انتقدت الجماعة الإسلامية «بعض كلام» الرئيس أمين الجميل الأخير، معتبرةً أنه «جاء خارج السياق السياسي، وبدون مبرر»، وتوقّفت بشكل خاص أمام «دعوته المسلمين ليكونوا السبّاقين في ضبط» موضوع فتح الإسلام، وتوجيه الخطاب «بلسان المسيحيين الى المسلمين».وقالت في بيان بعد اجتماع مكتبها السياسي، إن المسلمين «فعلاً كانوا السبّاقين ـ على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم ـ في الدعوة الى معالجة ظاهرة شاكر العبسي»، وإلى أن «الإشكالية التي شكّلتها مجموعة العبسي، ليست موجّهة ضد المسيحيين، بل ضد كل أطياف الشعب اللبناني، وفي مقدّمتهم المسلمون، اضافةً الى الإخوة الفلسطينيين».
ودعته الى توضيح قوله إن «المسيحي لن يقف مكتوف الأيدي إذا وصلت الأمور الى تهديد حقيقي لوجوده ودوره وكرامته»، وتحذيره «من اللعب بالنار»، متسائلةً: «هل هي دعوة إلى الأمن الذاتي بعيداً عن مؤسسات الدولة؟ ثمّ إلى من يوجّه هذا التحذير؟ إلى المسلمين الذين أجمعوا على استنكار الظاهرة؟ أم إلى الفلسطينيين الذين كانوا ضحية لمخطط لا علاقة لهم به ويدفعون من دمائهم وممتلكاتهم ثمن المؤامرة؟». ورأت أنه كان «في غنى عن الدخول في كلام طائفي يستحضر لغة الحرب التي يرفضها الجميع»، وعن «الإيغال في الحديث عن الأصولية الإسلامية التي لا يوجد لها تعريف مشترك، وخاصة أن الذين يخطب فيهم من المسيحيين، ومثل هذا الخطاب يؤجج فيهم روح الطائفية والانقسام».
كذلك استغرب رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي، تصريحات الجميل، معتبراً «أن تأجيج النزاعات والتوترات الفئوية والطائفية، لا يذكّر اللبنانيين إلا بتلك المواقف التي سادت عشية الحرب الأهلية المشؤومة عام 1975». وقال: «إن المجموعات التكفيرية مثل «فتح الإسلام» تستهدف المسلمين والمسيحيين على حد سواء، فالجيش هو من المسلمين والمسيحيين والمستهدف الأول حتى اليوم هو المناطق الإسلامية، فلماذا التهويل على المسيحيين عوضاً عن التضامن بين المسلمين
والمسيحيين؟».
(الأخبار، وطنية)