رأى الرئيس نجيب ميقاتي «أن أيّ تساهل في بسط سلطة الدولة، سيترك انعكاسات خطيرة على مجمل الواقع اللبناني، وسيجعل من الصعب مستقبلاً استكمال بسط سلطة الشرعية اللبنانية على كل أراضيها»، مجدداً دعمه لأي حل لأحداث مخيم نهر البارد «يؤمّن حماية المدنيين وينطلق أساساً من أولوية الحفاظ على هيبة الجيش والمؤسسات الأمنية اللبنانية». ودعا للنظر إلى إقرار المحكمة «بعدما جعله القرار الدولي واقعاً قائماً».فقد رعى ميقاتي حفل منتدى طرابلس الشعري لتكريم المشاركين في دورة الشاعر عبد الله الشهال، الذي أقيم في فندق «كواليتي ان» في طرابلس، في حضور ممثل لوزير الأشغال محمد الصفدي، وشخصيات سياسية ودينية وثقافية. وألقى كلمة أشار في مستهلها إلى إصراره على إقامة الاحتفال رغم الظروف الراهنة في الشمال، وقال: «هذا هو الوقت المناسب لتعبّر طرابلس عن نفسها ولتثبت مجدداً هويتها الحقيقية، مدينة العلم والعلماء والشعر والشعراء، وأنها أكبر من الصراعات الضيقة الدائرة على أرضها والتي لا علاقة لها بها».
ودعا إلى التعقل وتجاوز الحسابات السياسية والتعاضد «لدرء الخطر الداهم قبل فوات الأوان، بعيداً من منطق الربح والخسارة، لأن خسارة الوطن ستصيب الجميع، ولا يمكن أن يكون أحد فائزاً». وعلى صعيد أحداث مخيم نهر البارد، جدّد دعمه «لأي حل يؤمن حماية المدنيين، وينطلق أساساً من أولوية الحفاظ على هيبة الجيش والمؤسسات الأمنية اللبنانية»، معتبراً «أن أي تساهل في بسط سلطة الدولة، سيترك انعكاسات خطيرة على مجمل الواقع اللبناني، وسيجعل من الصعب مستقبلاً استكمال بسط سلطة الشرعية اللبنانية على كل أراضيها».
وقال: «جرّب اللبنانيون القوى البديلة عن الشرعية ومؤسساتها الدستورية، فماذا كانت النتيجة؟ فهل علينا أن نكرر كل بضع سنوات التجربة المرّة ذاتها، وهل علينا، كل بضع سنوات، معايشة التشرذم والتفكك والتباعد والتهجير؟». ورأى أن «المشاركة الوطنية الحقيقية، وحدها بين مكوّنات المجتمع اللبناني، تكسب الوطن مناعته وقوته وتحفظ حريته وتصون استقلاله. ووحده خيار التلاقي يجسّد إرادة الحياة. فلنتجاوز خلافاتنا ونتطلع إلى ما يجمعنا. وإذا كان إقرار المحكمة ذات الطابع الدولي شكّل في لحظة عنصر تباعد بين اللبنانيين، فحريّ بنا اليوم، أن ننظر إليه، بعدما جعله القرار الدولي واقعاً قائماً، على أنه المعبر لوفاق بيننا جميعاً كلبنانيين، لتجنيب بلدنا خطر الضياع والتشرذم والذوبان».
(الأخبار)