تسارعت المساعي خلال الساعات الماضية لتطويق ذيول إشكالات تعمير عين الحلوة قبل تفاقمها وامتدادها، مع استمرار المحاولات لإيجاد مبادرة مقبولة من الجميع تنهي أحداث مخيم نهر البارد.وكان أبرز التحركات أمس، جولة لوفد من الجماعة الإسلامية شملت رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والنائب سعد الحريري، كشف بعدها رئيس المكتب السياسي علي الشيخ عمار عن مبادرة جديدة لتأمين «معالجة حقيقية» لأحداث المخيم الشمالي، تتضمن «التعهد بأن يتم تسليم أعضاء فتح الإسلام إلى القضاء مباشرة ليلقوا محاكمة عادلة، بضمانة رئيس الحكومة والحكومة، وأن يعاملوا معاملة إنسانية لائقة، ويكون هناك شهود من الدول العربية والمجتمع الدولي على هذه الإجراءات الإنسانية اللائقة».
وزار ممثل منظمة التحرير الفلسطينية عباس زكي قائد الجيش العماد ميشال سليمان، وبحث معه تطورات الأوضاع الأمنية وسبل إيجاد الحلول الناجعة للخروج من الأزمة».
وفي الشمال، عقدت قيادة المقاومة الفلسطينية واللجان الشعبية، اجتماعاً رفضت في نتيجته «التحريض السياسي والإعلامي الذي يدعي زوراً مشاركة بعض الفصائل» في القتال إلى جانب مسلحي فتح الإسلام، ورأت «ضرورة اتخاذ كل التدابير الكفيلة بتجنيب المخيم وأبنائه المزيد من الخسائر».
وجنوباً، وبدعوة من دار الإفتاء في صيدا، عُقِد اجتماع ضم علماء المدينة والفصائل الفلسطينية والقوى الإسلامية في مخيم عين الحلوة. وأعلن مفتي صيدا وأقضيتها بالتكليف، الشيخ سليم سوسان، تشكيل لجنة من العلماء: غازي حنينة، نزيه النقوزي، خالد العارفي، حسام العيلاني ومحمد موعد، لمتابعة الموضوع «حتى لو اضطر الأمر إلى أن نذهب كلنا إلى المخيم، إذا كان هذا الأمر مفيداً، لنقول لأهل المخيم وللجيش ولكل العابثين بالأمن، إن كان هناك من عابثين، إن هذا خط أحمر، ليس الوقت للعب فيه، فكفى وكفى».
كما عقد اجتماع آخر حضره النائب أسامة سعد وممثلو الأحزاب اللبنانية وفصائل منظمة التحرير والتحالف الفلسطيني والقوى الإسلامية في المخيم، وشدّدوا على «توحيد الجهود لوأد الفتنة في المهد قبل استفحالها»، والإسراع في معالجة أحداث الشمال «من خلال وضع حد نهائي لجماعة فتح الإسلام»، ومبادرة الحكومة «إلى اعتماد المعالجات السياسية والقضائية والأمنية بأشكالها المتعددة والمتنوعة».
وأجرى الشيخ ماهر حمود اتصالات أبرزها برئيس مجلس النواب نبيه بري، شارحاً أوضاع عين الحلوة وتداعياتها. كما استقبل وفد رابطة علماء فلسطين، وأشاد بقرار «الفصائل الفلسطينية وقيادة الجيش في الجنوب، تشكيل قوة أمنية من الفصائل كافة بإشراف عصبة الأنصار، تتولى ضبط الأمن في المخيم»، متمنياً أن «ينسحب ذلك على الوضع في مخيم الشمال».
وأعلنت النائبة بهية الحريري اجتماعات متواصلة «للضغط لتثبيت الاستقرار وفرض إرادة مدينة صيدا الداعمة للجيش والرافضة لكل محاولات النيل من أمنها واستقرارها»، مشيرة إلى «أن القوى الفلسطينية في عين الحلوة تسعى جاهدة لإنهاء الوضع الأمني المتفجر». وأملت «أن ننتهي من هذا الوضع سريعاً».
ووصفت النائبة الحريري في حديث تلفزيوني الاتهامات التي توجه اليها ب"أنها تقف وراء مجموعة "جند الشام" وترعاهم" بأنها "من ضمن الحملات السياسية والشائعات التي تحاول ان تنال من مصداقيتها وعلاقتها بالورقة الفلسطينية والاستقرار بالنسبة إلى صيدا".
وروت القصة الحقيقية بسبب توجيه مثل هذه الافتراءات بحقها، فقالت: "ما حدث هو أنه توصلنا في صيدا الى اجماع على دخول الجيش اللبناني منطقة تعمير عين الحلوة. وقابلت هذا الاجماع معوقات كانت تواجه دخول الجيش تلك المنطقة، وفي مقدمها الثكنة التي كانت موجودة على خط السكة في التعمير وكان يوجد فيها من يسمون ب"جند الشام". فطلب مني الجيش والشيخ ماهر حمود وكل القوى الصيداوية والفلسطينية الموجودة المساعدة في نقل هذه المجموعة الى داخل مخيم الطوارىء، وكنت واضحة وقلت لهم ماذا يكلف هذا الموضوع، فقالوا لي الكلفة، ودفعتها الى "منظمة التحرير" و"حركة فتح" والى كل القوى الموجودة التي ساهمت في عملية النقل، هذا كل ما يربطني بالموضوع".
من جهة أخرى وصف ممثل حركة الجهاد الإسلامي أبو عماد الرفاعي أحداث المخيمين بأنها «خطيرة»، محذراً من أن البعض معني بتوسيع التوتر إلى باقي المخيمات «لأنه يتطلع إلى مشاريع تستهدف الوجود الفلسطيني ومستقبل القضية الفلسطينية».
(أخبار لبنان، وطنية)