نهر البارد ـ نزيه الصديق البدّاوي ـ عبد الكافي الصمد

نفت حركة «فتح الإسلام» حسب أوساط مقربة منها، حصول أي عمليات استسلام في صفوف عناصرها، أو أن يكون أيّ منهم قد سلّم نفسه أو سلاحه إلى حركة «فتح» أو إلى الجيش اللبناني، حسب ما أشارت إلى ذلك بعض وسائل الإعلام يوم أمس.
وأوضح شاهين شاهين، أحد القادة الميدانيين في الحركة لـ«الأخبار» في اتصال مقتضب معه قطعه لانشغاله ولأسباب أمنية حسب ما قال، أنه «لا انشقاقات في صفوف الحركة، وأن المعارك ما تزال تدور على محاور العبدة والمحمرة وتلة الستّ»، حيث أدى سقوط قذيفة بعد عصر أمس على الطريق المؤدي إلى بلدة المحمرة إلى سقوط جريح، نقل إلى مستشفى اليوسف الطبي في حلبا للمعالجة.
إضافة إلى ذلك، أفادت مصادر مطّلعة من داخل المخيم «الأخبار»، أن ناصر اسماعيل، شقيق بلال اسماعيل الذي سلّم نفسه للجيش اللبناني، أول من أمس، وأحد أبرز مناصري «عصبة الأنصار» في مخيم نهر البارد، رفض الإقدام على خطوة مماثلة، وأنه اعتكف مع 5 من أنصاره داخل منزله في مخيم نهر البارد، بعدما رفضت حركة فتح إعطاءه ضمانات بمنع ملاحقة السلطات اللبنانية له إذا ما امتنع عن دعم حركة «فتح الإسلام»، من غير أن يتضح ما إذا كان اعتكافه خلافاً مع «فتح الإسلام» أو لأسباب أخرى. وكان اسماعيل قد فقد ابنه رامي أثناء الأيام الأولى من القتال الدائر منذ 20 أيار الماضي في المخيم، وتحديداً عندما تعرضت شاحنة الأونروا للقصف، وقتل 4 أشخاص فيها يومذاك.
وفي مقابل ذلك، كانت الاشتباكات على الأرض لا تزال تدور على المحاور نفسها، وخصوصاً الشرقي والجنوبي، بعدما استطاع الجيش السيطرة بالنار على الأبنية المرتفعة التي كان يستخدمها القناصون لإطلاق نيران بنادقهم على عناصر الجيش أو على العابرين على الطريق الدولي الذي يربط عكار بالمنية وطرابلس، إضافة إلى ما حققه الجيش من تقدم رأته مصادر أمنية أنه نوعي، بعدما استطاع حصر المسلحين داخل حدود المخيم القديم، وتحديداً في ملاجئ تقع تحت المدارس، وتعود إلى أيام الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات الذي استخدمها عام 1983.
وعمد الجيش إلى إجراء عمليات استبدال كاملة لعناصره في محيط المخيم، واستقدم قوات إضافية وإمدادات إلى المنطقة، وخصوصاً قوات فوج المغاوير. من ناحية أخرى، لم يسجل المعبر الجنوبي للمخيم، أو بقية المعابر الأخرى، أي حركة نزوح منه، كما أن أي مساعدات أو إسعافات لم تتمكن من الدخول إليه بسبب استمرار إطلاق رصاص القنص، وهو ما أدى بحسب مصادر فلسطينية إلى إصابة عنصر من حركة «فتح» هو مأمون أبو رهيجة بجروح بالغة نتيجة تعرضه للقنص. وفي مخيم البداوي، بدأت ملامح أزمة في الوضع الصحّي تظهر بعد اتضاح حجم الإمكانات الطبّية البسيطة على حقيقتها، وقصورها عن تأمين الاحتياجات اللازمة والضرورية للنازحين من مخيم نهر البارد، أو للمقيمين فيه على السواء. فمستشفى صفد التابع لجمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني»، وهو المستشفى الوحيد في مخيم البدّاوي، يجهد مع بقية المستوصفات الأخرى، بما فيها المركز الطبّي التابع لوكالة غوث اللاجئين «الأونروا»، لتقديم ما أمكن من خدمات وإسعافات وأدوية، وخصوصاً للنازحين الجرحى، أو الذين يحتاجون إلى أدوية وعلاج لأمراض مزمنة يعانونها. وفي موازاة الضغط الذي بدأت تواجهه المراكز الطبّية، ينشط عاملون في هذا الحقل من أجل تأمين ما أمكن من مساعدات، إن كان عبر لجان أهلية محلية، أو عبر هيئات ومنظمات إنسانية وخيرية، لبنانية وعربية ودولية. في موازاة ذلك، استمرت قوافل المساعدات بالوصول إلى مخيم البدّاوي لتقديمها إلى النازحين من مخيم نهر البارد، فقدمت دولة الإمارات العربية المتحدة الدفعة الثالثة من المساعدات، إضافة إلى ذلك، قدّم «تيار المستقبل» ثلاثة خزّانات مياه. كما نفذ «بيت الزكاة» في لبنان حملة لمساعدة الأسر الفلسطينية النازحة والمقيمة خارج مخيم البدّاوي. وفي تطور لافت، أفادت مصادر أمنية أن الأجهزة الأمنية اعتقلت ثلاثة أشخاص في منطقة سقي طرابلس، اثنان منهم يحملان الجنسية السعودية، والثالث يحمل الجنسية اليمنية، وأنهم اقتيدوا إلى التحقيق بعد الاشتباه فيهم. وكانت حملات مداهمة واسعة نفّذتها الأجهزة الأمنية في أحياء عدّة من طرابلس في اليومين الماضيين، وخصوصاً في منطقة باب التبانة، حيث لفت شهود عيان إلى أن 5 أشخاص اقتيدوا دفعة واحدة من أحد أحياء المنطقة بعد الاشتباه فيهم. على صعيد آخر، شهد المدخل الجنوبي من مخيم نهر البارد عند بلدة بحنين، نزوح 11 شخصاً منه بعد عصر أمس، أغلبهم من النساء، ونقلوا جميعاً إلى مخيم البداوي.