strong> فاتن الحاج
حوّل طلاب معهد الفنون الجميلة ــــــ الفرع الأول في الجامعة اللبنانية محترفات المعهد مختبراً حيّاً لتنوع الرؤى والموضوعات والتقنيات، في معرض، تخطوا فيه العتبات الصعبة. لا يزال الطلاب يواصلون أحلامهم ويغمسون ريشتهم بمزيج من ألوان الحياة، فيما يعمد أساتذتهم إلى مجاراتهم في نزوات تمردهم على الثوابت وتلاعبهم بالضياء والظلال وتفكيكهم لعالم الصور والخطوط والأشكال. فالدكتورة مهى عزيزة رأت في هذا النوع من العرض الجماعي طابعاً تنافسياً يحفّز على رؤية بعض الإشارات المضيئة التي ترفع من مستوى الذائقة العامة وتؤهل الطلاب إلى عالم الاحتراف.
تقودك قاعات العرض المتعددة إلى أعمال طلاب أقسام المعهد الثلاثة الفنون التشكيلية والهندسة الداخلية والهندسة المعمارية. وقد اتخذت غالبية اللوحات الفنية الإنسان موضوعاً لها، فركّزت على علاقته بالحرب والموت والدمار، إلى جانب الطبيعة الصامتة والمناظر الطبيعية. وأضاف طلاب قسم الفنون التشكيلية التصوير الفوتوغرافي والرسم بواسطة الكومبيوتر إلى تقنيات الفنون التشكيلية الأخرى: الرسم الزيتي، الأكليريك، الكولاج، الحفر، فن الطباعة على الخشب والمعدن والخزف، والفيتراي والموزاييك... وتكمن بعض الأفكار الابتكارية في الأعمال التي تتصل بنسيج حياة الطلاب والواقع اللبناني، بحسب رئيس القسم الدكتور فيصل سلطان.
وقد سمح النظام الجديد (LMD) لطلاب السنة الأولى في الهندسة الداخلية باستخدام تقنيات جديدة لم تكن موجودة سابقاً ومنها التناقض بالألوان (Positif / negatif)، والخداع البصري، والزجاج «المعشّق» والفراغ في الأشياء، وربط الشكل بخلفية العمل، وتنفيذ فكرة الحركات الرياضية على سبيل المثال بالألوان...
وبرزت في أعمال طلاب الهندسة المعمارية إعادة دراسة مبنى معهد الفنون الجميلة والرؤية المعمارية له، إضافة إلى مشاريع إعلانية وسياحية وسكنية.
وفي حفل افتتاح المعرض، اغتنم مدير المعهد الدكتور أكرم قانصو فرصة وجود رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور زهير شكر لينقل إليه هواجس الأساتذة ومطالبهم الملحة ومنها العمل على اصدار مرسوم نظام (LMD) المتعلق بالمناهج الجديدة، وخصوصاً «أننا سنخرّج بعد شهر الدفعة الأولى من الطلاب، ويجب أن نمنحهم شهادة جديدة معترفاً بها رسمياً». ودعا قانصو إلى انهاء تقويم ملفات الممارسة المهنية والأبحاث المرفوعة إلى الرئاسة منذ فترة بغية استكمال الشروط المطلوبة للتفرغ في معهد الفنون. وطالب بتعزيز الكادر الاداري في المعهد من خلال تشكيلات جديدة للموظفين، والمساعدة على تأمين بعض التجهيزات الضرورية التي تحتاج لها المناهج الجديدة، والمباشرة في استقبال طلاب جدد لنيل شهادة الماستر في الفنون والهندسة وإعداد مشاريع مراسيم الدخول للملاك لمن استوفوا الشروط من الأساتذة المتفرغين. من جهته، ناشد رئيس مجلس فرع الطلاب في المعهد ميلاد عباس «الرئيس» «الاسراع في إقرار قانون تنظيم الكلية»، لافتاً إلى «حاجة الطلاب إلى لفتة من الطاقم الاداري وخصوصاً للذين تخلفوا قسرياً وبسبب الظروف عن الحضور أو المشاركة أو تدنى مستوى عطائهم».
أما شكر فحرص في كلمة مرتجلة، على مقاربة الهواجس بالتركيز على التراخي وتلكؤ الكليات عن رفع حاجاتها إلى رئاسة الجامعة، نافياً أن يكون هناك نقص في الأموال وخصوصاً أنّ وزارة المال تركز على المبالغ المتراكمة من السنوات السابقة. وعن تقويم ملفات الممارسة المهنية في المعهد، أوضح شكر أنّ رئاسة الجامعة تنتظر استكمال بعض الأجزاء البسيطة لإنجاز دراسة التقويم الفني. وبالنسبة إلى النظام الجديد (LMD)، لفت إلى أنّ «مشاريع المراسيم لم تجهز بعد»، معتبراً أنّه من الطبيعي أن تواجه الكليات السبّاقة إلى اعتماد النظام (كلية الإعلام والتوثيق، كلية إدارة الأعمال والعلوم الاقتصادية، ومعهد الفنون الجميلة) بعض العثرات والأخطاء التي تجري تسويتها مع اللجنة العليا. وقال: «لن ننتظر استصدار المراسيم لكل الكليات دفعة واحدة بل سنتعاطى مع القضية تدريجياً، وخصوصاً أنّ بعض الكليات بدت غير مقتنعة بالنظام فضغطنا عليها لتعيد النظر في الموضوع». وفي ما يتعلق بقضية تفرغ الأساتذة، شرح شكر الخطة التي تسير فيها الجامعة «لجهة رفع لوائح بـ 600 استاذ مستوفين لشروط التفرغ ومصنفين بالتدرج من 1 الى 600 ليجري تفريغهم على مدى ثلاث سنوات (200 استاذ في كل سنة). ورأى أنّ الخطة المعتمدة تبعد شبح السياسة والتنافس بين الأساتذة حول التفرغ، موضحاً أنّه ستؤلّف لجان في الإدارة المركزية لدراسة الملفات والمساعدة على رفع الغبن عن أي أستاذ. وحمّل شكر العمداء مسؤولية التراخي في رفع الملفات الأكاديمية للأساتذة المرشحين للتفرغ، وخصوصاً أنّه لم يصلنا حتى الآن سوى الأسماء من معهد العلوم الاجتماعية ومعهد التكنولوجيا في صيدا. ولفت إلى أنّ «غياب مجلس الجامعة والمجالس التمثيلية وضعف الامكانات الادارية والبيروقراطية تجعل امكاناتنا محدودة فنكتفي حالياً بالتحضير». وفي هذا الاطار، تحدث شكر عن ورش عمل تحضيرية «لإنجاز الدراسات المتعلقة بالمجمعات الجامعية في المحافظات الخمس».
إضافة إلى مشروع لنظام جديد للتقويم والترفيع والتدرج ينهي وضع الاستاذ كموظف ويصبح تقويمه وترفيعه من رتبة إلى أخرى مرتبطين بعطائه وإنتاجه».