علمت «الأخبار» أن رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والجرائم الـ14، القاضي سيرج براميرتس، طلب من السلطات السورية تسليمه زياد رمضان الموقوف لديها.من هو زياد رمضان؟
في التقرير الأول للجنة التحقيق الدولية، برئاسة القاضي ديتليف ميليس، يظهر اسم زياد رمضان في مقابلة للجنة مع السيدة نهاد موسى، والدة احمد ابو عدس، بصفته اقرب اصدقاء ابنها «تعرّف اليه كزميل عمل في شركة للحاسوب قبل سنتين تقريباً. وآخر اتصال لها (السيدة موسى) بالسيد رمضان كان عندما اتصل بها الأخير هاتفياً بعد اختفاء ابنها بأيام عدة لمعرفة ما اذا كان لديها اي أخبار جديدة عن ابنها» (180). وفي الفقرة التالية، يذكر التقرير عدم تمكن اللجنة «من معرفة مكان السيد زياد رمضان بغية مقابلته. ويبدو أن السيد رمضان عاد مع أسرته الى سورية بعدما قابلته السلطات اللبنانية في 14 شباط 2005. وأفاد السيد رمضان في مقابلته مع السلطات اللبنانية انه يعرف السيد أبو عدس منذ نحو سنتين لانهما عملا في الشركة نفسها طوال شهرين. ورأى السيد رمضان ابو عدس للمرة الاخيرة يوم الخميس أو الجمعة السابق لاختفائه عندما تحدث السيد ابو عدس عن عمله الجديد لتزيين غلافات الكتب» (181).
وفي التقرير الثاني للجنة، يرى ميليس في مغادرة زياد رمضان الى سورية قبل مقابلته، عرقلة للتحريات التي تجريها اللجنة عن مكان وجود ابو عدس، ذلك بالاضافة الى تلقي اللجنة معلومات عن سجن رمضان في سورية. وبناء على ذلك «تقدمت اللجنة بطلبين من السلطات السورية في 4 تشرين الثاني 2005، للحصول على معلومات عن السبب وراء القبض على السيد رمضان ومن اجل اجراء مقابلة معه»(59).
جرت المقابلة في 1 كانون الاول 2005، وخلالها، ذكر رمضان أنه قابل أبو عدس في نهاية عام 2002، وأشار الى ان ابو عدس كان قد أخبره عن شخص يدعى «محمد» قد صادقه في المسجد، وأضاف «إنه لا يعرف أياً من أصدقاء أو معاوني أبو عدس الآخرين ولا يستطيع أن يلقي ضوءاً على مكان وجود أو هوية «محمد»(62). وفي الفقرة التالية، يذكر رمضان «أنه غادر لبنان متوجهاً إلى الجمهورية العربية السورية في آذار 2005 لأنه سوري، وذلك في ضوء المزاعم القائلة بتورط الجمهورية العربية السورية في اغتيال السيد الحريري، ولأنه أيضاً على علم بأن الاستخبارات العسكرية اللبنانية جادة في البحث عنه، وبعد ذلك سلّم السيد رمضان نفسه طوعاً إلى السلطات السورية في 21 تموز 2005 لدى علمه بأنهم يبحثون عنه»(63). وطبقاً لأقواله، فقد تم اعتقاله واحتجازه دون توجيه أي اتهام إليه منذ ذلك التاريخ، والمخابرات السورية أجرت ست مقابلات معه.
ويضيف التقرير الثاني في الفقرة 64 «ومع أن المقابلة التي أجريت مع السيد رمضان وفرت بعض الأدلة الهامة التي تؤيد المعلومات التي كانت في حوزة اللجنة بالفعل بشأن السيد أبو عدس، فإن هذا الجانب من التحقيق لا سبيل إلى اختتامه بدون معرفة مكان السيد طه واستجوابه، وقبل تحديد هوية «محمد» ومعرفة مكانه واستجوابه».
(الأخبار)