نهر البارد ـ نزيه الصديق
شاب الهدوء الحذر يوم أمس مخيم نهر البارد، مقارنة بالاشتباكات العنيفة التي دارت في الأيام الثلاثة الماضية بين الجيش اللبناني ومسلحي حركة «فتح الإسلام»، حيث لم تشهد فترة قبل العصر حصول أعمالاً قتالية عنيفة، باستثناء حدوث مناوشات بالأسلحة المتوسطة، وقصف مدفعي متقطع عند المحورين الشمالي والشرقي.
وأشارت مصادر أمنية الى أن فترة الهدوء النسبي هذه، سمحت للجيش بتعزيز مواقعه وتحصيناته العسكرية، وخصوصاً عند المدخل الشرقي للمخيم من ناحية بلدة المحمرة، واستقدامه قوات ومعدات عسكرية إضافية الى المنطقة، التي شهدت في بعض فترات بعد ظهر أمس معارك عنيفة، وإن بتقطع، وتحديداً في محيط مشاتل البقاعي، فيما أشارت معلومات الى قيام وحدات من فوج الهندسة، تؤازرها عناصر من فوج المغاوير، بعملية إزالة للفخاخ والعبوات التي كانت عناصر «فتح الاسلام» قد نصبتها مع بدء العمليات العسكرية في محيط المخيم، وتحدثت معلومات أخرى لم تتأكد عن أن الجيش حاصر عند المدخل الجنوبي عدداً من المسلحين داخل أنفاق وأزقة ضيقة في المكان ذاته.
أما عند المدخل الجنوبي، الذي ما يزال متعذراً إدخال المؤن والمساعدات منه الى المدنيين الموجودين داخل المخيم، فقد شهد امس، للمرة الاولى منذ ثلاثة أيام، خروج مجموعة من المدنيين والجرحى عبره على دفعات؛ حيث سجل خروج عدد من المرضى والمعاقين، وثلاثة شبان عمل عناصر الجيش عند الحاجز المقام على أطراف بلدة بحنين، على تفتيشهم تفتشياً دقيقاً قبل السماح لهم بالعبور.
وكان المشهد مؤثراً جداً يوم أمس عندما خرجت من المخيم عشر نساء في حالة هستيرية ونفسية صعبة، حيث عمل الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر الفلسطيني على نقلهن الى مخيم البداوي.
وترافق خروج المدنيين من المدخل الجنوبي لمخيم نهر البارد مع حصول تراشق وإطلاق خفيف للنار، فضلاً عن رصاص القناصة.
وأشار أغلب النازحين أمس من داخل المخيم الى أن دماراً كبيراً لحق بالمخيّم، وأن بيوتاً ومحالّ تجارية قد أصبحت أنقاضاً، عدا عن انتشار عدد من الجثث في الشوارع والأزقة.
في موازاة ذلك، لم يتضح حجم الخسائر البشرية التي وقعت يوم أمس، وخصوصاً في صفوف المسلحين الذين تعذر الاتصال بهم، عدا عن أوضاع المدنيين داخل المخيم للسبب عينه.