كلام السنيورة إيحاء خبيث وتحريضي ومحاولة رخيصة للهروب من مسؤوليته
رأى «حزب الله» أن المبادرة التي طرحتها الموالاة للخروج من الأزمة السياسية القائمة «ليست جدية»، ومحاولة لـ«تقطيع الوقت، ولتضليل الرأي العام»، منتقداً مضيّ الفريق الحاكم الى «أكثر من منزلق سيدفعون البلاد إليه لتسديد فواتير مطلوبة منهم الى حين استحقاق رئاسة الجمهورية».
وفي كلمة ألقاها، أمس، خلال احتفال أقامه «حزب الله» في ذكرى أسبوع الشهيد علي نور الدين في بلدة برج قلاويه، واستهلّها بالحديث عن الجيش «الموجود في قلب المعركة، نتيجة الخفّة في الإدارة السياسية لهذا البلد»، انتقد رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد التناقض في مواقف الموالين حيال المبادرات التي يطرحونها، إذ «يقول بيان 14 آذار إنهم حاضرون للتوافق على تمرير مناخات تسمح بانتخاب رئيس للجمهورية ثم تشكيل حكومة وحدة وطنية، ويأتي الشيخ سعد (الحريري) بعدما وقّع على بيان 14 شباط ليقول إنه موافق على حكومة وحدة وطنية»، متسائلاً: «أيهما نصدّق؟».
ودعا رعد الى اختصار المسافة، عبر التوافق على رئيس للجمهورية، وإذا تعذّر ذلك فـ«لنذهب الى تشكيل حكومة وحدة وطنية، حتى لا يكون هناك فراغ دستوري في البلاد»، لافتاً الى أن المعارضة «ليست مستعجلة على حلّ يكرّس هيمنة فريق على الفرقاء الآخرين». وقال: «انتخاب رئيس جديد للجمهورية إما أن يكون بتوافق بين كل الفرقاء ونحن منهم، وإما فإن البلد آيل الى مزيد من الانقسام، يعني «رايحين» إما الى حكومتين أو رئيس ينتخب بالاكثرية العددية وهذا مخالفة دستورية تجعل الرئيس المنتخب رئيساً لفريق».
ورأى «أن الاستئثار على المستوى الأمني أوقع الجيش في معركة نتيجة عدم تنسيق بين جهاز أمني وبين قيادة الجيش املاً بأن يوظف هذا الجهاز مهمته ليقدم نفسه على أنه الجهاز المعني بمكافحة الإرهاب والذي تستطيع الإدارة الاميركية أن تراهن عليه». ورأى أن «خفة الفريق الحاكم تنعكس عبر تصريحات رموزه وقد شاهدنا مقابلة لرئيس هذا الفريق يتمنى فيها لو أن السيد حسن نصر الله مارس ضغطه على المعتدين ليسلموا أنفسهم للعدالة في إيحاء خبيث وتحريضي، وكأننا نمون على من اعتدى على الجيش... هذه الخفة وهذه الطريقة وهذا الحقد على المقاومة وسيدها وشعبها ومجاهديها الى أين تأخذ البلاد؟».
وخلال احتفال أقامه الحزب في بلدة كوثرية السيّاد في ذكرى أسبوع الشهيد حسن كركي، رأى المسؤول السياسي في «حزب الله» الشيخ حسن عز الدين أن المخرج «الأكيد» للأزمة هو في «تشكيل حكومة إنقاذ أو حكومة وحدة وطنية تستطيع أن تكون طاولة حوار، وأن تدرس كل الأمور التي تتعلق بلبنان ومصيره ومؤسساته».
واعتبر «أن محاولة السنيورة الغمز ليوحي بأن هناك ربطاً بين فتح الإسلام وبين حزب الله، وأن سماحة الامين العام قادر على أن يوجد الحل من خلال هذه العلاقة، فيه الكثير من الخفة وعدم المسؤولية، ومحاولة رخيصة للهروب من مسؤوليته في معالجة الأزمة، وللتعمية والتغطية عن حقيقة ما يدور في مخيم نهر البارد».