طرابلس ـ عبد الكافي الصمد
مثّلت حادثة إطلاق النّار على عضو «رابطة علماء فلسطين» الشيخ محمد الحاج، أثناء خروجه أول من أمس من مخيم نهر البارد، تجميداً مؤقتاً للمبادرة التي تقوم بها الرابطة، من أجل إيجاد حلّ ينهي الاشتباكات الدائرة في المخيم بين الجيش اللبناني ومسلحي تنظيم «فتح الإسلام» منذ 20 أيّار الماضي.
وأوضحت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الأخبار» أنّ «تعليق المبادرة بصورة مؤقتة ليس بسبب حادثة الشيخ الحاج فقط، أو لإيجاد بديل عنه كي يتابع المهمة إلى حين شفائه، بل لأنّ هناك اختلافاً وتبايناً في الرأي لا يزال واسعاً بين قوى التحالف الفلسطيني، التي وافقت على المبادة المكوّنة من ستّ نقاط وأعلنت دعمها لها، وبين بعض فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وعلى رأسها حركة «فتح»، التي أشار معنيون فيها إلى أنّها تفضّل «حسم هذا الأمر عسكرياً، لأنّ التعايش مع هذه الحركة، بعد كلّ ما أصاب المخيم من دمار أمر غير مقبول أبداً».
على صعيد متصل، أوضح الحاج أنّ «إطلاق النّار صوبي أول من أمس كان يستهدف بالدرجة الأولى المبادرة، وليس شخصي بالذات»، مشيراً إلى أنّ «مطلق النّار لم يعد خافياً (المدعو عدنان ربيع)، وهو ينتمي إلى حركة فتح أبو عمّار، وأنّ إطلاق النّار ليس له علاقة بطلب نقل الجرحى من المخيّم مثلما قال (أمين سرّ حركة «فتح» في لبنان) سلطان أبو العينين، لأنّه لم يطلب أحد منّا ذلك».
ولفت الحاج إلى أنّ «الحادث وقع على مرأى ومسمع عدد كبير من النّاس، وأنا أحتفظ بحقي في الادّعاء عليه أمام القضاء اللبناني»، مشيراً إلى أنّ «الذي أطلق النّار لا علاقة له بالجرحى، ودار حوار بيننا وبينه إضافة إلى الأهالي الذين كانوا متفهمين لموقفنا، وانطلقنا دون أن يعترضنا أحد، وبعد أن سارت سيّارة الإسعاف قرابة 100 متر، خرج ذلك المسلح وأطلق النّار باتجاهنا، وكانت الرصاصات تستهدف السيارة ومن فيها».
وكان الحاج، الذي لا يزال يرقد في المستشفى الإسلامي الخيري في طرابلس للمعالجة بعدما أُجريت له عملية جراحية عاجلة، قد أكد أنّ وفد العلماء «سيواصل المساعي في إطار المبادرة مع قادة «فتح الإسلام»، للوصول إلى حلول تجنّب عملية الحسم العسكري للمخيم والمجتمع اللبناني».
وأعرب الحاج عن تفاؤله بـ«سير المفاوضات الحاصلة»، مشيراً إلى «ليونة وتجاوب لمسهما من القائد العسكري «لفتح الإسلام» شاهين شاهين»، موضحاً أنّه «إذا دخل إلى المخيم أو لم يدخل فإنّه ستكون هناك قنوات اتصال، والمفاوضات مستمرة حتى إيجاد حلّ»، رافضاً الخوض في تفاصيل المبادرة حالياً «لأننا لا نريد أن نخوض في جوهر المبادرة ونترك الأمور إلى حينها، لكننا قطعنا أشواطاً هامة».