صيدا - خالد الغربي
يستعين رئيس «التنظيم الشعبي الناصري» النائب اسامة سعد بعنوان احدى مسرحيات الفنان زياد الرحباني ليصف ما يجري في لبنان بأنه «فيلم أميركي طويل». غير أن ذلك العمل المسرحي، في رأي سعد، «حمل إبداعاً، فيما ممثلو المشروع الأميركي يحملون إلينا مأساة فاجعة، ولبنان إذا بقي في قبضة حكم الأوليغارشية وذيول التبعية ورموز الوصاية ممن غيروا بطانتهم وجلدهم واعتادوا القفز على الحبال وتغيير البندقية من كتف الى كتف، فإنه سائر في طريق التقسيم والمزيد من التوترات السياسية والأمنية».
وكرر سعد في حديث الى «الأخبار» أن ما يجري «هو بسبب حفرة كانت الأكثرية تعمل على حفرها للمقاومة والمعارضة لكنها وقعت فيها، وتحاول النجاة عبر توريط الجيش لتأديبه بسبب دوره في حماية المقاومة، ولانزعاجهم من عقيدته القتالية الوطنية، حتى اذا ما غرق في هذا المستنقع، يعيدون بناء هيكليته مثلما يشاؤون».
وعن مدى رضاه عن الحل الذي أفضى الى إنهاء الاشتباكات في التعمير ومحيط مخيم عين الحلوة، قال رئيس التنظيم الشعبي الناصري إن «للضرورة أحكاماً، وكل ما كنا نريده هو تجنيب صيدا والمخيم تداعيات ما يجري في نهر البارد وعدم السماح للفتنة بأن تطل برأسها، ونعمل جاهدين لتحصين الوضع الأمني في ظل استقالة السلطة السياسية من دورها وواجبها وضعفها، حتى لا نقول تآمرها».
وإذا كان يرى في بروز دور «عصبة الأنصار» محاولة من أطراف السلطة لإضفاء الشرعية عليها ومغازلة تهدف الى استعادة العلاقات التي كانت قائمة بين أطراف السلطة والمنظمات الأصولية السنية قبل تفجر الوضع في نهر البارد، قال: «سعينا لمعالجة أمنية تمنع تفجر الوضع ولم ندخل في تفاصيل الملاحقات القضائية التي هي حصراً من مسؤولية السلطات المختصة. أما شرعنة وضع عصبة الأنصار أو غيرها فتتحمل مسؤوليته السلطة، ولا أدري إذا كانت أطراف في السلطة قد عقدت صفقات ما على خلفية أحداث صيدا»، مشدداً على «الجهود الإيجابية التي بذلتها الى حد كبير القوى الإسلامية الفلسطينية في معالجة أحداث التعمير».
وعن محاولة استخدام تيار «المستقبل» الورقة الفلسطينية في لبنان وتوظيفها لمصلحة معاركه في الداخل، وعما اذا كان قلقاً من انتزاع الملف الفلسطيني من يد التيار الذي يمثله «أبو معروف»، يؤكد: «لست قلقاً في هذا الشأن، ونحن نمارس قناعتنا في ما يخص القضية الفلسطينية، وهي قناعات تستند الى تاريخ طويل وثوابت نلتزمها، ولن نغير موقفنا وجلدنا بسبب موقف طائش من هنا أو هناك، والشعب الفلسطيني يحترم تاريخنا، ولا تضيرنا التوظيفات المذهبية المقيتة لتيار المستقبل أو غيره للورقة الفلسطينية، وهي محاولات مصيرها الفشل، لأن فريقاً ملتصقاً بالمشروع الأميركي لا يمكن أن يكون الى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة».
ويعذر سعد زميلته النائبة بهية الحريري على «الوضع الذي أوقعت نفسها فيه، لكنني غير مقتنع بالتوضيح الذي بررت فيه طريقة دعم المجموعات في منطقة التعمير، وبالنسبة لي كنت شاهداً على الدعم السياسي والمعنوي والمادي لهذه الجماعات من جانب تيار السلطة على مدى ثلاث سنوات، وحذّرت مراراً من دعم هذه المجموعات».
ويصر نائب صيدا على اتهام «فريق السلطة بدعم هذه الجماعات، لكنني كنت على يقين بأن السحر سينقلب على الساحر. وإضافة لدعم هذا الفريق للمنظمات الإرهابية، فإنه يتحمل مسؤولية نموها نظراً لمناخ الشحن التحريضي والسموم المذهبية التي نشرها في طول البلاد وعرضها، ونظراً الى الرعاية الأمنية والسياسية والمالية والقضائية لهذه التنظيمات».
ويرسم سعد «خريطة طريق» للخروج من المأزق الراهن، موضحاً أن «المعالجات يجب أن تكون سياسية ــــــ أمنية ــــــ قضائية: تأليف حكومة اتحاد وطني وإعادة تكوين السلطة على أساس وطني وتمثيل حقيقي، والتزام من هم في السلطة بعدم توفير مظلات أمان ترعى الإرهاب ومجموعاته وبتجفيف مصادر تمويلهم، والإقلاع عن فتح لبنان للتدخلات الدولية وعدم تحويله قاعدة انطلاق أميركية لتخفيف المأزق الأميركي في العراق»،
وينهي سعد حديثه، كما بدأه، باستعارة رحبانية «بالنسبة لبكرا شو؟ إلى مزيد من مواجهة المشروع الأميركي لأنه الأساس، أما الباقي ففرق عملة».