طهران - محمد شمص
يختصر رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني الوزير السابق طلال أرسلان الزيارة التي يقوم بها، حالياً، إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعبارتين: الأولى، لـ«تقديم الشكر على ما قدّمته وتقدّمه للبنان، على كل الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية»، والثانية تختزل الشكر الخاص لها وفاءً لـ«موقفها المشرّف في دعمها المقاومة الوطنية، ما حمى لبنان من الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة».
ونتيجة لقاءاته بالمسؤولين الإيرانيين على مدى أيام زيارته، لا يستغرب أرسلان، في حديث إلى «الأخبار»، الموقف الإيراني حيال لبنان والذي يكمن في «الحرص الشديد على حماية بلدنا من التجاذبات الدولية، وعلى حماية السلم الأهلي والعيش المشترك»، في ظل تأكيدهم على عناوين السيادة والاستقلال والحرية، ما يستدعي من اللبنانيين «الوقوف إلى جانبها في مواجهة كل ما تتعرّض له من ضغوطات إقليمية ودولية، وتحديداً في ما يخصّ ملفها النووي».
ورداً على من يضعه في خانة المحور السوري ـــ الإيراني، كما هي حال جميع المعارضين في لبنان، لا يتردّد أرسلان في إعلان قبوله هذا الاتهام بكل «سرور ومحبة وانفتاح»، وخصوصاً لأن «من يتهمني هو في المعسكر الإسرائيلي».
وفي هذا الصدد، قدّم الوزير السابق جردة حساب في مقابل اتهام إيران بأنها «محور الشر»، إذ إن «أول من دعم الإرهاب في العالم هو بوش وأمثاله. وأميركا موّلت ودعمت الإرهاب»، وبالتالي، فإن «الأميركيين هم آخر من يحق لهم الحديث عن الإرهاب». ليطلّ على واقع المحور السوري ـــ الإيراني من موقع المدافع عن كونه «حمى منطقة الشرق الأوسط، ، من الفوضى الخلّاقة التي كانت تريد أميركا تعميمها في المنطقة بأسرها. وحمى المنطقة من التقسيمات الجغرافية والإتنية والعرقية والطائفية»، عدا عن كونه حماها من «الفتنة التي رعتها أميركا ومجموعة من الأنظمة العربية».
وعما يذاع عن إمكان توجيه ضربة عسكرية أميركية لإيران، طمأن أرسلان إلى أن «قوة وصلابة إيران تمنعان أميركا من ضربها»، مستنداً إلى أن «توجيه ضربة لها يعني الدخول في نفق مظلم».
وفي ضوء ما تشهده الساحة اللبنانية من أحداث، لفت إلى أن إيران «تدعم أي حلّ نابع من الداخل اللبناني، شرط وجود التوافق حوله، مع حرصها على عدم انجرار اللبنانيين وراء الفتن»، مشيراً إلى أن مساعيها واتصالاتها «لم تتوقف» في شأن مساعدة لبنان على تخطّي محنته، رغم أنها «ليست اللاعب الوحيد».
وإذ قارب مبادرة رئيس الجمهورية إميل لحود لتأليف حكومة إنقاذية من أجل حلّ الأزمة من زاوية «فالج لا تعالج مع مجموعة مشبوهة في لبنان»، ردّ على رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي اتهم لحود ومبادرته بالصلة مع أحداث نهر البارد، قائلاً: «عليه أن يختار أولاً الحضن الذي يريد أن يجلس فيه، حتى نعرف كيف نخاطبه. هم يجلسون في حضن فتح الإسلام، ويكذبون أكثر مما يتنفّسون».
وعن مرحلة ما بعد إقرار المحكمة ذات الطابع الدولي، رأى أرسلان أن «مشكلة هذه المحكمة السياسية تكمن في التنفيذ. ولذلك، فإنها لن تمرّ في لبنان في ظل غياب الوفاق الداخلي»، ونصح من يريد من خلالها ضرب المقاومة بـ«التخييط بغير هذه المسلّة»، إذ إن «الأمم المتحدة عجزت عن ذلك على مدى ثلاث سنوات. وكذلك إسرائيل والمتواطئون معها في لبنان»، مستشرفاً أن هذه المحكمة «ستكون الأدراج مصيرها، على غرار قرارات مجلس الأمن منذ الأربعينيات».
وبالانتقال إلى واقع الأحداث الجارية في محيط مخيم نهر البارد في الشمال، رأى أن حلّ هذه الأزمة يكمن في «الطرق السياسية»، إذ «لا يجوز التعاطي مع المخيمات الفلسطينية بالمنطق الأمني والعسكري»، ورأى أن «الجيش اللبناني هو المقصود، لأنه توأم المقاومة». وإذ دعا إلى ضرورة «التفتيش عمّن موّل وصنع فتح الإسلام»، اتهم الموالاة بـ«التواطؤ ضد الجيش، في مواجهة منظمة كانت تدعمها وتسهّل عملها. فهذه السلطة مشبوهة ومنافقة وهي تجلس في حضن إسرائيل... فماذا تتوقّع منها؟».