«لو عملنا كغيرنا لوافقوا على التمديد لنا تسع سنوات بعد تسع بعد تسع...»
لمّح رئيس الجمهورية إميل لحود الى عدم تمسكه بالحكومة السداسية، معتبراً أن العبرة ليست في أن تكون رباعية او سداسية، بل في تأليف حكومة وحدة وطنية «تكون فيها للجميع كلمتهم في القضايا المهمة». وشدّد على ضرورة أن يكون الرئيس المقبل «مؤمناً بأن لبنان يجب أن يكون قوياً بجيشه وبالمقاومة الوطنية، لا أن تكون قوته في ضعفه». وقال: «عندما يتحدثون عن مقاطعتي، فهذا وسام على صدري، لأنه لو لم نواجه، ولو عملنا مثل غيرنا، لكانوا وافقوا على التمديد لنا تسع سنوات بعد تسع بعد تسع... شرط أن نعمل فقط وفق ما يرتأون».
جاء ذلك خلال استقبال لحود أعضاء لجنة المتابعة في أحزاب وقوى وشخصيات قوى المعارضة، التي تحدث باسمها ممثل الحزب السوري القومي الاجتماعي قاسم صالح، فهنأه بعيد التحرير. ونوّه بمواقفه الداعمة للمقاومة والمتمسكة بالثوابت الوطنية والقومية وفي مقدّمها موضوع حق العودة للفلسطينيين. كما تحدث ممثل حزب الله محمود قماطي، فرأى «أن ما يجري اليوم هدفه ضرب مؤسسات الجيش والدولة». وأمل تأليف حكومة إنقاذ وطنية «تنقل البلد من حال الى حال».
وردّ لحود مرحّباً بالوفد، ومستذكراً الحرب ـــــــ النكسة عام 1967 التي حسمها العدو «خلال أربعة أيام، في حين أنه انهزم خلال حرب تموز الماضي بعد قتال استمر 33 يوماً»، وقال إن التاريخ سيسجّل للبنان تحرير أرضه والتغلب على عدوه، معتبراً أن ذلك «يزعج إسرائيل التي ليس بإمكانها أن تسمح لأي دولة عربية بأن تقف بوجهها، فكيف بالحري أن تتغلّب عليها؟»، محمّلاً إياها مسؤولية ما يجري في لبنان حالياً «عبر تدفيعها ثمن هزيمتها لكل من وقف في هذا الخط ابتداءً بالجيش الوطني الى المقاومة الوطنية، وكل من ساهم في هذا الاتجاه». لكنه أكد أنها لن تتمكن بعد اليوم من التغلّب على لبنان «لأن شبابنا مستعدون للموت في سبيل أرضهم، أمّا هم فشبابهم مستعدون للهرب أمام أول طلقة نار كما شهدنا».
وقال إن طرح الحكومة السداسية «رد على الطرح الرباعي حيث تتمثّل أربع طوائف، بينما في السداسية تتمثل الطوائف الكبرى، وفي أي حال، ليست العبرة هنا. إن الهدف هو تأليف حكومة وحدة وطنية تكون فيها للجميع كلمتهم في القضايا المهمة».
وجدّد اعتباره لما يحصل في الشمال بأنه «أمر مشبوه للغاية». وردّ على من يتهمه بأنه يستعمل موضوع التوطين «فزّاعة»، بالقول: «إنه ليس فزاعة، فهو يجري التحضير له الآن في الخارج على نار حامية»، مشيراً الى قول رئيس الوزراء الإسرائيلي في خليج العقبة منذ خمسة أيام إن «حق العودة ليس موضع بحث، وعندما تنشأ دولة فلسطينية يأخذون اللاجئين الى فلسطين». وأضاف: «هذه هي النتيجة التي يريدون الحصول عليها، والتي لم يتمكّنوا من أخذها بواسطة القوة (...) هم يعتقدون أنه باستهدافهم للبنانيين يصرف الجيش اهتمامه، ونتلهّى نحن بالاستحقاقات، فيما هم يمرّرون ما يريدون تمريره».
وقال «إن ما يجري في نهر البارد يجب أن ينتهي بأسرع وقت، ومن اعتدى على الجيش يجب أن يسلّم من جانب السلطات الفلسطينية الموجودة في المخيمات الى المحاكمة، وفي الوقت عينه يجب تأليف حكومة وحدة وطنية، بأسرع وقت، كي تعمل على حل كل المشاكل الموجودة، منذ استقالة الوزراء حتى الآن، على أن تتم إعادة دراسة كل القرارت التي صدرت بسرعة. فنصل الى صيف هادئ يتم في نهايته الاتفاق على رئيس للجمهورية يكون لكل لبنان».
وإذ وافق على مواصفات أن يكون الرئيس المقبل «لكل لبنان، ولديه النزاهة ونظافة الكف»، رأى أن إزالة خطر التوطين تتطلّب أيضاً أن يكون «مؤمناً بأن لبنان يجب أن يكون قوياً، لا أن تكون قوته بضعفه وكالعين التي لا تستطيع مقاومة المخرز. وأن يقر بأن لبنان سيبقى قوياً بالجيش وبالمقاومة الى أن نصل إلى حل عادل وشامل ودائم في المنطقة، يتضمّن حق العودة. واذا لم تكن هذه المواصفات موجودة، فليكن الجميع متأكداً من أن التوطين سيحصل (...) سيُستتبع بالتقسيم، وإذ ذاك يزول لبنان». ورفض ضمناً الاكتفاء برئيس «يكون مقبولاً من الجميع».
ورداً على اتهامه بأنه مع بعض الدول ويواجه أخرى، قال لا اعتبارات شخصية تحكم العلاقة مع أي دولة سواء في أوروبا أو أميركا، مطالباً «هذه الدول بأن تقف الى جانبنا كي لا تعتدي إسرائيل علينا، عندها نشكر حتى الدول الداعمة لإسرائيل». وأضاف: «ولكن أن يصنّفوا أن هذا الرئيس يقف الى جانب دول من دون معرفة السبب، فهذه هي المؤامرة بحد ذاتها»، رافضاً أن يكون راضياً للجميع «كي تمر المشاريع التي يريدون إمرارها». وقال: «أنا أقف الى جانب كل لبنان، حين أقول إن قوة لبنان هي بقوته وبأبنائه الذين نجحوا في مقاومة اسرائيل».
والتقى لحود أيضاً الوزير المستقيل فوزي صلوخ.
من جهة ثانية، نفى المستشار الإعلامي والناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية رفيق شلالا، ما تردد في بعض وسائل الإعلام عن اتصالات مع قطر لمعالجة موضوع مسلحي فتح الإسلام. وقال «إن هذه الرواية من نسج الخيال، ولا أساس لها من الصحة، وموقف رئيس الجمهورية من موضوع مسلحي فتح الإسلام معروف ومعلن أكثر من مرة، وهو أن لا بديل عن استسلامهم للقضاء ومحاكمتهم واتخاذ التدابير القانونية بحق كل من اعتدى على الجيش اللبناني وغدر به».
(وطنية، أخبار لبنان)