مرجعيون ـ كامل جابر
يُجمع معظم أبناء جديدة مرجعيون، المتضررون منهم وغير المتضررين، على أن لوائح التعويضات التي تقررت للبلدة تحمل أرقاماً «فضائحية» لجهة عدد المشمولين بالتعويض وأسمائهم والمبالغ المقررة.ويؤكد الجميع أن المتضررين الحقيقيين «ظلموا» في التعويض، بينما هلّت نعمة المبالغ «السياسية» المرتفعة على غير مستحقيها؛ وبأسماء وهمية

ثمة 655 اسماً جدولت في لوائح التعويض، في جديدة مرجعيون، مع العلم أن معظم أصحابها غير موجودين في البلدة، لا قبل العدوان ولا بعده. والمتضررون «الحقيقيون» يراوح عددهم بين 25 و30 متضرراً؛ «ما حصل بهدلة، وأرجو تدوين كلامي بحرفيته. مجلس الجنوب تسميته غلط، يفترض أن يكون مجلس العيوب، أعد مهندسوه لوائح للمتضررين على نمط المحسوبيات لأشخاص دون غيرهم، على قاعدة إنو بنسجل هالقد وبنعطيك هالقد، هذه الأرقام والجداول فضائح!» يقول ضاهر إيليا ماضي مشيراً إلى لوائح التعويضات التي يحملها بيده.
ويتابع: «البيوت المضروبة في مرجعيون لا تتعدى 25 أو 30 بيتاً، والكل يعرف ذلك، بيتي تعرض لقذائف مباشرة وكذلك بيت توفيق عدوان؛ وكانت المواجهات في الساحة التي تلقّت بيوتها ومتاجرها القذائف والرصاصات الحارقة. احترقت موجودات متجري كلها، وكنت في 31/12/2005 قد أعددت «جردتي» السنوية بمحتويات قيمتها 147 ألف دولار احترقت بالكامل، مع خزنتي التي كانت تحتوي جميع مستنداتي الخاصة، ودفاتر الديون؛ فضلاً عن أربع شقق فوق المحال تضررت كلها. بعد العدوان سددت قيمة ديون بنحو 27 ألف دولار، على أساس أن تعويضات ستدفع؛ وكذلك رممت الشقق والبيت الذي تقررت تعويضاته بستة ملايين ليرة لبنانية، لم تكف للترميم. اعترضت.. قالوا: لو انك مش مصلّح لكنا أعدنا البحث في التعويض. وتكلفت نحو 46 ألف دولار على ترميم الشقق والمحال، ولم أحصل سوى على مبلغ 14195 دولاراً من جهاد البناء».
تلقّى شرطي في بلدية جديدة مرجعيون مبلغ 12 مليون ليرة في لوائح التعويض المصدقة من الهيئة العليا للإغاثة من خلال شركة خطيب وعلمي؛ مع أنه لا أضرار عنده «لا شك في أن الناس تأثروا بالعدوان من مختلف الجوانب؛ ويستحقون مساعدات متساوية لتصبح عادلة، شرط أن ينال صاحب الحق كذلك، حقه، لا أن تذهب المبالغ لمحسوبين هنا وهناك؛ ويحرم أصحاب الحقوق منها» يقول ماضي.
ويتحدث أبناء البلدة عن أن دارة خليل غطاس أبو مراد نال منها قصف أحدث فيها أضراراً؛ ولم ينل صاحبها سوى مبلغ 3 ملايين و400 ألف ليرة، قد لا تكفي للوازم الأبواب والألومنيوم «وهناك عقارات سجلت عليها أسماء وهمية»، بحسب تأكيد ماضي «فنحن أبناء بلدة أشبه بالقرية ويعرف بعضنا بعضاً مثلما نعرف ما جرى، من تضرر ومن استفاد؛ ولا يزايدَن أحد علينا بهذا الأمر؛ لذلك نطالب بلجنة تحقيق عادلة لوضع حد لهذه المسخرة».
أتت قذيفة إسرائيلية حارقة على كل محتويات مكتبة سمير رزوق في الساحة العامة، ومحتوياتها تتراوح بين 50 ألف دولار و75 ألفاً «كلها راحت ولم نتلقّ قرشاً واحداً عنها ولا حتى على البناء؛ كل ما حصلت عليه هو مبلغ مليون و995 ألف ليرة عن أضرار بيتي».
ويشير عضو المجلس البلدي في جديدة مرجعيون فريد الحلو إلى أن جارته «هند لحود، حمل بيتها في الكشف الرقم MC7؛ وكانت تعلم منذ نحو عشرين يوماً المبلغ المقرر لها؛ بسحر ساحر لم يعد لها اسم في التعويضات، ناس في مرجعيون ستتلقى 18 مليون ليرة ولا حق لها في التعويضات أو أضرار في بيوتها، وصاحبة الحق هذه، والكل يعلم بمدى الضرر الذي لحق منزلها لن يشملها التعويض. ليدلنا المهندسون الذين كشفوا على أضرار مرجعيون على البيوت المتضررة التي استحق أصحابها مبالغ 12 مليون و18 مليون! ومن هو المهندس العبقري الذي قرر تذييل مبالغ من الملايين بكسور، مليون وكذا ألف وكذا مئة. إنه شيء مخجل حقاً».
خسر مفيد حمرا 130 قفير نحل في محلة «الجرين» غربي مرجعيون، ولم يجد من يعوض عليه هذه الخسارة التي كانت تشكل له مصدر رزق أساسياً، مع الدكان القريب من الساحة العامة الذي أصيب هو الآخر مع البيت. يقول: «تلقيت مليون ليرة تعويضاً عن أضرار بيتي في دبين، ولا أعرف ما هي المعايير التي اتبعت في التعويضات، التي رأينا أن البعض قد تلقى منها أضعافاً مضاعفة من غير وجه حق».