نهر البارد ـ نزيه الصديق
استمر الجيش اللبناني يوم أمس بقصف مواقع مسلحي حركة فتح الإسلام داخل مخيم نهر البارد، الذي شهد اشتباكات متبادلة ومتقطعة، مع تميزه بقصف صباحي عنيف تركز على المحورين الشمالي والشرقي، مستهدفاً محيط التعاونية ومركز صامد ومدارس الأونروا والواجهة البحرية، حيث يعمل الجيش بجهد كبير لإحراز تقدم على الأرض، من أجل زيادة الضغط على المسلحين، وحصرهم في مربع واحد داخل المخيم. ووصف مصدر عسكري القتال بأنه «أشد من المعتاد». واستهدف الجيش بالمدفعية الثقيلة المواقع الخلفية في المخيم التي لجأ إليها المسلحون لتعزيز دفاعاتهم، وقصف أيضاً الأبنية التي استخدمها المسلحون لممارسة القنص وإطلاق قذائف الآر.بي.جي في اتجاه مواقعه، ولا سيما في الجهتين الشمالية والشرقية ـــــ الجنوبية. وترافق القصف المدفعي مع حصول اشتباكات عنيفة في عمق المخيم، حيث يقوم الجيش بتوسيع نطاق سيطرته على أطراف المخيم، بعدما أصبحت الواجهة البحرية تحت السيطرة الأكيدة بالنيران، إضافة إلى أن الجيش أصبح على مشارف منزل كان يستخدمه قائد «فتح الإسلام» شاكر العبسي، ودمره كلياً.
وأفادت معلومات بأن الجيش ألقى القبض يوم أمس على عنصرين من فتح الإسلام، بعدما كان قد أسر أول من أمس عنصرين آخرين حاولا التسلل ليلاً إلى أحد مواقعه، بينما أوضحت معلومات أخرى من داخل المخيم أن الحركة تعمد إلى دفن جثث مقاتليها ليلاً، مستغلة فترة الهدوء الحذر.
على صعيد آخر، أكدت المسؤولة الإعلامية في اللجنة الدولية للصليب الأحمر سمر القاضي «استمرار اللجنة بالتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني والهلال الأحمر الفلسطيني، والقيام بالمهام الإنسانية وتوفير الإغاثة والمساعدات، على الرغم من تعرض طواقمها للخطر واستشهاد اثنين من عناصر الصليب الأحمر اللبناني يوم أول من أمس».
وجددت مطالبتها بضرورة «تحييد الطواقم الطبية والإنسانية التي تعمل على أساس حيادي كامل لأجل الوصول إلى الضحايا المدنيين الذين يحتاجون إلى الإغاثة والمساعدة، ومواصلة العمل لإجلاء المدنيين الذين لا يزالون في داخل مخيم نهر البارد والذين لا تتوافر أعدادهم». وأوضحت مصادر في الصليب الأحمر اللبناني لـ«الأخبار» أن الاستعداد لديه قائم «لإدخال المؤن والمساعدات إلى المدنيين داخل المخيم، إضافة إلى إجلاء الجرحى والمدنيين منه، شرط تأمين ممر آمن».
في موازاة ذلك، شهد المدخل الجنوبي للمخيم إخلاء 200 مدني جُلُّهم من الأطفال والشيوخ والنساء. إلى ذلك أدت ضراوة القصف إلى قطع الطريق الدولية التي تربط عكار بالمنية وبقية المناطق اللبنانية، حيث خفت حركة السير عليها بصورة كبيرة قبل ظهر أمس، بسبب اشتداد المعارك، وسقوط قذائف هاون عدة في محيطه.
ومساءً، أدى إطلاق النار من داخل المخيم على الطريق الدولي مقابل أفران علم الدين إلى إصابة المواطن أحمد قرعلي في رجله اليمنى. كما نجا عدد من الزملاء الإعلاميين بأعجوبة.