حسن عليق
تتابع الأجهزة الأمنية تحقيقاتها في متفجرة سد البوشرية وفي العثور على عبوة لم تنفجر على سيارة أحد مناصري تيار «المستقبل» في بيروت. كذلك شُغلت القوى الأمنية بالتحقق من اتصالات وردتها للإبلاغ عن عنصر من «فتح الإسلام» وعن وجود متفجرات


عثرت الأجهزة الأمنية صباح أول من أمس (يوم تفجير سد البوشرية) على عبوة صغيرة الحجم موضوعة في مقدمة سيارة يملكها أحد مناصري تيار المستقبل في منطقة برج أبي حيدر، أمام بناية فتحة. وعلمت «الأخبار» أن زنة المتفجرة تبلغ نحو 200 غرام من مادة TNT، موصولة بصاعق وفتيل بطيء بطول عشرة سنتم، وهي صالحة للاستعمال لكن غير معدة للتفجير. وكانت العبوة موضوعة على سكة الباب الأمامي الأيسر لسيارة جيب تويوتا برادو يملكها المواطن عماد ف.، وهو أحد مناصري تيار «المستقبل». وبعدما أبلغ صاحب السيارة القوى الأمنية الأمر، طوقت المكان وحضر الخبير العسكري للكشف على المتفجرة وإزالتها من مكانها، فيما لم تتوصل التحقيقات لتحديد المشتبه فيهم بوضع العبوة. من جهة أخرى، ادّعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد على كل من يظهرهم التحقيق أنّهم أقدموا أول من أمس، في محلة سد البوشرية على ارتكاب أعمال التفجير، مما أدى الى جرح وتعطيل عدد من الاشخاص وعلى إلحاق الضرر بالسيارات والمباني والمحال التجارية وعلى تخريب الممتلكات والطرق العامة.
وتتابع الأجهزة الأمنية، وخاصة مكتب مكافحة الارهاب وفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، تحقيقاتها بالجريمة، وكشف خبراء من فوج الهندسة في الجيش على مكان المتفجرة صباح أمس.
ونفت مصادر أمنية ما ذُكر عن توقيف مشتبه فيه بوضع المتفجرة. وقدّرت المصادر زنة العبوة بما يعادل 15 كيلوغرام من مادة TNT، فيما تستمر التحليلات المخبرية لتحديد نوع المتفجرات المستخدمة. وأضافت المصادر أن التحقيقات حسمت أن المتفجرة كانت داخل حقيبة وضعت تحت سيارة قديمة من نوع فيات، كانت بقرب الباص الذي تضرر جراء الانفجار. وأشارت المصادر إلى وجود أوجه شبه بين هذه المتفجرة وتلك التي انفجرت في سوق عاليه قبل عشرة أيام.
“متفجرات شخصية وعصبية”
من ناحية أخرى، شُغلت الأجهزة الأمنية في الشمال والجبل بالتحقق من «معلومات» وردتها عبر اتصالات هاتفية، تفيد بوجود متفجرات ستستخدم في عمليات إرهابية أو للتبليغ عن عنصر من «فتح الاسلام»، قبل أن يتبين أن دوافع الاتصالات كانت شخصية أو «مرَضيّة». ففي جبيل تلقى مخفر جبيل اتصالاً هاتفياً أبلغ المتصل خلاله عن شاب مصري «ينتمي لفتح الاسلام ويملك كمية من المتفجرات». وبعد التحقق من الاتصال، تمكن مكتب مكافحة الارهاب في قسم المباحث الجنائية الخاصة من تحديد الشاب المصري، فتبين عدم وجود علاقة له بـ«فتح الاسلام». كذلك، تمكن المكتب من تحديد المتصل، ويدعى وسام ح.، الذي أوقف بناءً على اشارة القضاء.
وفي طرابلس، استنفرت القوى الأمنية للبحث عن سيارة «فان» ميتسوبيشي لونها أزرق، يقودها شخص ملتح، خرج من منطقة القبة نحو ثانوية روضة الفيحاء، للاشتباه في وجود متفجرات بداخلها. وكانت الأجهزة الامنية قد استقت معلوماتها من اتصال هاتفي ورد إلى غرفة عمليات طرابلس. ونتيجة المتابعة، تمكنت إحدى دوريات فرع المعلومات من توقيف السيارة المشتبه فيها، فلم تعثر بداخلها على أي مواد مثيرة للشبهة. وبمتابعة التحقيق، تمكنت القوى الأمنية من تحديد المتصل، ويدعى طلال ن.، فاعترف بأنه اتصل من هاتف عمومي مستخدماً بطاقة «تليكارت» ضبطها المحققون. وكشفت التحقيقات أنه أدلى بمعلومات كاذبة عن وجود متفجرات في السيارة، لوجود خلافات قديمة بينه وبين صاحب السيارة المدعو عبد اللطيف ز. وبمراجعة النائب العام الاستئنافي في الشمال القاضي عماد الزين، أشار بتوقيف طلال، وإيداعه إياه، وترك عبد اللطيف لقاء سند إقامة.
أمّا غرفة عمليات سرية عاليه في قوى الأمن الداخلي، فتلقّت اتصالاً من مجهول ادعى أنه يتحدث من بلدة بعذران في الشوف، وأن هناك أشخاصاً يجمعون المتفجرات في البلدة المذكورة بهدف القيام بتفجيرات في بلدتي بعذران وبقعاتا. وبعد ساعات معدودة من الاتصال الأول، تلقّت غرفة عمليات سرية عاليه اتصالاً كرر خلاله المتصل الادعاءات التي ذكرت في الاتصال الأول. وتمكنت القوى الأمنية من تحديد المتصل، ويدعى ناصر هـ. (مواليد 1983)، فجرى سوقه إلى مخفر المختارة. وبالتحقيق، اعترف بالاتصالين وبتقديم بلاغ كاذب، وتبين أنه يعاني أمراضاً عصبية. كذلك استمع محققو المخفر المذكور لإفادة والد الموقوف، فذكر أن أعراض الأمراض العصبية بدأت تظهر على ابنه قبل أيام معدودة فقط. وبمراجعة القضاء المختص، سُلّم المتصل إلى والده بعد أخذ تعهد منه بمتابعة معالجته لدى مختصين في الأمراض العصبية.