نهر البارد ـ نزيه الصديق
تواصلت بشكل تصاعدي العمليات العسكرية والاشتباكات على أنواعها في مخيم نهر البارد بين الجيش اللبناني ومسلحي حركة «فتح الإسلام»، وتركزت بشكل أساسي عند أطراف المخيم الأمني الذي يتحصن فيه المسلحون في المخيم القديم. وشهد المحوران الشمالي والشرقي من المربع قصفاً مدفعياً عنيفاً في فترة قبل ظهر أمس وبعده.
وأفادت معلومات بأن اشتباكات متقطعة بمختلف أنواع الأسلحة دارت في عمق حي سعسع جنوب مبنى التعاونية، وأن الجيش اللبناني تصدى لمجموعة من المسلحين عند المحور الجنوبي وأوقع في صفوفهم عدداً من القتلى والجرحى.
وأشارت هذه المعلومات إلى أن فرق الجيش اللبناني والإنقاذ المرافقة تمكنت من فتح طرق جديدة وواسعة في حي سعسع الفوقاني على أنقاض الأبنية المتهدمة وركامها، وصولاً إلى استحداثها نقطة مرتفعة في الحي، حيث ركزت عليها عدداً من الملالات العسكرية للسيطرة بالمدفعية والرشاشات الثقيلة على حي سعسع التحتاني.
كما قامت فرق الجيش اللبناني بتفجير الألغام والفخاخ التي زرعها المسلحون في محيط المخيم وأنحائه، وأحرقوا عدداً من المواقع العائدة للمسلحين بعد السيطرة عليها، وشوهدت سحب الدخان ترتفع في سماء المخيم.
وأمس عادت صواريخ الكاتيوشا للظهور من جديد، فأطلق المسلحون من مواقعهم داخل المخيم، حتى عصر أمس، عشرة صواريخ باتجاه قرى عكار وبلداتها، سقط ثلاثة منها على الكورنيش البحري قبالة بلدة العبدة، من غير أن تؤدي إلى سقوط ضحايا أو إصابات.
وفي الوقت الذي زار فيه قائد الجيش العماد ميشال سليمان محيط مخيم نهر البارد لتحية الجيش في عيده، ورفع معنويات الجنود، لفت مصدر عسكري إلى أن الجيش «يعمل بدقة لتجنيب ما بقي من مدنيين الأذى، وخصوصاً أنه لا يزال داخل المخيم نحو 20 امرأة و26 ولداً»، هم على الأرجح من عوائل المسلحين.
وأوضح المصدر العسكري أن الجيش «يواصل يومياً عبر مكبرات الصوت، مناشداً المسلحين ترك عائلاتهم تغادر المخيم، والطلب إليهم الاستسلام، وإنهم سيلقون محاكمة عادلة».