أعرب الموفد الفرنسي جان كلود كوسران عن تفاؤله بنجاح المبادرة الفرنسية معلناً موافقة رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون عليها وإرسال «القوات اللبنانية» ممثّلاً عنها الى لقاء باريس.إلا أن البارز على هذا الصعيد تأجيل رئيس الحكومة فؤاد السنيورة للمرة الثانية لقائه بالموفد الفرنسي الذي كان مقرراً في الرابعة من بعد ظهر أمس في السرايا الكبيرة بعدما كان الموعد الأول أول من أمس. ولم يوضح المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة الذي أعلن تأجيل اللقاء الأسباب مكتفياً بالقول إن لقاء اليوم سيتخلّله غداء عمل على شرف كوسران يحضره عدد من الوزراء.
وكان كوسران قد استهلّ جولته على القيادات اللبنانية أمس بزيارة العماد عون في الرابية يرافقه السفير الفرنسي برنار إيمييه في حضور المسؤولين في «التيار الوطني الحر» عن العلاقات السياسية في التيار جبران باسيل، والعلاقات الدبلوماسية ميشال دو شادارفيان، والقيادي سيمون أبي راميا.
بعد اللقاء أوضح إيمييه أن الزيارة لشرح المبادرة التي قدّمها وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير. أما كوسران فقال: «أنا في بيروت لأطرح للأفرقاء السياسيين الأساسيين في لبنان عقد اجتماع في فرنسا، وهذه المبادرة بسيطة، واضحة وودية، وهي مبنية على همّ فرنسا، لكي تساهم في إعادة الثقة بين الأفرقاء اللبنانيين، وأنا هنا لأحضر هذا اللقاء»، واصفاً لقاءه بالعماد عون بأنه مهمّ مشيراً إلى أن الأخير «أبدى موافقته على المبادرة، وقد تبادلنا الأفكار والمواضيع التي يمكن أن تكون على جدول أعمال اللقاء في فرنسا ونحن نودّ أن تكون الأفكار جامعة وتقرّب وجهات النظر المختلفة بين السياسيين».
ورأى أنه من المبكر معرفة التوقعات حول نجاح المبادرة او فشلها لكنه أبدى تفاؤله.
ثم زار كوسران برفقة ايمييه رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع في بزمار، وبعد اللقاء الذي استمرّ زهاء 90 دقيقة كرر كوسران هدف زيارته لبنان مؤكداً أن حواره وجعجع «كان ضرورياً ومهماً في شأن الذي سيُعقد في باريس. وتطرقنا الى بعض الأمور المتعلقة بتقريب اللبنانيين وجمعهم التي ستُبحث هناك». وقال: «الاستقبال كان إيجابياً والحديث منفتحاً (...) تطرقنا الى كل التساؤلات، لم نواجه مشاكل مهمة، والقوات ستوفد ممثلاً عنها للمشاركة في اللقاء».
وزار كوسران وإيمييه رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري في قريطم بحضور النائبين أنطوان أندراوس ونبيل دو فريج ونادر الحريري.
وبعد اللقاء أشار كوسران الى أنه ينقل دعوات الى قادة القوى السياسية اللبنانية الأساسية التي شاركت في مؤتمر الحوار الوطني في لبنان، لتشارك وحدها في لقاء حول طاولة مستديرة في باريس «مع الأمل والهاجس الذي يعتري وزير الخارجية برنار كوشنير للمساهمة في تخفيف التوتر، وخلق المناخ المؤاتي لاستعادة الثقة بين القوى السياسية اللبنانية، بهدف تسهيل إعادة إطلاق حوار سياسي في لبنان».
ورداً على سؤال أوضح كوسران «أن سياسة فرنسا في ما يتعلق بلبنان تتّسم بميزة أساسية وهي الاستمرارية، وأن الحكومة الفرنسية والشعب الفرنسي متمسكان منذ وقت طويل باستقلال لبنان وسلامة أراضيه ووحدته الوطنية وازدهاره، وهذا ما رأيناه من خلال مؤتمر باريس ـــــ3، والمعركة التي يخوضها اليوم لوضع حد للإفلات من العقاب»، مشيراً إلى أن «التزام فرنسا الثابت حيال لبنان هو أمر أساسي ومستمر».
من جهته، شكر الحريري لكوسران «التزام فرنسا المستمر تجاه لبنان، ومحاولة مساعدته وخصوصاً من خلال مبادرة الحوار التي أطلقها الوزير كوشنير»، معرباً عن اعتقاده «بأن لبنان بحاجة دائماً الى أصدقائه الحقيقيين مثل فرنسا»، آملاً «أن يتمكن المسؤولون من خلال هذا الحوار في باريس، من أن يتحدثوا في ما بينهم حيال مستقبل لبنان».
وانتقل كوسران الى كليمنصو حيث التقى رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط الذي أقام مأدبة عشاء على شرف الموفد الفرنسي.
(وطنية)