حسن عليق
ادّعى مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد على ثلاثة موقوفين جدد من منظمة «فتح الإسلام» أحيلوا على القضاء العسكري من مديرية المخابرات في الجيش. وعلمت «الأخبار» أن الموقوفين الثلاثة لبنانيون، وهم من عناصر «فتح الإسلام» الذين كانوا يقومون بأدوار لوجستية، منها تهريب عناصر إلى داخل الأراضي اللبنانية وإيواء مطلوبين للقضاء.
وذكرت مصادر مطلعة على سير التحقيقات القضائية أن المخططات التي كانت «فتح الإسلام» تنوي تنفيذها في لبنان شبيهة بأسلوب عمل تنظيم «القاعدة»، وهي كانت تتضمن ضرب قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان. وأضافت المصادر أن أفراداً وصفتهم بـ«الأساسيين» في تنظيم «القاعدة» قدموا إلى لبنان منذ أشهر، وبدأوا بالعمل معتبرين أن لبنان أصبح قاعدة صالحة لانطلاق نشاطاتهم.
وعلمت «الأخبار» أن اثنين من الموقوفين الخمسة الذين ادعى عليهم القاضي فهد أمس وأحالهم على قاضي التحقيق العسكري الأول رشيد مزهر، كانا موقوفين سابقاً في سجن رومية، أحدهما بجرم السرقة والآخر بجرم ترويج المخدرات. واعترف الموقوفان بأنهما «اهتديا» داخل سجن رومية، وبعد إطلاقهما انضمّا إلى إحدى المجموعات الجهادية في لبنان. ومع بروز منظمة «فتح الإسلام» انضمّا إلى صفوفها.
وعن الموقوف أحمد مرعي الذي اعتقلته القوى الأمنية في منطقة الأشرفية، ذكرت مصادر مطلعة أن دوره في الحركة كان «مهماً وأساسياً»، وأنه كان قد بايع أميراً في تنظيم «القاعدة» وشاكر العبسي في الوقت ذاته. وأضافت أنه لم يكن مقاتلاً، بل تولى دور التنسيق بين «القاعدة» و«فتح الإسلام».
أمّا عن العلاقة بين التنظيمين المذكورين، فذكرت المصادر أنه يمكن تلخيصها بأن «القاعدة» كانت تتولى التمويل والتجنيد فيما كانت «فتح الاسلام» تتولى التدريب والتجنيد في الداخل. وكانت التدريبات تجرى في مخيم نهر البارد، أو في شقق سكنية خارج المخيم، وهي تشمل إعداد المتفجرات واستخدام الأسلحة. ورأت المصادر أن «القاعدة» هي الممول الرئيسي لحركة «فتح الاسلام».
وكان التنظيمان يحاولان إيجاد خلايا تابعة لهما في القرى اللبنانية، عبر ترغيب المتدينين كل حسب هواه: منهم من كانوا يُستقطبون بمقاتلة الأميركيين، وآخرون بالوقوف في وجه الشيعة، وبعضهم بمواجهة العلويين وآخرون بمقاتلة الدولة اللبنانية الكافرة في نظرهم، علماً بأن حركة «فتح الاسلام» كانت توزّع السلاح على المستقطَبين حديثاً إليها.