جاءنا من قيادة الجيش الآتي: «نشرت صحيفتكم (4 و2007/6/5)، تحقيقين للصحافي فداء عيتاني، تضمنا آراء لرجال دين وعناصر تابعة لما يسمى تنظيم «فتح الإسلام» وتحليلات وإيحاءات وتوقعات، تتعلق بالأحداث الجارية في مخيم نهر البارد، وتنطوي على إساءات للجيش، وتشكيك بقدراته وصدقيته ومعنويات عسكرييه، إضافة الى ترويج مبطن ومباشر لمزاعم هذه العصابة الإرهابية المجرمة. إن قيادة الجيش ــــــ مديرية التوجيه، إذ تربأ بإدارة صحيفتكم لا سيما في هذه المرحلة الدقيقة التي تتطلب من الجميع وقفة وطنية مسؤولة، أن توفر منبراً إعلامياً يروج لمجموعة من الإرهابيين، امتهنت أعمال السطو والغدر والإجرام، وحاولت بسط إرهابها على عدة مناطق لبنانية، للنيل من هيبة الدولة ومؤسساتها وأمن الوطن واستقراره، ويهم هذه القيادة أن توضح الحقائق التالية: ــــــ إن المغالاة الواردة في المقالين عن بطء التقدم الميداني للوحدات العسكرية وعدم حسم المعركة بسرعة، هو بحد ذاته تأكيد على عدم استهداف هذه الوحدات سوى مراكز المسلحين، وحرصها الشديد على عدم إلحاق الأذى بالمدنيين الأبرياء، ولولا هذا الاعتبار لكانت النتيجة حتماً خلاف ذلك. وتؤكد قيادة الجيش على الروح المعنوية العالية للعسكريين، والتي تجلّت بتماسكهم وشجاعتهم وكفاءتهم القتالية المميزة أثناء المعارك، الأمر الذي أجبر المسلحين على إخلاء مواقعهم كافة في محيط المخيم، والتراجع إلى الأحياء الداخلية، مستخدمين دور العبادة والمؤسسات الإنسانية للاحتماء بها.
ــــــ إن القول بأن الجيش يدك مواقعه نفسها، ومشاركة قوات اليونيفيل في القتال إلى جانبه، واستعمال «ذخائر تسقط بالمظلات وتنفجر على مسافة عالية عن الأرض»، ادعاءات باطلة ومحض افتراء، وتصبّ في رغبة هذه العصابة بتضليل الرأي العام، للتخفيف من وقع هزيمتها وتقهقرها.
ــــــ أما لجهة التساؤل: «ما الذي بقي للجيش من خيارات» وأن «أي شيء سيوافق عليه الجيش»، فتذكّر القيادة بأن الجيش يقاتل على أرضه ودفاعاً عن شعبه، ضد مجموعة غريبة حاقدة، لا بدّ من تفكيكها واستئصالها وتوقيف أفرادها وسوقهم إلى العدالة.
تأمل قيادة الجيش نشر هذا التوضيح وتحتفظ لنفسها بحق ملاحقة الصحيفة وكاتب التحقيقين أمام القضاء».