على غير عادتهم في تنفيذ اعتصاماتهم الاحتجاجية التي تكون عند مدخل المخيم أو بالقرب من المؤسسات الدولية أو أمام المساجد، وبعيداً عن قطع الطرق وإضرام النار في الإطارات المطاطية، جاء الاعتصام الفلسطيني أمس بدعوة من القوى الإسلامية في مخيم عين الحلوة (خالد الغربي) استنكاراً لما يجري في مخيم نهر البارد مغايراً، لأول مرة اعتصم المئات من أبناء المخيم داخل المسجد (مسجد خالد بن الوليد) وهو ما فُسر كتدبير احترازي لأنه لو قيض للمعتصمين أن يكونوا خارج «بيوت الله» لربما كانت الأمور قد أُفلتت من عقالها مع المشاعر الفلسطينية الغاضبة حيال ما يحصل في مخيم نهر البارد.المسؤولون الإسلاميون تنافسوا على الكلام الذي كان أعنفه كلام المسؤول البارز في «عصبة الأنصار الإسلامية» أبو شريف عقل الذي كان يرد على كلمة المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في الجنوب بسام حمود الذي دافع عن الجيش اللبناني. أبو شريف قال: «الجيش اللبناني ينظر في كثير من تصرفاته وممارساته الى أبناء المخيمات الفلسطينية على أنهم بشر من الدرجة العاشرة فهو يضيّق الخناق على المخيمات ويقوم بممارسات مرفوضة على أبواب مخيماتنا». أبو شريف وجّه كلاماً الى فتح الإسلام قائلاً إن الذي يحصل لا يخدم المشروع الجهادي (...) ونقول إن المشروع الجهادي يجب أن يجد بيئة ملائمة تحتضن مشروعه».
وكانت كلمات لجماعة «أنصار الله» ألقاها أبو أيوب وأخرى لرابطة علماء فلسطين للشيخين محمد العلي وجمال عامر والكلمات الثلاث عكست التناقض في المواقف الداخلية الفلسطينية حيث غمزت من بعض المواقف الفلسطينية التي لم تتمكن من صياغة حل للوضع.
على صعيد آخر أشارت مصادر فلسطينيّة الى اعتزام عدد من الفلسطينيين رفع خيمة اعتصام عند أحد مداخل مخيم عين الحلوة للاعتراض على ما يجري في مخيم نهر البارد، ويسعى المنظّمون الى مشاركة حشد من النازحين من مخيمات نهر البارد. وذكرت مصادر أمنية أن عدداً من فلسطينيي مخيم المية ومية قرب صيدا حاولوا قطع الطريق احتجاجاً على ما يجري في نهر البارد قبل أن تنجح مساعي القادة في حثهم على عدم فعل ذلك.
وفي الرشيدية (بهية العينين)، الجمعة نفّذ مئات الفلسطينيين بدعوة من القوى الإسلامية واللجان الأهلية اعتصاماً أمام مدخل الرشيدية شارك فيه عدد من نازحي نهر البارد حملت خلاله الأعلام الفلسطينية ويافطات تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في مخيم نهر البارد وإنهاء الحالة المأساوية للنازحين من أجل عودتهم إلى منازلهم. وتخلّل الاعتصام كلمات لكل من الشيخ حسن دياب باسم القوى الإسلامية والوطنية، صخر الشاعر باسم أهالي البارد، والمسؤول السياسي لحركة حماس في منطقة صور الحاج أبو خالد جهاد الذي طالب «بإعطاء الفرصة والوقت الكافي للمبادرات المطروحة لحل الأزمة سلمياً وحوارياً من أجل حماية المدنيين وممتلكاتهم».
وفي مخيم برج البراجنة، اعتصم الأهالي والنازحون، أمام العيادات الطبية لـ«الأونروا» وطالبوا بـ«إيجاد حل سريع يساهم في عودة النازحين إلى مخيم نهر البارد». وفي مخيم شاتيلا، تجمّع الناس أمام مسجد التقوى في المخيم وانطلقوا في مسيرة كانت قد دعت إليها القوى والفصائل واللجان الأهلية الفلسطينية على وقع الهتافات والصرخات المطالبة بالحل السريع.
(الأخبار)