طرابلس – عبد الكافي الصمد
نبّه الرئيس عمر كرامي من «مؤامرة تستهدف وحدة لبنان وعروبته»، متهماً «الفريق الحاكم» بأنه «مغامر ومقامر وغير مسؤول، ويمعن في ترسيخ الانقسام»، محذّراً من «فوضى من النوع الخطير إذا دهمنا الاستحقاق الرئاسي»، تكون «أولى نتائجها الكارثية الوصول إلى فراغ في المؤسسات الدستورية، بل وإلى تنازع بين حكومتين، وربما بين رئيسين للجمهورية».
وعاد كرامي في مؤتمر صحافي، لمناسبة الذكرى العشرين لاغتيال الرئيس الشهيد رشيد كرامي، الى المؤامرة الأولى على وحدة لبنان التي تصدّى لها الراحل «وعندما عجزوا عن مواجهته قتلوه». وقال: «ما أضعف القاتل عندما يكون رمز تقسيم لبنان، وما أقوى القتيل عندما يكون شهيد وحدة لبنانورأى أن ما يجري في الشمال «فصل من فصول الفوضى الخلّاقة، التي وُعدنا بها، وبئس الوعود». وحمّل المسؤولية الكاملة لـ «الفريق الحاكم الذي يتحفنا كل لحظة بجدارته في الهرب من مسؤولياته». وقال: «إما أن يكون المسؤول مسؤولاً أو فليرحل»، متسائلاً: «ما هي نتائج إدارتهم للبلد؟ (...) لقد حوّلوا مناطقنا في طرابلس وعكار والمنية والقلمون وكل لبنان، إلى وقود. إن لم يكن ذلك كافياً لكي يرتاحوا ويريحوا، فمتى يفعلون؟ عندما يخرب كل البلد؟».
ورأى أن المؤامرة «تطل برأسها من جديد، وبأدواتها السابقة، مستهدفةً وحدة لبنان وعروبته، في ظل انقسام سياسي ووطني غير مسبوق يؤجج مفاعيل هذه المؤامرة وينذر بالشرور والأخطار الكبرى»، منبّهاً الى «أزمة حكم تهدد الصيغة والنظام والكيان»، معتبراً أن «هناك نوعاً من تبادل المشروعية بين فريق السلطة وبين ما يسمى المجتمع الدولي»، مشيراً الى «القرار الفتنة 1559» وما تلاه من قرارات دولية. وقال إن التدويل طال السياسة الخارجية والقضاء والأمن والاقتصاد «وها هم يعدّون العدة الآن لتدويل حياتنا الدستورية عشية الاستحقاق الرئاسي».
ورأى أن «الوقت يضيق والحائط المسدود الذي نسير إليه سيكسر كل الرؤوس»، معتبراً أن «لا إنقاذ بغير حكومة وحدة وطنية. قد لا تخرجنا الوحدة الداخلية من دائرة الإعصار في المنطقة، لكنها كفيلة بصون الحد الأدنى من الاستقرار». ولفت الى أن الجيش هو «المؤسسة الأخيرة الحافظة لوحدة الوطن وللسلم الأهلي وللنظام العام، وخط الدفاع الأخير»، معتبراً أن ما تعرض له منذ أسبوعين «مؤامرة لإلهائه وإضعافه والنيل من هيبته تمهيداً للشر الأعظم الذي يقضي بإزاحته عن الطريق لكي تخلو الساحة لكل أنواع المخططات». وقال: «ليس لأحد أن يقول للجيش ما عليه أن يفعل أو لا يفعل، لا مكان للعنتريات أو للمزايدات في هذا الشأن الخطير والحساس».
وجدّد التأكيد على تأييده المبدئي للمحكمة، مشيراً الى هواجس من استعمالها لأغراض سياسية، معرباً عن قناعته بأنها «إذا انحرفت عن غاياتها وأهدافها فلن يكون الوضع في لبنان إلا جهنم مفتوحة». ونعى محاولة ضم ملف اغتيال شقيقه الى المحكمة الدولية، قائلاً: «من الناحية القانونية، فإن مجلس الأمن يتعاطى فقط مع الدول».
وتلقّى كرامي اتصالات للمناسبة أبرزها من: رئيس الجمهورية إميل لحود، رئيس مجلس النواب نبيه بري، الرؤساء نجيب ميقاتي وسليم الحص ورشيد الصلح، النائبين ميشال عون وعبد اللطيف الزين، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الوزير السابق وديع الخازن والنائب السابق وجيه البعريني. كما زاره عدد من الشخصيات. وتلقى رسالة من تجمّع اللجان والروابط الشعبية. وأعرب اللقاء الإسلامي الوحدوي عن الحاجة الى رجال دولة مثل الراحل «في وقت يغيب فيه الكبار ويسرح ويمرح آخرون».