أكد رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون أن انتخابات المتن «ليست كأي انتخابات لأنها تحاول ضرب آخر معقل معاند للديكتاتورية الحديثة، ومعقل الممانعة لإسقاط رئاسة الجمهورية بمضمونها القانوني والدستوري والوجودي»، مشيراً إلى أنها «معركة جمعت كل مقومات النجاح لضرب الممانعة والرفض وإخضاع الجميع للمقاييس ذاتها وإضافة مقعد في قريطم».وقال عون خلال لقاء حاشد من قياديي وأنصار «التيار الوطني الحر»، استهل بالوقوف دقيقة صمت تخليداً لشهداء الجيش: «إنها معركة تجمع صورة شهيد وتكسب عطف الناس وتضرب عقولهم وحقوقهم، وهذا ما لا يجوز إطلاقاً، لأن العقل هو المنقذ الوحيد في الأيام الصعبة، هكذا تربّينا وهكذا نقول دائماً في إنجيل متى، ما يعطينا الدرس الكبير «تعرفون الحق والحق يحرركم»، معتبراً «أن الانجرار وراء العاطفة يؤدي إلى الخطأ والخطيئة وأن العقل يجر نحو الخلاص والحلول السليمة».
وأشار إلى أن الإصرار على إجراء الانتخابات وعدم تأجيلها إلى ما بعد انتخابات الرئاسة جاء من الخارج لا من أصحاب العلاقة، وذلك «من أجل إحداث صدام داخل المجتمع المسيحي ـــــ كما يقولون ـــــ فالهدف هو ضرب صورتين من الصور المسيحية مهما كان السبب»، مؤكداً «أننا أبدينا مرونة كبيرة من أجل إنهاء هذا الموضوع، لكن ليس على حساب صلاحيات رئيس الجمهورية ولا على حساب الشهيد لأننا أصلاً لم نكن نخوض الانتخابات ضده، ولكن لا يمكن أن نستفيد من حالة عاطفية عند المسيحيين لنتخلى عن صلاحيات رئيس الجمهورية».
وأكد عون أنه «لو كانت المعركة بدون رمزية وبدون هذه التجاوزات لم نكن لنخوضها إطلاقاً ولا نريدها»، موضحاً أنه «عندما تحفظ الحقوق التي نطالب بها وتحفظ الرمزية لا نسأل عن المقعد النيابي، لكنهم أرادوها معركة بهذه الرمزية وبهذا النفس فلتكن معركة ونحن لها!».
وقال: «نريد معركة انتخابية لا معركة عصيّ، كما ظهرت على الطرقات منذ يومين، وليست معركة «ليهذبونا وليلقنونا فيها الدروس»، هذا الأمر بالغ الخطورة ولا يجب أن يصدر على لسان إنسان ديموقراطي يدّعي أنه يمثل شعباً، هذه اللغة انتهينا منها ولن تتكرر».
ورداً على الذين يرفعون شعار أمن المجتمع المسيحي من وقتٍ لآخر، قال عون إن هذا المجتمع «لن يكون مؤمنًا إذا لم يكن أمن المجتمع المسلم والسني والشيعي والدرزي مؤمناً».
وأضاف: «جئنا لنحل مشاكل عالقة في مجتمعنا منذ زمن، فقد حللنا مشكلة الجنوب، ومن يريد أن يدافع عن المسيحيين كان دافع عند السنيورة لتسهيل عودة اللاجئين إلى إسرائيل. ومن يريد أن يدافع عن المسيحيين وعن اللبنانيين بصورة عامة كان ضغط باتجاه إطلاق عمل اللجنة التي ألفتها الحكومة كي تعيد المعتقلين اللبنانيين من سوريا الذين نطالب بهم يومياً. من يريد أن يدافع عن المسيحيين كان اتفق وصاغ تفاهماً مع زميله وليد جنبلاط وردّ المهجرين إلى الجبل. نحن صغنا تفاهماً مع حزب الله على المستوى الشعبي ومستوى القاعدة حتى تعيش الناس بسلام بين بعضها، وظهر أنه سلام ثابت وفيه صدق ومحبة... نريد أن نجد ذرة واحدة منه في الجبل».
وكان عون قد التقى وفد اتحاد الرابطات اللبنانية المسيحية وعرض معه موضوع الانتخابات.
من جهته، زار الرئيس أمين الجميل كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس أرام الأول كشيشيان في مقره الصيفي في بكفيا. وتم خلال اللقاء البحث في استحقاق الانتخابات النيابية المقبلة. واستقبل الجميل وفداً من اللجنة التنفيذية لحزب الهنشاك برئاسة الدكتور ماتزاك بولاديان، وأعلن الوفد تأييده للرئيس الجميل في الانتخابات المقبلة.
من ناحيته، التقى رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب وفوداً من الكوادر القواتية المتنية، وألقى كلمة أعرب فيها عن أسفه «حيال البعض الآخر الذي يأخذ بعض الخطوات أو التحركات على غير محمل، بمعنى أنه وضعها في سياق الخوف من المعركة الانتخابية»، لافتاً إلى «أن إصرار هذا البعض على خوضها بالرغم من الوساطات، جعلنا نقول أردتموها معركة. فلتكن».
وأصدر «قدامى نمور الأحرار» بياناً ردوا فيه على الجميل في موضوع تل الزعتر، وجاء فيه «إن المعركة كان هدفها منع إقامة دولة فلسطينية، وتم الإعداد لها بقرار من الرئيس كميل شمعون وبقيادة داني شمعون وبالتحالف مع التنظيم وحراس الأرز والشبيبة اللبنانية».
أضاف: «وفي اليوم الأول للمعركة، وبينما كانت الطلائع الأولى للهجوم تتوجه من منطقة المتن باتجاه تل الزعتر فوجئت بحاجز مسلح أمام بيت الكتائب في المنصورية يحمل قراراً خطياً من رئيس إقليم المتن الشمالي آنذاك أمين الجميل يمنع مرور قوافل المقاتلين إلى تل الزعتر حيث كانت خلالها المدفعية التي تغطي الهجوم بقيادة «رعد» تعمل على تسهيل دخول المخيم حسب الخطة. إلا أن ما حصل من تأخير أفقد عنصر المفاجأة وفاعلية القصف المدفعي، ما تسبب بسقوط عشرات الشهداء».
انتخابات بيروت
وفي موازاة ذلك، تواصلت التحضيرات في بيروت للانتخابات الفرعية في العاصمة. وفي هذا الإطار دعا رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري أبناء بيروت إلى «تجديد البيعة للرئيس الشهيد رفيق الحريري وانتخاب مرشح تيار المستقبل محمد الأمين عيتاني، وعدم التهاون أو الاستكانة في هذا الاستحقاق المهم في تاريخ العاصمة». وأشار خلال لقاء انتخابي في قريطم بحضور المرشح عيتاني إلى أن «تاريخنا يشهد لنا على اهتمامنا بتنمية وتطوير البلد، وتاريخهم يشهد لهم على ما ارتكبوه من أضرار في حق الناس وبيروت على وجه التحديد». وقال: «لن ترهبنا تهديدات البعض من هنا وهناك، ولن نتنازل عن الخط الذي دفعنا ثمنه غالياً وسنستمر في تحمل مسؤولياتنا والانطلاق قدماً في مواجهة كل التحديات، متسلحين بما علّمنا إياه الرئيس الحريري أي محبة لبنان والإخلاص له».
في المقابل، أكدت حركة الشعب في بيان «ضرورة الابتعاد عن السجالات الحامية، وعن إثارة التشنجات والعصبيات والغرائز، لأن هذا يشكل خطراً على لبنان واللبنانيين في هذه الظروف الخطيرة»، مؤكدة «أن إجراء الانتخابات في هذه الظروف كان قراراً غير حكيم، بل ربما نقول مشبوهاً. لذا، نطالب هذه الحكومة بالعودة عن هذا القرار».
وأعلن تجمع أصحاب الحقوق في وسط بيروت التجاري، تأييده لمرشح حرطة الشعب ابراهيم الحلبي.