البقاع ـ عفيف دياب
رفعت وحدات الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي من إجراءاتها الأمنية في مختلف مناطق البقاع إثر تصاعد حدّة الاشتباكات في الشمال، أمس، في وقت شُدّدت فيه الإجراءات الأمنية الرسمية على معبري المصنع والقاع المتوقع أن يتفقدهما اليوم السبت الفريق الدولي لتقويم أوضاعهما.
فعلى معبر المصنع ـــ جديدة يابوس الذي لم يقفل أمس من الجانب السوري كما أشيع في بعض وسائل الإعلام، رفعت القوى الأمنية من إجراءاتها حيث أخضعت جميع الآليات والسيارات العابرة من وإلى سوريا إلى تفتيش كبير وتدقيق في هويات الركاب، فيما سجل تكثيف لدوريات الجيش اللبناني على طول خط الحدود مع سوريا في مناطق البقاع الشمالي.
وقبيل اندلاع أعنف المواجهات بين الجيش اللبناني وفتح الإسلام في مخيم نهر البارد، أمس، كانت وحدات من الجيش اللبناني قد أحكمت سيطرتها على كل المنافذ وخطوط «الإمدادات» المتوقعة للمواقع الفلسطينية في البقاع. وقال مصدر أمني لـ«الأخبار» إن الجيش اللبناني كان قد عزّز تواجده حول المواقع الفلسطينية في قوسايا ودير الغزال والفاعور والسلطان يعقوب والوادي الأسود وحلوة ودير العشاير، وإن «حصاراً» غير معلن قد بدأ تنفيذه منذ عدة أيام و«هو أصبح محكماً منذ فجر اليوم (أمس)، والدخول أو الخروج من وإلى العدد الأكبر من هذه المواقع أصبح مستحيلاً». وأكد المصدر الأمني اللبناني أن إجراءات الجيش اللبناني حول المواقع الفلسطينية في البقاع «ليست موجّهة ضد أحد، ولا نية عند الجيش في فتح جبهة عسكرية ثانية، وإجراءاتنا ما هي إلا من باب الاحتراز الأمني والعسكري». ونفى المصدر علمه بمعلومات تحدثت عن وصول تعزيزات عسكرية من سوريا إلى المواقع الفلسطينية في البقاع ولا سيما تلك المتموضعة عند تخوم الحدود السورية. وقال: «لم تردنا معلومات كهذه، ونحن لم نرصد تحركات من داخل الأراضي السورية نحو المواقع الفلسطينية في قوسايا وحلوة والوادي الأسود، ولكننا رصدنا بعض التحركات العسكرية السورية الرسمية داخل الأراضي السورية القريبة من الحدود، وهذا أمر عسكري طبيعي ولا يمكن لنا أن نضعه في خانة ما يجري من اشتباكات في البارد».
وفي المقابل، أبلغ شهود عيان في بعض قرى راشيا المتاخمة للحدود السورية «الأخبار» أنهم شاهدوا تحركات عسكرية لافتة داخل المواقع الفلسطينية وتحديداً في موقع فتح ـــ الانتفاضة في أطراف قرية حلوة، وأوضحوا أن عناصر فلسطينية شوهدت وهي في جهوزية قتالية تحسباً لأي تطورات. ووصف المصدر الأمني هذه التحركات الفلسطينية بـ«الطبيعية حتى اللحظة»، مؤكداً أن جميع العناصر الفلسطينية في مواقعها «تعتبر في حالة جهوزية واستنفار تام، وهي تحت مراقبتنا». وفي اتصال هاتفي مع أحد المسؤولين الفلسطينيين في البقاع أبلغ «الأخبار» أن قوات الجبهة الشعبية ـــ القيادة العامة وفتح ـــ الانتفاضة في «حالة استنفار قصوى داخل المواقع وليس خارجها»، مؤكداً أن لا «إشكالات قد سجّلت خلال الأيام الماضية مع الجيش اللبناني»، منتقداً بشدة إجراءات الجيش و«لكن نحن نؤكد أنه لا مشكلة بيننا وبين الجيش في البقاع». ونفى بشدة ما «يحكى» عن وجود مرابض مدفعية وراجمات صواريخ في المواقع الفلسطينية. وقال: «لا وجود لأسلحة ثقيلة في جميع المواقع الفلسطينية المنتشرة في البقاع، وكل ما بحوزتنا هو كناية عن أسلحة فردية وبعض الآليات التي تعتبر قديمة وغير صالحة للاستعمال، والجيش اللبناني يعرف ذلك ويمكن له أيضاً أن يتأكد من صحة ما نقول».