أشار رئيس الحكومة فؤاد السنيورة إلى أهمية وضرورة «إخلاء المدنيين من مخيم نهر البارد»، وذلك «حفاظاً على حياتهم، وتلبية للنداءات التي يوجّهونها»، مبدياً حذره من «إمكان انتقال عناصر فتح الإسلام إلى خارج المخيم، واستغلالهم عملية الإخلاء».وخلال استقباله وفداً من الهيئات الدولية والإنسانية لمتابعة الأوضاع الإنسانية للمدنيين في مخيم نهر البارد والنازحين منه، شدّد السنيورة على ضرورة «حماية المدنيين، وتأمين سلامة الإخلاء»، منتقداً «المحاولات التي تقوم بها بعض وسائل الإعلام، لتشويه صورة الجيش اللبناني».
وفي إطار الاجتماع، تبلّغ السنيورة من ممثل «منظمة الصليب الأحمر الدولي» في لبنان جوردي رايش أن إدخال الباصات لإخراج المدنيين من المخيم «يصبح صعباً أكثر فأكثر»، كما اطلع على مسار العمل في المركز النموذجي للنازحين الذي افتتحته الهيئة العليا للإغاثة، حيث «تمكّنت من تأمين الإقامة الموقتة لحوالى 500 نازح».
وإذ وصف ممثل «الهلال الأحمر الفلسطيني» محمد عثمان عمل الهيئة العليا للإغاثة بـ«الجيد»، أطلع الأمين العام لـ«الهيئة العليا للإغاثة» اللواء يحيى رعد المجتمعين على آلية تقديم المساعدات، إذ «تشير التقديرات إلى ارتفاع عدد العائلات إلى سبعة آلاف».
بدورها، أطلعت منظمة الـ«يونيسف» المجتمعين على الحملة التي أعدّتها لتوعية النازحين من خطر القنابل والألغام والمتفجرات التي بدأت منظمة «فتح الإسلام» بزرعها في المخيم، وذلك تحت عنوان «لسلامتكم وسلامة أولادكم لا تقتربوا، لا تلمسوا، بلّغوا فوراً».
وعن أوضاع النازحين في مخيم البداوي، أوضح ممثل «الأونروا» ريتشارد كوك أن التنسيق بين المنظمات العديدة التي تعمل على الأرض «كفيل بتحقيق نسبة أعلى من النظام والنظافة والخدمات»، لافتاً إلى «تقديم مساعدات مالية لحوالى 1500 عائلة نازحة».
من جهته، أبلغ رئيس الحكومة المجتمعين أن الهيئة العليا للإغاثة بصدد «مواصلة تجهيز المراكز لاستقبال النازحين وتأمين احتياجاتهم، وفق معطيات نموذجية، لتسهيل إقامتهم في انتظار عودتهم إلى منازلهم»، مشيراً إلى متابعة التنسيق مع المهندسين الاستشاريين والأونروا والدول المانحة لـ«ترتيب مسألة الإعمار والعودة».
من جهة ثانية، استقبل السنيورة النائب السابق تمام سلام، وعرض معه الأوضاع والتطورات العامة. وإثر اللقاء، أبدى سلام تأييده «كل الإجراءات الحكومية مع الجيش وقوى الأمن في وضع حدّ للحالة القائمة في المخيمات».
وفي شأن المبادرات المطروحة لحلّ الأزمة السياسية القائمة في لبنان، أمل سلام منها «أن تعطي ثماراً»، وشدّد على أن المبادرة المحلية هي «الأكثر قيمة»، مشيراً إلى «فرصة للقيام بمبادرة جدية من قوى المعارضة، وتتمثل في شأن الاعتصام الكبير الذي تمّ في وسط بيروت. ففيما نواجه الوضع في المخيمات، لا ينقصنا الوضع في الخيم كما هو قائم».
وفي موضوع المخيمات، لفت سلام إلى أن القرار اللبناني والوطني يقضي بـ«وضع حدّ لكل من يريد أن يستهدف أمننا الداخلي، وخصوصاً من خلال زمر وفئات ضالّة وعصابات تقوم بعمليات إجرامية».
وفي إطار الاستقبالات التي شهدتها السرايا الحكومية أمس، تجدر الإشارة إلى أن السنيورة التقى سفير الاتحاد الأوروبي باتريك لوران، ومن ثم استقبل وفداً من المعاهد التقنية، ووفداً من عائلة السفير أمين عاصي في زيارة شكر على تعزية، وعرض معه آخر التطورات في لبنان.
(وطنية)