أطلق رئيس الحكومة فؤاد السنيورة «نداء استغاثة» إلى المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للمساعدة في إعادة إعمار مخيم نهر البارد، مشيراً إلى أن النزوح منه مؤقت والعودة إليه مؤكدة.جاء ذلك خلال اجتماع السنيورة، أمس، بسفراء الدول المانحة والمنظمات الدولية حيث بحث معهم المستجدات والتطورات الميدانية في مخيم نهر البارد، كما أطلعهم على الأوضاع الإنسانية والاجتماعية للنازحين الفلسطينيين في الشمال.
وقال السنيورة في كلمة له: «إن الدولة اللبنانية لم تختر هذه المواجهة، وهنا لا بد لي من التأكيد على أن هذه المواجهة ليست أبداً بين اللبنانيين والفلسطينيين، بل هي حرب شنت عليهما معاً، وفي آن واحد؛ هي حرب أعلنت بعد أقل من عام على العدوان الإسرائيلي المدمر، والذي ما زلنا نعاني من تداعياته السلبية على كل المستويات، وخصوصاً الاقتصادية والاجتماعية والنفسية؛ هي حرب تشنها منذ حوالى ثلاثة أسابيع مجموعة إرهابية سمّت نفسها «فتح الإسلام»، لا شأن لها بالقضية الفلسطينية، ولا بالإسلام، تهدف إلى زعزعة الاستقرار في البلاد، وتشويه العلاقات اللبنانية ـــ الفلسطينية».
وأكد «أن المواجهة التي نخوضها مواجهة ضد إرهاب الاغتيال والتفجيرات المتنقلة. إنها حرب في عين علق، في الأشرفية وفردان وعاليه والبارحة في سد البوشرية، إنها مواجهة للإرهابيين في سبيل تعزيز سيادة الدولة بجيشها وقواها الأمنية، وحماية المواطنين اللبنانيين، واللاجئين الفلسطينيين على حد سواء، وخصوصاً في مخيم نهر البارد». وإذ اعتبر أن الدولة «تخوض حرباً من أجل مستقبل لبنان وشعبه»، أكد «أن عدم التصدي للاعتداء الذي قامت به هذه المجموعة الإرهابية، يعني المساومة على أمن واستقرار اللبنانيين، وبالتالي مستقبلهم ما قد يحوّل لبنان ساحة مفتوحة لأعمال عنف إرهابية ضد المدنيين». وقال: «طالبنا الإرهابيين بالاستسلام، وأعلنّا أننا نضمن لهم معاملة إنسانية ومحاكمة عادلة وشفافة. لم تستجب نداءاتنا، ولم يترك أمامنا سوى الخيار العسكري. أرغمنا على الحسم وكان «آخر الدواء الكيّ».
وعرض السنيورة للوضع الإنساني للنازحين وأعمال الإغاثة، مشيراً إلى أن «عملية إعادة الإعمار تتطلب مساعدة ودعم الأشقاء العرب والأصدقاء كافّة في المجتمع الدولي» وأطلق نداء استغاثة، طالباً مساندة أعضاء المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية كافّة.
بعد ذلك، عقد الرئيس السنيورة الاجتماع الدوري اليومي مع المنظمات الإنسانية التي تعتني بشؤون النازحين في مخيم نهر البارد، وبحث معهم في سبل تقديم المساعدة للنازحين.
من جهة أخرى أبدى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعمه ومؤازرته لكل الخطوات التي تقوم بها الحكومة اللبنانية.
موقف بان جاء خلال اتصال هاتفي تلقاه من السنيورة ليل اول من امس وعرض معه التطورات اللبنانية والإجراءات التي يتخذها الجيش لحفظ الأمن.
واستقبل السنيورة امس السفير الفرنسي برنار إيمييه، في حضور القائم بالأعمال جوزف سيلفا، وجرى عرض للمستجدات والعلاقات بين البلدين.
كذلك التقى السفير السعودي عبد العزيز خوجه، واستقبل النائب جواد بولس وعرض معه التطورات في الشمال التي بحثها رئيس الحكومة أيضاً مع سفير سلطنة عمان محمد بن خليل الجزمي في حضور رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر.
(وطنية)