المؤامرة التي أودت بكرامي تطل برأسها بقوة
أكد رئيس الجمهورية إميل لحود أن المؤامرة التي أودت بحياة الرئيس رشيد كرامي «لا تزال قائمة وخصوصاً بعد سلسلة الاغتيالات الهادفة الى شق الصف وزرع الفوضى وضرب رسالة العيش المشترك المصونة من الدستور»، داعياً الى «إعادة إحياء المؤسسات الدستورية المعطلة عبر تأليف حكومة وحدة وطنية تقدم مصالح الوطن على أي مصلحة شخصية أو دولية».
ورأى لحود في تصريح أمس أن «الذكرى العشرين لاستشهاد الرئيس كرامي، هي مناسبة للبنانيين ليؤكدوا خلالها تمسّكهم بالمبادىء والثوابت التي استشهد من أجلها الرئيس كرامي، والتي جعلته رمزاً وطنياً من رموز لبنان الذين ناضلوا في سبيل استقلاله ووحدة شعبه وميثاق العيش المشترك بين أبنائه».
وإذ حيّا هذه الذكرى، اعتبر أن «المؤامرة التي أودت بحياته، ما زالت قائمة، وهي تطلّ برأسها اليوم بقوة، وخصوصاً بعد سلسلة الاغتيالات التي كان الهدف منها شق الصف اللبناني، وزرع الفوضى على الساحة اللبنانية، وضرب رسالة العيش المشترك التي يصونها الدستور، والتي هي في صلب وجود لبنان». وقال: «آن الأوان للبنانيين أن يتّعظوا من أحداث الماضي ومآسيه، ويدركوا أن مصلحتهم الأساسية تكون في نبذ الخلافات بينهم، وعدم السماح للتدخلات الخارجية بالنفاذ الى الساحة اللبنانية من أبواب هذه الخلافات»، معتبراً أن رجال الدولة الحقيقيين «من أمثال الرئيس الشهيد رشيد كرامي، يعرفون أن المساومة على الثوابت الوطنية وفرادة لبنان التي تقوم على المشاركة والتفاهم حول الأمور المصيرية، من شأنها أن تضعف الدولة، وتضع سفينة الوطن تحت رحمة الأهواء والمصالح الدولية».
ولفت الى أنه «على رغم هذه الأزمة الخطرة التي يتخبّط فيها لبنان، فإن اللبنانيين، سياسيين وقادة وشعباً، قادرون على استلهام عبر الشهادة ودروس الوطنية من مسيرة زعماء وطنيين كالرئيس الشهيد رشيد كرامي، للتلاقي من جديد في حوار جدّي وبنّاء يعيدون من خلاله إحياء مؤسساتهم الدستورية المعطلة في الوقت الراهن من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية تقدم مصالح الوطن على أي مصلحة شخصية أو دولية أخرى، بما من شأنه أن يؤسس لمسيرة النهوض ومواجهة كل الأزمات الحالية التي هي موضع خلافات حادة بين اللبنانيين».
وكان الرئيس لحود أجرى اتصالاً هاتفياً بالرئيس عمر كرامي، عبّر خلاله عن ألمه لغياب الرئيس رشيد كرامي، مؤكداً أن «ذكراه باقية في عقول جميع اللبنانيين وقلوبهم».
والتقى لحود الوزير السابق ميشال سماحة، وأجرى معه جولة أفق على آخر المستجدات، والأجواء المحيطة بإقرار المحكمة الدولية في مجلس الأمن وفق الفصل السابع. وتمنى سماحة «ألا تكون هذه المحكمة أداة لتكريس الخلافات بين اللبنانيين، وألا تستعمل كأداة للإجهاز على ما بقي من وحدة بين فئات الشعب اللبناني، ومن احترام للقضاء اللبناني». ورأى في تشكيل حكومة إنقاذ وطنية، «مخرجاً للأزمة الراهنة، إذا وجدت نيات صادقة لدى جميع الأطراف»، مشيراً الى أن «من شأن هذه الحكومة وبصرف النظر عن عدد أعضائها أن تقيم حواراً وطنياً حقيقياً، حول مختلف الملفات التي هي محور خلافات حادة بين اللبنانيين».
والتقى لحود رئيس المنظمة الإنكليزية ــ العربية نظمي أوجي وأجرى معه جولة أفق تناولت التطورات الراهنة على الساحتين اللبنانية والعربية والاتصالات مع المسؤولين البريطانيين. وزار أوجي رئيس المجلس النيابي نبيه بري.
(وطنية)