مؤسسات إعلامية حاولت تحريف كلام البطريرك لنسب اقتراح الحكومة المصغرة إلى رئيس الجمهورية
فاجأ البطريرك الماروني نصر الله صفير الوسطين السياسي والإعلامي أمس بالكشف عن أنه صاحب اقتراح تأليف حكومة سداسية الذي تبناه رئيس الجمهورية إميل لحود خلال زيارته الأخيرة له في الصرح البطريركي، كما أوضح أن الأخير لم يطرح أمامه مسألة تأليف حكومة ثانية في حال عدم التوصل إلى حل للأزمة الراهنة وانتخاب رئيس جديد للجمهورية وفق الأصول الدستورية.
مواقف البطريرك أعلنها خلال استقباله أمس مجلس نقابة المحررين برئاسة النقيب ملحم كرم، إلا أن بعض المؤسسات الإعلامية عمدت إلى تجزئة كلامه وتحريفه بحيث نُسبت فكرة الحكومة السداسية إلى الرئيس لحود، الأمر الذي حمل كرم على إجراء اتصالات بعدد من هذه المؤسسات لتصحيح خطئها.
وكان كرم نقل عن صفير قوله: «إننا في وضع لا نحسد عليه. من أين نبدأ لا نعرف، وقلنا إن الأمر إذا انحصر في رئاسة الجمهورية وقد بلغت تقريباً مداها الأبعد وهي ستنتهي بعد أشهر ربما إذا كان لنا رئيس جديد، في الواقع ستكون لنا حكومة جديدة. فعندما يذهب الرئيس تذهب معه الحكومة. وبعد ذلك هناك من يريدون أن يكون هناك انتخاب، لكن يجب أن نتفق أولاً على قانون انتخابي يرضي الجميع».
أضاف: «أما كيف الخروج من هذا المأزق، اليوم هناك من يقولون بحكومة سداسية أو رباعية، نحن فكرنا في الماضي عندما انتخب، رحمه الله، الرئيس فؤاد شهاب، كانت هناك حكومة من أربعة أشخاص هم: رشيد كرامي، حسين العويني، بيار الجميل وريمون إده اجتازوا في البلاد مسافة سبعة أو ثمانية أشهر أو ما يقارب السنة، وبعد ذلك أُلفت حكومة جديدة. قلنا في سرنا لماذا لا يكرر هذا الأمر فتكون هناك حكومة، إذا لم تكن من 4 وزراء، تكون من 6 بحيث إن الطوائف الكبرى تتمثل فيها، فيكون هناك سني وشيعي ودرزي وماروني وأرثوذكسي وكاثوليكي، قد يساعد هذا على إخراج البلد من المأزق الذي يتخبط به». ولفت إلى أنه «لاحظ في الصحف أن الفكرة لم تلق رواجاً عند بعضهم وشككوا فيها».
ونفى صفير ما تردد في وسائل إعلامية عن تسمية الفاتيكان أربعة أسماء للرئاسة.
ورداً على سؤال إذا ما كان سعى مع الفريق الآخر لإقناعه بمسألة الحكومة السداسية فأجاب: «أنا لا أسعى، إنما صار هذا الطرح، وقلت لكم كيف تكونت لدي القناعة، وفخامة الرئيس يبدو أنه اقتنع بهذا الاقتراح وأطلقه. إذن هذا الأمر أطلقه فخامة الرئيس، وأنا ليس لي به شأن».
وسئل عن وضع الحكومة الحالية التي يثار جدل حول شرعيتها ودستوريتها فقال: «الواضح أن الحكومة مستمرة شئنا أو أبينا، إنما يجب إيجاد علاج للأمور». كما أبدى تخوفه من «أن تنتقل الحرب الدائرة رحاها في المخيمات وخصوصاً في مخيم البارد إلى صيدا».
وعن موضوع النصاب وموقفه منه، قال البطريرك: «لست رجل قانون، إنما فكرنا بالأمر، وهو أن المجلس لا يجتمع إلا إذا اكتمل النصاب وهو الثلثان، وإذا لم يتوافر الثلثان لاجتماع المجلس فلا يعتبر أنه ملتئم وهذا ما حدث سابقاً (...) وانطلاقاً من هذا المبدأ قلنا إن المجلس لا يمكن أن يجتمع إلا بالثلثين، وبعد ذلك قيل الاقتراح الثاني، وهو إذا لم يتوافر الثلثان في الأول فربما يكتفى بالنصف زائداً واحداً في الدورة الثانية، وهناك من يقول أيضاً إنه لا حاجة إلى الثلثين نبدأ بالنصف زائداً واحداً، وهذا القول عليه خلاف كبير. عندما قلنا الثلثين فمن باب الاحتياط أو للتأكيد لأنه إذا أراد المجلس أن يبدأ بالنصف زائداً واحداً فسيرى البعض أن هذا مخالف للدستور وسيأخذونه حجة ويقولون إذا قمتم بذلك فسنقوم نحن بشيء آخر».
وعن رأيه في شخصية رئيس الجمهورية الجديد قال: «نريد رئيساً قوياً يكون حازماً، لكن إذا جاء من جهة واحدة وقسم كبير من اللبنانيين ضده يعرقلون مسيرته».
وفي هذا الإطار قال رئيس حزب التضامن المحامي إميل رحمة، تعليقاً على ما قاله صفير لمجلس نقابة المحررين، لجهة توضيحه أنه هو أول من أوحى بفكرة الحكومة السداسية للإنقاذ: «إن الذين يهاجمون رئيس الجمهورية ويفترون عليه إنما هم يفترون أيضاً على البطريرك صفير بالذات لأنه هو الذي طالب الجميع بـ«الصلاة على نيتها» عند مغادرة رئيس البلاد بكركي. عندما قلت هذا، كنت أعرف تماماً بأن البطريرك لا يدعو للصلاة على نية فكرة ما أو طرح ما إذا لم يكن مقتنعاً تماماً بها».
(الأخبار، المركزية)