أكد رئيس الجمهورية إميل لحود «أن استهداف الجيش اللبناني الوطني يخدم أعداء لبنان وفي مقدمهم إسرائيل».ورأى خلال استقباله أمس وفد «المبادرة الشعبية العربية» أن «معالجة الوضع الشاذ في مخيم نهر البارد، يكون من خلال تسليم المعتدين على الجيش الى القضاء اللبناني الذي يوفر لهم محاكمة عادلة»، داعياً المنظمات والفصائل الفلسطينية «إلى المساهمة العملية في إعادة الأمن والاستقرار الى داخل المخيم وعدم تحويله ملجأً للمنظمات الإرهابية التي لا تخدم تصرفاتها الإجرامية القضية الفلسطينية، والإسلام منها براء».
ورحّب لحود بأي مبادرة من شأنها وقف الاعتداءات على الجيش وتسليم المعتدين عليه مؤكداً أن الدولة «تسعى الى حماية المدنيين الذين باتوا رهائن لدى المسلّحين يستعملونهم دروعاً بشرية لمواجهة الجيش الذي يدافع عن رجاله ومواقعه متجنّباً قدر الإمكان المساس بالمدنيين».
وأكد «أن لبنان كان وسيظل أبرز المدافعين عن حقوق الشعب الفلسطيني ولا سيما حق العودة الذي تسعى اسرائيل الى إسقاطه من المبادرة العربية للسلام عبر المواقف السلبية التي يتخذها المسؤولون الاسرائيليون من هذا الموضوع، وكان آخرها موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال مؤتمر عُقد قبل أيام في الأردن للحائزين جائزة نوبل».
واعتبر أنه يجب التوقّف عند هذه المواقف الإسرائيلية المعلنة وعدم إسقاطها مما يجري من تطورات في لبنان والجوار لأن كل ما يحصل في النهاية من إضعاف الدول العربية، ولا سيما الدول الممانعة التي تنادي بالسلام العادل والشامل والدائم وفي مقدمها لبنان، يصبّ في مصلحة العدو الإسرائيلي ويخدم مخططاته العدوانية والتوسّعية.
ودعا لحود أعضاء الوفد الى البحث مع الأطراف المعنيين على الساحة اللبنانية في إيجاد الحلول المناسبة في أسرع وقت ممكن لإعادة تثبيت الأمن والاستقرار، محذّراً من تكرار الاعتداءات على الجيش أو محاولة نقلها من مكان الى آخر.
وكان الأمين العام لـ«المؤتمر القومي العربي» المحامي خالد السفياني الذي رأس الوفد، عرض للرئيس لحود أهداف التحرك الذي يقوم به أعضاء الوفد بهدف المساهمة في معالجة الوضع القائم في مخيم نهر البارد، لافتاً الى أن لقاءاتهم ستشمل جميع المعنيين، ولا سيما المنظمات والفصائل الفلسطينية وعلماء الدين الذين يعملون على خط المعالجات والتهدئة، مركّزاً «على ضرورة الحفاظ على هيبة الجيش وقوته، بما يجسده من إطار للوحدة الوطنية، ومن إدراك لمخاطر كل ما يمكن أن يلحق بأبنائنا الفلسطينيين في مخيم نهر البارد، وللمعاناة التي تلحقها بهم قضية الهجرة من نهر البارد الى أماكن أخرى، وكذلك إدراك لكل الأبعاد التي يمكن أن تنتج من مثل هذه العملية، وحرص على أن يتم إنهاؤها بما يحقق العدل وكرامة لبنان وجيشه العظيم، وبما يضمن أيضاً حقوق الشعب الفلسطيني، ويحول دون تحويل الأمر الى صراع لبناني ــ فلسطيني أو فلسطيني ــ فلسطيني أو لبناني ــ لبناني».
وزار الوفد رئيس المجلس النيابي نبيه بري وبعد اللقاء قال عضو لجنة المتابعة في المؤتمر القومي ــ الإسلامي النائب عبد المجيد المناصرة باسم الوفد: «كان هناك شبه توافق على أن الجيش ظُلم، والجيش يقوم بدوره في حماية البلد، وكان هناك حرص أيضاً على أرواح المدنيين الفلسطينيين، وبحث في كيفية الوصول الى حل بأقل تكاليف يضمن العلاقة السويّة لأمن لبنان واستقراره ووحدته»، معتبراً أنه «لا بد من الوصول الى ذلك من خلال وحدة الموقف الفلسطيني، وأيضاً وحدة الموقف اللبناني».
والتقى الوفد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان.
(وطنية)