نبّه نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم الى أن لبنان «مكشوف سياسياً بمرض فقدان المناعة الداخلية»، وإلى أنه «قادم على الفراغ والمجهول، ما لم يتحصّن بالحل السياسي»، مشيراً الى أنه «لا إمكان للمراهنة على الوقت ولا على انتخابات بغير الثلثين»، إذ إن «الانتظار سراب ووهم، والأفق مسدود، إلا إذا مددنا اليد بعضنا لبعض».ولافتاً الى أن أميركا «ستبقى عقبة، وستحاول أن تضع العصي في الدواليب»، شدّد قاسم على ضرورة «إفهامها أنه لا قدرة لها على أن تتجاوز هذا الواقع اللبناني»، جدّد قاسم التذكير بأن بوابة المعارضة مطلوبة للدخول إلى رئاسة الجمهورية، وإلا فإن الآتي «سيكون فراغاً دستورياً».
وفي كلمة ألقاها خلال حفل تكريمي أقامه «معهد الرسول الأكرم التقني»، أمس، على شرف الهيئة الإيرانية للمساهمة في إعمار لبنان، في مستشفى الرسول الأعظم، لفت قاسم الى أن لبنان «لا يتحمّل حلولاً فيها غلبة ومقاطعة وابتعاد عن المشاركة بين الأطراف المختلفة»، وإلى أن «المشاركة هي الحلّ والمعبر لكل الحلول، السياسية وغير السياسية»، مجدّداً الدعوة الى حكومة وحدة وطنية بـ«ترجمة
عملية».
وإذ رأى أن «التحايل على نصاب الثلثين لانتخاب رئيس الجمهورية قد انكشف»، كشف قاسم عن «أن وزيراً في الحكومة اللاشرعية أرسل طلباً رسمياً لمجموعة من المحامين والقانونيين الدوليين في فرنسا، ليفيدوه حول نصاب انتخاب الرئيس. فكان الجواب الرسمي الذي أتى منذ يومين بأنه لا إمكان لتفسير الدستور اللبناني في انتخاب رئيس الجمهورية إلا بنصاب الثلثين»، منبّهاً «المراهنين على الوقت للانقلاب على الدستور، والتحايل لانتخاب الرئيس بالنصف +1، تحت عنوان الدعم الدولي» إلى أنه «لم يعد في إمكانهم أن يلعبوا هذه اللعبة، وإذا انتظروا أربعة أو ستة أشهر، فسيقف نصاب الثلثين
أمامهم».
ومعتبراً أن أميركا «تحاول التضييق والمواجهة لمنع لبنان الصغير الذي أثبت قدرة في الممانعة من أن يكون مستقلاً، ولمنع المقاومة في لبنان من أن تكون الإلهام لشعوب المنطقة»، أكّد أن الفشل سيكون مصير هذا المشروع، إذ إن «أصحاب الأرض أقوى إرادة وتصميماً وعزيمة»، وأن المقاومة «خيار قدرة لبنان، وستبقى دائماً عنوان صون استقلاله وسيادته»، خاصّاً قوى السلطة بالقول: «إذا راجعتم مواقفكم اليوم وعدتم إلى حكومة الوحدة الوطنية، فالخسائر أقلّ مما لو انتظرتم أكثر».
وإذ شدّد على أنه «لا داعي لأن نسمع خطابات من هنا وهناك تدعونا إلى مدّ اليد»، رأى قاسم أنه «لا معنى لنقاش طال وفشل من دون أن نصل إلى نتيجة. فالمطلوب هو أن نبدأ بالتعاون لنفكّر كيف ننقذ لبنان
معاً».
وختم قائلا: «علينا أن نبني لبنان معاً. نحن مددنا اليد في السابق، ونمدُّها اليوم. وقد قطعنا نصف الطريق أو أكثر من خلال طرحنا لحكومة الوحدة الوطنية، ولا داعي لأن نسمع خطابات من هنا وهناك تدعونا إلى مدّ اليد. نحن ندعوهم عملياً إلى القيام بالإجراءات التي يلاقوننا عبرها في منتصف الطريق لإنقاذ لبنان»، وأكّد أن «مصافحة الموقف هي قبل مصافحة اليد»، وأن «مصافحة منتصف الطريق عملياً هي قبل مصافحة الجسد»، داعياً الى ضرورة «ترجمة الأمور، للانطلاق مباشرة الى الحلّ من دون تسويف وتضييع
للوقت».
(الأخبار)