بريتال ـ عُبادة كسر
ينتظر أهل بريتال أن يأخذ المشروع الكوري بإنشاء مدرسة مكتملة المراحل في البلدة طريقه إلى التنفيذ. وكان الكوريون قد عاينوا الأضرار الجسيمة التي أصابت متوسطة بريتال الرسمية الأولى في حرب تموز وقرّروا المساعدة عبر اتفاقية وقّعها السفير الكوري ورئيس مجلس الإنماء والإعمار في 21 شباط الماضي تقضي بقبول هبة عينية بقيمة 5 ملايين دولار من الحكومة الكورية من أجل إنشاء مدرستين في تبنين (الجنوب) ومدرسة في بريتال (البقاع الشمالي) وصدر القرار في الجريدة الرسمية بعنوان قرار نافذ حكماً. ومع أنّ العقد نصّ على بناء مدرسة تضم كل المراحل التعليمية، يبدي رئيس البلدية عباس زكي إسماعيل تخوّفه من أن يتبدّد الحلم ويُجتزأ المشروع، فيتحوّل إلى مدرسة صغيرة. ويرى إسماعيل أنّ التجارب السابقة علّمت أهالي القرية أنّ سياسة غالبية المؤسسات تقوم على قاعدة المحسوبيات، وقريتهم ليست رقماً في جيب أحد». ويقول: «نستعين ببعض النواب غير الحزبيّين لمتابعة مشروع المدرسة لأن النواب الآخرين هم ممثلو أحزاب وليسوا ممثلي منطقة». ويشير إسماعيل إلى «أنني حملت الملف التربوي في القرية منذ عام 1999 وعرضته على كل الوزارات المختصة، لكن التعاطي كان خجولاً». فالحرمان انتهج سبلاً مختلفة في بريتال حيث يستعصي على غالبية أهلها الذين يعيشون من الزراعة والعمل الحرفي أن يعلّموا أولادهم في مدارس خارج القرية. في بريتال ست مدارس، اثنتان منها رسميتان وأربع خاصة. تأسست متوسطة بريتال الرسمية الأولى عام 1968 من أربع غرف، ثم ساهم الأهالي في تحسين بنائها حتى أصبحت تتألف من 18 غرفة تتسع فقط لـ530 طالباً، ما اضطر القيمين على المدرسة إلى فصل كل صف بلوح من الخشب ليُستوعب التضخم الطلابي. أما متوسطة بريتال الرسمية الثانية فأُنشئت عام 1998 بعد عجز الأولى عن استيعاب كل التلامذة فجرى تأمين مبنى عن طريق الإيجار، إذ بلغ عدد تلامذتها للعام الحالي 280 تلميذاً. في المقابل، يتكبّد بعض الأهالي عناء إرسال أولادهم إلى مدارس خارج القرية (مدارس بعلبك ـــــ بدنايل ـــــ رياق ـــــ زحلة). وتشير إحصاءات البلدية إلى أنّ عدد التلامذة المسجلين في مدارس بريتال يبلغ 3891 تلميذاً من أصل 5000، فيما تمثّل نسبة التلامذة المسجلين في مدارس خارج البلدة في المرحلة الثانوية 45 %، وأكدت الإحصاءات أنّ النسبة الكبرى من الأهالي يعلّمون أولادهم في المدارس الخاصة المجانية داخل البلدة 83.56 % مقابل 16.44 % يتابعون تعليمهم في المدارس الخاصة المجانية خارج البلدة حيث بلغت النسبة 2.45 % من مجمل التلامذة الذين لا يزالون يتابعون الدراسة.