كفرفالوس - خالد الغربي
توجه أمس عدد من مندوبي وسائل الإعلام إلى منطقة كفرفالوس لتغطية تمثيل جريمة مقتل المواطن سمير ميشال عون في كفرفالوس. لم تمنع القوى الأمنية أحداً من الزملاء المصوّرين من تصوير «التمثيل»، والتقاط صور للمشتبه فيهما يظهر فيها وجهاهما، علماً بأن المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي كان قد أصدر بتاريخ 8/5/2007 مذكرة نصّت على «عرض الموقوفين والمضبوطات على وسائل الإعلام، إنما من دون إظهار الوجوه وذلك عن طريق تصويرهم من الخلف».
أما الحالات التي حصرت المذكرة فيها إمكان إظهار وجوه الموقوفين أمام وسائل الإعلام، فهي تلك التي تكون فيها التحقيقات متعلقة «بأنواع معينة من الجرائم، تستوجب طبيعتها تعرّف المواطنين على الموقوفين المشتبه بارتكابهم لها، لإمكان أن يكون البعض منهم قد وقع ضحية لها».
فأمس، مثّل خالد ع. وابن شقيقته عمر ح.، (لبنانيان)، جريمة قتل المواطن سمير عون (61 عاماً)، التي ارتكبت في الحادي والعشرين من الشهر الماضي داخل منشآت كفرفالوس.
تمثيل الجريمة جرى في مسرحها داخل المنشآت بحضور المحامي العام الاستئنافي في الجنوب حسين شاهين، وقاضي التحقيق في الجنوب حسن شحرور، وآمر فصيلة درك جزين النقيب حميد نصار، ورئيس اتحاد بلديات منطقة جزين المحامي سعيد أبو عقل بصفته محامي عائلة المغدور عون، والمحامي أيمن البابا وكيل الدفاع عن المشتبه فيه عمر ح.، وسط إجراءات أمنية اتخذتها عناصر من الدرك والشرطة القضائية وفرع المعلومات.
واستمع القاضيان شاهين وشحرور إلى رواية المشتبه فيهما أثناء تمثيلهما الجريمة، فوصفا كيف «استدرجا المغدور عون الذي يملك ملحمة في جزين إلى منشآت كفرفالوس، بعدما أقنعاه بأنهما تاجرا مواشٍ، ومستعدان لبيعه الأغنام بسعر مغر، واشترطا عليه أن يحمل معه المبلغ المالي المطلوب نقداً، حيث أقدما أولاً على ضربه بجسم صلب على رقبته ورأسه، ومن ثم سحباه إلى داخل المنشآت حيث طعناه بسكين طعنات عدة في صدره ورقبته وألقيا به في حفرة داخل المنشآت، واستوليا على مبلغ يقدّر بخمسة ملايين ليرة كان في حوزته، علماً بأنه عُثر في الجيب الخلفي للجثة على مبلغ مماثل يبدو أن من ارتكب الجريمة لم يتنبّه له.
وقد بدا المشتبه فيهما هادئين أثناء تمثيل الجريمة، لكنهما كررا القول إنهما نسيا بعض التفاصيل، ولا سيما المشتبه فيه الرئيسي خالد، الذي قال إنه كان في حال السكر عندما ارتكب الجريمة، وإنه قتل عون بعد خلاف نشب بينهما حول شراء الغنم. لكنه، وأمام آثار دماء المغدور التي كانت لا تزال في المكان، عاد فسرد تفاصيل الجريمة خطوةً خطوة على مرأى من القاضيين شاهين وشحرور ومسمع منهما.
وكانت القوى الأمنية في منطقة جزين، وبناءً على إشارة النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي عوني رمضان، قد تمكّنت من القبض على أحد المشتبه فيهما، وهو عمر ح.، بعد أقل من 24 ساعة على حصول الجريمة، إذ كانت الشبهات قد حامت بداية حول عدد من تجار المواشي الذين يتعامل معهم المغدور، ويقيم بعضهم في منطقة جنسنايا. وأسفرت التحريات حينها عن حصر أسماء الأشخاص الذين اتصل بهم المغدور أخيراً، وكان بينهم عمر الذي أوقف وأقرّ في التحقيق بأنه شارك في الجريمة، بتحريض من خاله خالد الذي حضر لزيارته من البقاع، وتعرّف على المغدور من خلال بعض تجار المواشي. وبعد بحث وتحرّ عن خالد، قُبض عليه في البقاع واعترف بارتكاب الجريمة.