من الشمال حتى مدينة حيفا. هم أيضاً عاشوا ضمن المحور المستهدف. قتل 15 منهم أثناء الحرب وجرح العشرات. غالبية العرب في الشمال يعيشون في قرى عربية. أما الباقون فيعيشون في المدينتين المختلطتين ذواتي الأغلبيةاليهودية، عكا وحيفا، حيث حال الأحياء العربية في المدن المختلطة أشبه بالقرى العربية. بدا واضحاً من خلال العدوان على لبنان الفرق بين الأحياء والمدن اليهودية وبين تلك العربية، حيث كشف العدوان عن الفجوة الواسعة بين ما تلقّته الأحياء والمدن من خدمات وملاجئ وحراسة وخدمات إنقاذ وما بين ما يلقاه العرب بالمقابل. غالبية القرى العربية، إن لم تكن جميعها، لا تملك الملاجئ، حتى دويّ صافرات الإنذار كان بعيداً. وإن أراد العربي ملجأ للوقاية من خطر الصواريخ، فعليه بناؤه بنفسه ولنفسه.
وجد العرب، ممن يسكنون قرى الشمال والمدن المختلطة، أنفسهم أمام واقع جديد يفتقرون فيه إلى أبسط الإرشادات، حتى أنَّ مطبوعات الإرشاد لم تكن بالعربية. ترجمت هذه المطبوعات إلى العربية بعد أكثر من أسبوعين من اندلاع العدوان على لبنان، وتبيّن أنَّ الترجمة غير صالحة، لأنَّ الارشادات غير ملائمة، واشتملت مثلاً على كيفية النزول إلى الملاجئ، علمًا بأن القرى العربية لا ملاجئ فيها ولا مساحات محصنة. الجبهة الداخلية تعاطت مع العرب كأنَّهم يملكون كل شيء، فيما هم لا يملكون شيئاً سوى بيوتهم، وشاشات التلفزيون. وحتى بعد نهاية الحرب، كشف عدد من الصحافيين الاسرائيليين عن أنّ ممولين ورجال أعمال يهوداً ومقربين من اسرائيل تبرعوا بملايين الدولارات، مشترطين عدم منح شيءٍ من هذه المبالغ للعرب. وهذا ما كان.

عبارات جديدة

في أحد كروم الزيتون القليلة الباقية، يجلس أربعة شبان، يحاولون اجتثاث الابتسامة من تلك الحرب الماضية. أحدهم يعزف العود والثاني يغنّي والثالث صافن بهما ورابع لا يتحدث. عند اثارة سيرة الحرب، تحدثوا عنها من منظور مختلف، على الأقل بالنسبة لهم. قالوا بتهكم إنّ الحرب خلقت «خبراء عسكريين في مجد الكروم»، مشيرين إلى النقاشات بعد الحرب: «هذا الصاروخ رعد، لا بل زلزال.. لا هذه كاتيوشا عادية. هل تعلم ماذا يقولون في مجد الكروم عن السفينة الحربية، يقولون عنها بارجة»، وانفجروا ضحكاً. تحدثوا أيضاً عن شائعات بأن الناس «يبنون ملاجئ ضد القنابل النووية، وهم خائفون من الحرب على
إيران».

الناصرة

عند ظهر اليوم الأخير من الاسبوع الأول للعدوان، وقعت أربع قذائف كاتيوشا على مدينة الناصرة. اثنتان على حي الصفافرة في ساحة أحد البيوت، حيث كان الأخَوان طلوزي (3 و7 سنوات) ففارقا الحياة على الفور. والثالثة في منطقة أخرى من الناصرة وألحقت أضراراً مادية فقط. والرابعة في مكان مفتوح، قلما تشهده في مدينة مكتظة مثل الناصرة.
عندها، خرج قادة إســـرائيل يحرّضون العرب على حزب الله. قال اليمينـــــــــي المتطرف تسيفي هندل «فليعلم العرب أن نصر الله عدوهـــــــم هم أيضاً». ووصل استغــــــــلال الحدث ذروته حين أعلنت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني، أن الوزارة ستستغـــــــــلّ «الحدث عالمياً لتوضح للعالم أن حزب الله يقصف أماكن مقدسة للمسيحيين» في اشارة إلى الناصرة.
لكن والد الطفلين قطع الطريق عليها بقوله، قبل الجنازة في الناصرة، إنَّ «هذين الطفلين شهيدان، وسيكونان طائرين في جنة الخلد. ونحن لا نلوم أحداً، لا نلوم اللبنانيين، نحن نلوم هذه الحكومة (الاسرائيلية) المتعطشة للدماء لما خلفته من دمار». الأمر الذي أثار غضب المسؤولين الاسرائيليين، الذين يذكرون تصريحاته مثالاً على «تأييد العرب في الداخل للإرهاب»، على الرغم من أنه فقد أعز ما يملكالناصرة ومجد الكروم كانتا نموذجاً للحياة الفلسطينية في ظل العدوان على لبنان. كذلك كانت حال حيفا. من يدخل وادي النسناس الحيفاوي يعِ جيداً أن الحرب لم تنته هناك. فقد الحي اثنين من أبنائه جراء الحرب، ولا زالت الترميمات غير منتهية. في السادس من آب، تعرض بيت عائلة سلوم إلى القصف وهدم كلياً. كان أفراد العائلة داخل المبنى، حين جاء الشقيق حمودي لينقذهم. انفجرت بالونات الغاز كلياً. أصيب أفراد العائلة بجروح متفاوتة. لكن حمودي أصيب بجروح خطيرة ولا يزال يرقد في غيبوبة في مستشفى رمبام الحيفاوي في احدى الغرف الزجاجية. إصابتـــــــــه ربما كانت الأقوى من كل اصابات الحرب. وتبدو العائلة اليوم منهكة. بيتها هدم كلياً، وما زال أفرادها يسكنون بيتاً مستأجراً الى حين إعادة بناء بيتهم المهدّم. اليوم، بعد عام على الحرب، تقول ابنة العائلة منيرة سلوم، لـ «الأخبار»، «لا خرائط حتى لبيت جديد، ألا يكفينا همّ حمودي!». مرت عشرة أشهر على غيبوبته، والأطباء لا يعِدون بغدٍ أفضل.

قصص إعلامية

لم تحظ القصص الفلسطينية اثناء العدوان على لبنان بتغطية واضحة؛ فالحرب تخفي قصص قتلاها لتفرض القصة الجماعية. الفلسطينيون في الداخل كانوا ضحية لتغطية إعلامية إسرائيلية مفادها «قلنا لكم إن الصاروخ لا يفرق بين عربي ويهودي». كانت وسائل الإعلام العبرية تبحث عن إدانة لحزب الله. كانت تلك الإدانة صعبة. ولم يفلح الإعلام في تحقيق هذا «السبق». ربما نجح في جمع تصريحاتٍ متفرقة هنا وهناك. لكن الموقف لا يزال حتى اليوم واضحاً، وهو إدانة العدوان الاسرائيلي على لبنان، وانتظار الحرب المقبلة.




بن كسبيت

هـــل تسمـــع يـــا أحمــــد

نحن نعرف بعضنا بعضاً منذ سنوات طويلة. في الخلافات والتوافقات، وفي الأتراح والأفراح. وأعلم أنك، عدا عن كونك داعية عربياً ووطنياً فلسطينياً، إنسان. على هذا الأساس حاولت الاعتقاد بأن التعايش بيننا، على هذه الأرض، ما زال ممكناً.
شاهدتك بالأمس تقود جوقة الصياحين الديماغوجيين والمنافقين الفاقدين للخجل الذين أطلقوا على عامير بيرتس لقب «قاتل» و«إرهابي» في الكنيست الإسرائيلي (البرلمان الصهيوني وفقاً لتسميتكم). شاهدت، ولم أشعر يوماً من قبل بأني بعيد عنكم بهذا القدر. لم يحدث أن آمنت بقدر أقل بالإمكان الافتراضي والعدمي للتعايش هنا معاً.
قل لي يا أحمد، بصدق: هل تعتقد حقاً أن عامير بيرتس قاتل؟ إرهابي؟ إنك تعرفه. بيرتس، الرجل دفع وقاتل ونظر كل حياته، وبما أوتي من قوة، من أجل السلام والمفاوضات، ومن أجل حقوق الشعب الفلسطيني، مهما كان الوضع ومهما كان الجو.
هذا الرجل قاتل، بينما حسن نصر الله، بحسبكم، ما هو؟ من هو؟ ينبغي بذل الجهد لساعات، والتصبب عرقاً لأيام، من أجل الحصول منكم على كلمة شجب خفيفة، متلعثمة، ضعيفة، مترددة، عامة، لصناعة الإرهاب التي يديرها وآخرين ضدنا. كم من المرات جلست أمامك أو أمام أصدقائك في الاستديوهات المختلفة، في محاولة لاستخراج ظل استنكار لمجزرة عملية الدولفيناريوم في تل أبيب، أو مجزرة فندق بارك، أو العشرات، بل المئات، من أعمال التجزير البربرية التي انتشرت داخلنا رداً على اقتراح إيهود باراك بدولة فلسطينية على 90 في المئة من الضفة وقطاع غزة.
الآن، تسقط الصواريخ عليكم أيضاً، إلا أن الواقعة لم تقع بعد. الكاتيوشا تقتلكم أيضاً، لكنها لا تسبّب ضرراً لنظريتكم. من يمكن أن نتهم بالمسؤولية عن كون الأب المسكين الذي فقد ولديه في الناصرة لا يعلم أبداً أن كل شيء بدأ بهجوم قاتل، لا سبب له، شنّه «الأخ» نصر الله على إسرائيل؟
ألا يعيش الجمهور العربي الكبير على ما تقولون، ويأكل مما تقدمون، ويتربى على بركات إرثكم التصادمي. أنتم تبثون الحقد، وتنفثون السم في كل مرة يتهيّأ لكم فيها أن قدم يهودي ما قد تعثرت، ولكن عندما يكون الوضع معاكساً، ومعظم الأحيان هو كذلك، يسودكم الصمت.
وحوش بشرية غسلت أيديها بدماء جنديّي احتياط مذبوحين في شوارع رام الله وهي ترقص على الشرفة، وأنتم صامتون. برابرة يحرّضون رجالكم على تفجير أنفسهم داخل النساء والأطفال وأنتم تتلعثمون. عندنا أيضاً قتلة، يا أحمد. عندنا أيضاً مجموعات فاسدة وحقيرة. إلا أن حجمها لا يكاد يذكر، وهي لم تتحول أبداً إلى شخصيات بطولية على المستوى الثقافي. لم يقدسهم أحد
كشهداء.
في أعماق داخلك أنت تعلم أنه لم يولد بعد الضابط الإسرائيلي الذي يأمل إلقاء قنبلة، بدم بارد وعن سبق معرفة، على بيت يختبئ فيه أطفال. في أعماق قلبك أنت تدرك أننا لا نرقص على السطوح لرؤية الأطفال والنساء مذبوحين. كنت أحلم أن أراك تصعد إلى منبر الكنيست أمس لتتحدث بهدوء، من القلب، دون التلويح بقبضتك، عن صعوبة الوضع، وتدعو إلى وقف إطلاق النار، وتناشد سلاح الجو وقف القصف، وتدين أيضاً هجمات نصر الله. فأنت تعلم أنه عميل إيراني. وأنت تعلم أن تهديده لنمط حياتنا لا يختلف عن تهديده لنمط حياتك ولقيمك. أم أنا مخطئ؟
أنت نائب رئيس الكنيست، دكتور طيبي. للوهلة الأولى هذا فخر كبير. في الواقع، هذه مشكلة صعبة. أحاول أن أتصور ماذا كان سيحدث في برلمان إحدى الدول العربية العزيزة على قلبك، لو كان وصل إليه محمد بركة، وكشف أن الحكومة ارتكبت قصداً مجزرة بحق أطفال ونساء ، كما فعل ضد حكومة إسرائيل. في أي دولة كان الرجل سيوضع في السجن. أمس تقدم عضو الكنيست، عتنيئيل شنيلر، بشكوى ضده لدى الشرطة. كيف سينتهي الأمر؟ بلا شيء. الرحمة اليهودية.
أو طلب الصانع، الذليل النفس. يصرخ بملء فيه، لتطرده من القاعة رئيسة الكنيست. وبعد ذلك يبعث إليها بورقة راجية متوسلة أن تأذن له بالدخول. يروي لها أن بناته بكين أمس لرؤية مشاهد قانا، ويطلب أن تسمح له بالدخول وإلقاء كلمة. أين الخجل.
أما عزمي بشارة؟ ذروة الذرى. هذا الرجل لا يكاد يحضر إلى الكنيست. فقط في دولة بائسة كدولتنا لا يزال هذا الطابور الخامس يشغل مقاعد في البرلمان. هو يقاطع هذه المؤسسة دائماً، لكنه لا يزال يسترزق منها، ويشعل عبرها نضاله الرامي إلى القضاء على دولة إسرائيل. من يعلم، ربما ذهب أمس في زيارة خاطفة إلى صديقه الأسد في دمشق من أجل مشاركته بتجربة ما يحصل، أو ربما إلى «الأخ» نصر الله في بيروت، من أجل وضع الخطط والبرامج. لدى هذا الرجل، لا يمكنك أن تعلم شيئاً. فقط قرار فضائحي، مجنون، ومنفر للمحكمة العليا سمح لهذا الرجل بالتنافس مرة أخرى للكنيست. يبدو أننا جُننّا فعلاً.
الديموقراطية الإسرائيلية، يا أحمد، لن تكون قادرة على ابتلاع هذا السم لمدة طويلة. في نهاية المطاف سيتم لفظكم من داخلها. عندما يقرر يهودي مقيم في نيويورك أن ولاءه لدولة اليهود أكبر من التزامه بوطنه، يحمل نفسه ويهاجر إلى إسرائيل.
لقد آن الأوان لتقرروا أنتم أيضاً. أين أنتم، ومع من. تريدون البقاء هنا؟ أعلنوا ولاءكم بشجاعة. لا تريدون؟ اذهبوا إلى فلسطين. هاجروا إلى إسرائيل. انتقلوا إلى عمان.
لقد آن أوان اتخاذ القرار وإجراء الحساب. ليس الوقت متأخراً. ما زال ممكناً تغيير الاتجاه. يمكن أن نبقى معاً. لكن عليكم أن تتخذوا قراراً. البقاء، في السراء والضراء، أو الانتقال، في السراء والضراء. لنركم تصرخون على إسماعيل هنية في برلمان رام الله. أو تهاجمون أبو سمهدانة في مكاتبه في رفح. ستشتاقون إلينا، يا أحمد. لكني لست متأكداً من أننا سنشتاق إليكم.
(معاريف، 1/8/2006)