قانا – آمال خليل
«أين أصبح الإعمار يا أولاد الحلال؟» سؤال تحوّل إلى هاجس يومي لدى أهالي قانا المدمرة بيوتهم، التعويضات المنخفضة والمتأخرة أكثر من تسعة أشهر تضاف إلى تأخر مجلس الجنوب في التنفيذ والجميع فقد الجواب الواضح وتشارك البلدية والمعنيون والناس الانتظار مجدداً

يعود أصحاب البيوت المدمرة في قانا إلى مصيرهم المجهول بعد تأخّر الوعود التي التزمها مجلس الجنوب موكلاً من سوريا، بالبدء بورش الإعمار سريعاً في القرى الثلاث التي تبنّت إعادة إعمارها، قانا وصديقين والقليلة، إثر توقيع الاتفاق الثنائي بين المجلس ووزارة الإسكان والتعمير السورية بتاريخ الثاني من نيسان الفائت.
ومرّ أكثر من شهر على الموعد الذي ضربه رئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان للبدء بإعمار 360 وحدة سكنية بينها 60 في قانا من أصل 164 وحدة، علماً بأن قبلان كان قد أوضح في حديث سابق لـ«الأخبار» أن السوريين «أوكلوا إلى مجلس الجنوب عملية الإعمار بعد أن يقوم باستدراج عروض المتعهدين الذين يلتزم كل منهم مجموعة من المنازل التي يقدّم كشوفاتها إلى مجلس الجنوب ويوقّع عليها قبل أن يحوّلها إلى سوريا ليقبض المتعهد أمواله المستحقّة».
وإذا كان المجلس تعهّد بالبدء في أواخر شهر نيسان التزاماً بتعليمات وزارة الإسكان والتعمير السورية بوجوب الإسراع وتعويض المتضررين عن الوقت الضائع، فإن اللافت ما نقله رئيس بلدية قانا صلاح سلامي عن المسؤولين السوريين، الذين التقاهم خلال زيارته سوريا قبل حوالى شهرين، من «استغرابهم لتأخّر عملية الإعمار في القرى التي تبنّتها حكومتهم». سلامي أكّد أن البلدية «لا تعلم أكثر من الأقاويل التي يتناقلها الأهالي ولا علم لها بآلية الإعمار أو أسباب تأخّره، لأن دورها منذ البدء اقتصر على استقبال وفد من وزارة الإسكان السورية في تشرين الثاني الفائت حين عاينوا ميدانياً المواقع المدمرة في البلدة». ولأن التواصل مع البلدية انقطع منذ ذلك الحين، قرّر رئيس البلدية زيارة سوريا ليستطلع بنفسه عن مصير مشروع إعادة الإعمار، فحصل على «تطمينات سورية جدية أُتبعت بإرسال عدد من المهندسين المكلفين إعداد الدراسات الميدانية خلال الشهر الفائت حيث زودتهم البلدية وأصحاب البيوت الخرائط اللازمة قبل أن يغادروا لوضع دفاتر الشروط».
ومنذ أكثر من شهر يتناقل الأهالي معلومات تفيد بتلزيم ستة مواقع سكنية مدمّرة من أصل 32، لا يعرف الموعد الدقيق للبدء بإعادة إعمارها، علماً بأن المتعهدين لا بد من أن يتواصلوا مع الأهالي المعنيين وهو ما لم يحصل حتى الآن كما يؤكد إبراهيم عبد الحسين الذي نقل «أن المتعهدين سينفّذون المرحلة الأولى من المشروع التي تشمل بناء أساسات البيت وهيكله (التزام خرسانة)، فيما لم يُحكَ عن إنجاز البناء الخاضع لمناقصة جديدة واستدراج عروض غير مرتبطة بما نفّذ سابقاً».
ويعتبر عباس هاشم الذي دُمّر منزله حيث وقعت مجزرة قانا الثانية واستشهد أهله، يعتبر من جهته، أن «كيفية البناء وشروطه تبقى أمراً تفصيلياً مقابل الخلاف حول موعد البدء بإعمار الوحدات السكنية من دون الالتفات إلى المحال والمؤسسات التجارية التي كانت تقوم عليها شقق سكنية. واختيار 60 وحدة سكنية فيما تبقى 106 وحدات رهناً بالتناسي أو بالتسوية التي لا يملك أصحابها كثير الصبر لانتظارها».