رنا حايك
احتفى لفيف من الرسميّين اللبنانيين والأجانب أول من أمس بذكرى مرور سنتين على اغتيال الصحافي سمير قصير، من خلال تقديم جائزة حرية الصحافة التي أطلقتها بعثة المفوضية الأوروبية في لبنان بالتعاون مع مؤسسة سمير قصير.
فبعد إقامة قداس عن روح الفقيد في كنيسة مار متر، توجه الحضور إلى فندق «ألبرغو» حيث سلّم رئيس بعثة المفوضية الأوروبية في لبنان باتريك لوران والإعلامية جيزيل خوري الجوائز للفائزين: المغربي أحمد رضا بن شمسي عن فئة الصحافة، واللبنانية ريتا الشمالي عن فئة الباحثين الشباب.
حضر حفل تقديم الجوائز مجموعة من الإعلاميين، ومنهم غسان تويني ونقيب المحررين محمد بعلبكي. كما ضمّ الحضور الرسمي السّفير الفرنسي برنارد إيمييه والنائب الياس عطا الله والوزيرين مروان حمادة وغازي العريضي.
وقد استغل العريضي المناسبة للإشادة بإقرار المحكمة الدولية. كما قال في كلمته إن «ما يحدث اليوم في الشمال يؤكد أن دم سمير قصير وأصدقائه لن يذهب هدراً».
أوغلت كلمة العريضي في السياسة فيما اقتصرت كلمة الإعلامية جيزيل خوري على التعريف بمؤسسة قصير وعلى إعلان تحوّلها قريباً إلى «مركز إعلامي مهمته حماية الصحافيين في المنطقة» من خلال الدفاع عنهم وعن قضايا الرأي ومن خلال العمل على تعديل قوانين وخلق أخرى لحمايتهم. كما أعلنت خوري عن مشروع يجري التحضير لإطلاقه خلال شهر أيلول القادم وهو إدراج أرشيف سمير قصير كاملاً على شبكة الإنترنت.
وشدّد رئيس بعثة المفوضية الأوروبية باتريك رولان على الهدف الذي أرادته البعثة من إطلاق الجائزة، ألا وهو فرصة اكتشاف المواهب الجديدة الشابة.
هذه السنة، كانت الجائزة، وقيمتها 15000 يورو، من نصيب المغربي أحمد رضا بن شمسي عن مقالته «عبادة الشخصية» التي نشرت في 29 تموز 2006 في المجلة الأسبوعية (تل كل) التي أسّسها منذ عام 2001 ويديرها. وكان بن شمسي، الحائز ماجستير في الاقتصاد من جامعة السوربون ودبلوم دراسات معمقة من معهد الدراسات السياسية قد حصد جائزة لورنزو ناتالي لعام 2004 عن منطقة العالم العربي، وهي جائزة تمنحها المفوضية الأوروبية لمكافأة الصحافيين العاملين في مجال تدعيم حقوق الإنسان والديموقراطية والتنمية.
أما اللبنانية ريتا شمالي، فقد حازت جائزة الباحثين الشباب، وقيمتها 10000 يورو، عن البحث الذي قدمته في حزيران 2006 لنيل ماجستير العلوم الإدارية والسياسية من معهد العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف، وعنوانه: «المجتمع الوطني اللبناني في محك ربيع 2005: بين الأسطورة والواقع».
تعمل الشمالي في مركز دراسات العالم العربي المعاصر في بيروت حيث تتولى مسؤولية الموقع الإلكتروني للمركز ونشاطاته والمنشورات الصادرة عنه. وبالإضافة إلى كتاباتها في المجلة الفصلية «لو بوليتولوغ»، أصدرت الشمالي عام 2003 بحثاً مصغراً تحت عنوان: «الآثار والإصلاحات المترتبة عن توسع الاتحاد الأوروبي أمام بلدان أوروبا الوسطى والشرقية»، وهي تعدّ حالياً دبلوم دراسات معمقة في العلوم السياسية للوكالة الجامعية الفرنكوفونية في معهد العلوم السياسية لجامعة القديس يوسف.
وقد اختير الفائزان الاثنان من أصل 13 مرشحاً قبلت ملفاتهم. وتألّفت لجنة التحكيم من تسعة أعضاء يمثلون وسائل إعلام ومنظمات متوسطية وأوروبية، وهم: الصحافي السوري محمد علي الأتاسي، المراسل الإسباني توماس ألكوفيرو، رئيس مجلس إدارة المؤسسة اللبنانية للإرسال بيار الضاهر، رئيس مجلس إدارة «تي.في سنك موند» فرانسوا بونمان، الأستاذ الجامعي والممثل عن راديو مونت كارلو التونسي حسان تليلي، مراسل محطة بي.بي.سي في الشرق الأوسط جيم ميور، ممثل عن مؤسسة قصير، وليد قصير أخو الشهيد، ممثل الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الانتخابات، المحامي زياد بارود ومديرة مكتب مؤسسة هينريش بول الألمانية في بيروت ليلى الزبيدي.