تمنّى رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط أن يكون حديث وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما عن مقايضة في العراق وفلسطين ولبنان مع سوريا هفوة لغوية، مؤكداً أنه «لا مقايضة على استقلال ووحدة لبنان والمحكمة الدولية والطائف وكل القرارات الدولية».كلام جنبلاط جاء بعد زيارته مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني في دار الفتوى، أمس، يرافقه وفد من كتلته.
وإثر اللقاء الذي دام ساعة أوضح جنبلاط أن الزيارة هي للتعبير عن الشكر والامتنان «للوقفات الكبيرة الشامخة الوطنية» للمفتي قباني «الذي دافع عن الشرعية اللبنانية وعن الحكومة اللبنانية وعن السرايا. ومع جميع المخلصين في لبنان منع الفتنة يوم التظاهرات الأسود ولاحقاً في الأيام التي تلته» مشيراً إلى أنه سيزور في الأسبوع المقبل نائب رئيس الجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان «كي نشكره على مواساته لأهالي زياد غندور وزياد قبلان عندما أتى بمعية سماحة المفتي قباني ومعاً طوينا صفحة الفتنة».
وقال: «ننتظر أن تأخذ العدالة مجراها، لأنه صحيح كان نهاراً أسود استطعنا فيه أن نعالج الأمور بحكمة ودراية، ولكن ننتظر العدالة، لا أقول إنها تأخرت لكن اليوم يجب أن تكون كل الجهود منصبة على دعم الجيش اللبناني الباسل الذي يواجه أيضا مشروع فتنة إضافياً ،لكنه بدعم كل اللبنانيين سينتصر على مشروع الفتنة الجديد».
أضاف: «لقد سمعت وزيراً غربياً مرموقاً هو الوزير داليما، وأتمنى أن ما سمعته يكون مجرد هفوة لغوية، حيث قال إنه لا بد أن تكون هناك مقايضة في العراق وفلسطين ولبنان مع سوريا. هذا كلام مزعج، وليس هناك مقايضات، فلا مقايضة على استقلال ووحدة لبنان، ولا على المحكمة الدولية، ولا على الأمن اللبناني وعلى الطائف، ولا على كل القرارات الدولية. ولا مقايضة في فلسطين على اتفاق قمة مكة. المقايضة أو التسوية تكون عندما يستجيب الأميركيون مع طرح هذا الرجل الكبير الملك عبد الله بن عبد العزيز حول مبادرة القمة العربية، أي الأرض مقابل السلام».
وتمنى «على الوزير داليما المعروف بدماثته أن يكون كلامه هفوة لغوية وأن تكون الكلمة قد ترجمت خطأً لأنه لم يلبث أن أتى من الشام بالأمس إلى بيروت وأكد دعمه للحكومة اللبنانية ولكن في الوقت نفسه، وفي تلك الليلة، أوقف الجيش اللبناني شاحنات معبأة بالسلاح والذخائر تأتي إلى جهة ما في مكان ما، ويبدو أنها لاختراع فتنة جديدة، في وقت الجيش فيه على أبواب إخماد فتنة نهر البارد. والذي سمعه في الشام هو كالعادة، كلام معسول، لكن على الأرض كله يترجم بأفعال معاكسة ومضادة».
إلى ذلك تلقى جنبلاط رسالة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ردّاً على تهنئته له بانتخابه، شدد فيها على وجوب «أن تمثّل الانتخابات الرئاسية محطة أساسية لاسترجاع لبنان سيادته الكاملة، وتمهيداً للطريق أمام عودة النشاط الطبيعي الى المؤسسات اللبنانية». وقال إنه «على لبنان مواجهة تحديات صعبة»، مشدداً على «أولويات تحقيق الاستقرار في جنوب لبنان، واحترام الالتزامات الناتجة من مؤتمر باريس ــــــ 3».
(وطنية)