أثارت أخبار المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل والمعتدلين العرب، والترحيب بدعوة الرئيس الأميركي جورج بوش، الى مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، توجّس وريبة عدد من الشخصيات اللبنانية وتخوّفها من أن يكون ذلك مقدمة لتصفية قضية فلسطين وتفجير حروب مذهبية في المنطقة. فقد رأى الرئيس سليم الحص أن إمداد اسرائيل بالأسلحة الأميركية المتطورة هو «للحفاظ على تفوّقها النوعي على العرب مجتمعين»، وأن تسليح الدول العربية «المعتدلة» سيكون بفارق كبير «في نوعية التسلح وكميته للطرفين». وانتقد ما رأى أنّه «تهافت الاعتدال العربي على عقد تسوية غير متكافئة مع العدو الإسرائيلي تحت عنوان المبادرة العربية للسلام». وقال إن اللقاء الذي دعا اليه بوش «لن يكون إلا مناسبة لتنظيم عملية استسلام العرب للمشروع الأميركي الصهيوني وتصفية قضية فلسطين نهائياً».ورأى رئيس جبهة العمل الإسلامي الداعية فتحي يكن، أن قرار زيادة نسبة المعونات العسكرية الأميركية الى اسرائيل «بمثابة قرع لطبول الحرب على لبنان، وتحضير لعدوان انتقامي من جانب الكيان الصهيوني على المقاومة التي حطّمت كبرياءه وأسقطت أسطوريته». كما أشار إلى أن «تسليح المعتدلين العرب» هدفه تفجير حروب مذهبية في المنطقة. وقال إن دعوة بوش «طبخة أميركية جديدة تصبّ في خدمة السلام الإسرائيلي والمصالح الأميركية في المنطقة والعالم، ومحاولة مستميتة لإحياء مشروع الشرق أوسط الجديد الذي لفظ أنفاسه الأخيرة».
وهاجم النائب إسماعيل سكرية «ترحيب الاعتدال العربي بدعوة بوش الى مؤتمر يجمع الذئب الإسرائيلي بحملان الأنظمة العربية»، معتبراً أنه «إعلان البدء بتنظيم الاستسلام العربي ودفن القضية الفلسطينية، وفتح أبواب جهنم جديدة في المنطقة، الرابح الأكبر فيها هو اسرائيل». واتهم العرب بأنهم «يُنجدون اسرائيل المهزومة في تموز العام الماضي في لبنان، على حساب شعوبهم وقضاياها». وقال: «حمى الله لبنان كلما اجتمع العرب وحماه من زلازل التحالفات المزورة الجديدة في المنطقة». كذلك دان تجمع اللجان والروابط الشعبية ترحيب وزراء الخارجية العرب بالدعوة، معتبراً أنه «ينطوي على تنكر لأبسط الثوابت القومية، وعلى تراجع ملحوظ عن مبادرة السلام العربية». ورأى «أن مثل هذه الدعوات، هدفها إيقاع المزيد من الانقسامات داخل الصف العربي، وإشعال المزيد من الفتن والحروب في المنطقة».
(وطنية)