رندلى جبور
اختار طلاب «نادي الدراما» في مدرسة مار يوسف ـ قرنة شهوان أصواتهم وسيلة للّحاق بالثقافة الموسيقية العالمية، وعبروا بأجسادهم عن حالات نفسية عدة، في مسرحية CATS أي «القطط» التي اقتبسها مدير الفرقة إدغار عون عن مسرحية عالمية للموسيقي الإنكليزي أندرو لودويبير.
امتلأ مسرح مار يوسف بعيون شاخصة على تلامذة لا تتجاوز أعمارهم سبعة عشر عاماً يؤدّون الأغنيات باللغة الإنكليزية وقد ارتدوا ثياب القطط ورقصوا في مجتمع يعكس واقع هذا النوع من الحيوانات عبر الديكور الذي يركّز على البراميل والسيارات القديمة غير الصالحة للاستخدام وغيرها. ونقل كل «طالب قطة» شخصية معينة من الواقع الإنساني فرأينا زير النساء والأب المثقف والمحترم والمرأة الرافضة لسنّها واللصوص، أما الرسالة الأساسية من هذه المسرحية الغنائية فهي غلبة الخير على الشر شرط الاتحاد في محاربة هذا الشرّ.
العمل ليس تجارياً، بل يهدف، كما قال عون إلى نقل الثقافة الراقية لطلاب موهوبين في مقابل الدعاية القوية التي يتقنها الإعلام لتسويق «ثقافة تلويث الآذان» على حد تعبيره. ورأى عون أنّ الأولاد في هذه السن هم أجدر من المهنيين لأنهم اسفنجة تمتص كل ما تتلقفه.
يتغيّر التلامذة الذين يؤدون أدواراً في مسرحيات «نادي الدراما» كل سنة إفساحاً في المجال لإطلاق كل المواهب، وتختار موضوعات المسرحيات وفق مواهبهم وميولهم وشخصياتهم. أما مدة التدريب فتقتصر على مرتين في الاسبوع لمدة أربعة أشهر. وبالنسبة إلى شرط تأدية الدور فهو تنبّه التلامذة من المرض أو ما يمكن أن يمنعهم من المشاركة في المسرحية من خلال الابتعاد عن ممارسة الرياضات التي يمكن أن تسبب كسوراً أو رضوضاً، وحماية أصواتهم وتفادي البرد أو الحرارة.
طغت على مسرحية CATS الألوان القاتمة مثل الأسود أو البني أو الرمادي مع بعض الأزياء القليلة الحمراء أو الصفراء لتمييز بعض الشخصيات، وتلاءمت الإضاءة المتبدلة مع تبدّل الأغنيات والمغنين والدور.
ويمثّل الرقص التعبيري عنصراً أساسياً، ودرّب عليه بيار جعجع الراقص الأصم والأبكم في المسرحية التي دامت ساعتين تقريباً. وتفاعل الجمهور من أهل وتربويين وفنيين مع الممثلين الذين كانوا يتركون خشبة المسرح ليؤدوا أدوارهم محتكّين مباشرة بالمتفرجين، فيختارون مثلاً بعض الأطفال لإشراكهم عفواً برقصات معينة أو يشكرون رفاقهم على حضورهم، فيما يعلو التصفيق في القاعة.