strong>علي محمد
بلغ عدد موقوفي تجار المخدرات ومروجيها 19 شخصاً في الأيام الخمسة الماضية. وإذا كان عدد الموقوفين مصيبة نسبة الى عدد الأيام، فالمصيبة الكبرى هي أنّ أبرز هؤلاء تاجر هيرويين عمره ثمانية عشر عاماً. التاجر يدعى قاسم ق. وملقب بـ«حمودي»، ألقي القبض عليه في خراج كفرشيما قرب معمل البيبسي يوم الخميس الفائت عبر استدراجه عن طريق زبونة سابقة لديه، وهي طالبة عمرها 18عاماً كانت قد اوقفت في الجامعة بتهمة تعاطي المخدرات. الطالبة اعترفت اثناء التحقيق بمصدر الهرويين، اي قاسم. فعملت الشرطة القضائية على استدراجه بحجة أن الطالبة نفسها تريد شراء هيرويين بقيمة مئة دولار. ولأنها ابنة احد التجار الاثرياء، لم يرفض قاسم طلبها مراعاةً لأنها زبونة «الدسمة»، وطلب منها ان تلتقيه في كفرشيما قرب البيبسي، اذ اعتادت لقائه كل مرة في مكان يحدده هو. حضر قاسم في الموعد وقُبض عليه وبحوزته 14,5 غراماً من الهيرويين. اثناء التحقيق معه، اعترف بأنه يبيع الهيرويين لطلاب المدارس والجامعات في بيروت ومحيطها. وبعد مصادرة هاتفه، تتبعت الشرطة مكالماته فوصلت الى زبونين آخرين هما انطوني ا. وكارلوس ك. اللذان كانا يريدان أيضاً شراء 5 غرامات من المادة المضبوطة واتفقا مع قاسم على أن يكون اللقاء في محيط مستشفى الروم في الاشرفية الخميس الفائت «أيضاً». وفي الموعد، حضر الشابان بسيارة «اوبل» عليها لوحة خليجية وأوقفا.
الشرطة القضائية ومكافحة المخدرات
مصدر رفيع أفاد لـ«الأخبار» بأن الشرطة القضائية تعتمد في مطاردة تجار المخدرات على المخبرين ومساعدة المواطنين ضمن توجّه جديد يرتكز على حس المواطنين بالمسؤولية «community policing». كما تتجه الشرطة الى الاعتماد على الأدلة الجنائية وتحليل الاتصالات الهاتفية بالتوازي مع الاستجوابات والاستنطاقات، التي انتقدها ناشطو حقوق الانسان بعد تزايد الحديث عن عنف تعرض له المتهمون اثناء التحقيقات. وأكد المصدر ضرورة التركيز على الباعة والمروجين قبل المدمنين.
دور القضاء
من ناحية اخرى، أشار المصدر نفسه الى عملية تعاون مع القضاء من اجل مكافحة هذه الآفة. اذ يتوجه الاخير الى اتخاذ موقف اصلاحي من المشكلة بدل الموقف العقابي والقمعي، فيعمد في كثير من الاحيان الى فصل المدمنين المسجونين عن اولئك المتهمين بجرائم القتل والسرقة وغيرها. وقد يطلق القضاة سبيل المدمنين بسند اقامة، شرط التأكيد على عملية اعادة تأهيل طبي للمدمن. وقانون العقوبات ميّز بين التاجر والمستهلك، فنصّ في المادة 127مخدرات على أن «يعاقب بالحبس من ثلاثة اشهر الى ثلاث سنوات وبالغرامة من مليونين الى خمسة ملايين كل من اشترى كمية ضئيلة من المخدرات بقصد التعاطي». وفي المادة 126 مخدرات على أن «يعاقب بالأشغال الشاقة المؤبدة وبالغرامة من 25 الى 100 مليون كل من باع او روج هذه العقاقير لشخص آخر».
تجدر الاشارة الى ان تجار المخدرات، اخترعوا ما يسمى الـ «أورايين»، وهي تسمية شعبية لمادة تحتوي على كمية ضئيلة من المخدر ممزوجة بالطبشور أو الكلس. وهي «باب ثان أو ثالث» متدنية السعر، وبالتالي لا يسلم أحد من شر الـ «زيح» أو الشمة».