كمال شعيتو
أصدر قاضي التحقيق الأول في بيروت عبد الرحيم حمود قراراً ظنياً بحق يوسف فرنجية، المعروف بـ«أبو وجيه» الذي أقدم بتاريخ 1/7/2005 على إطلاق النار على عزيز صالح وطوني عيسى مما أدى إلى مقتلهما، وأصاب المدعي كلافيس عيسى في فخذه إصابتين. وشمل القرار المدعى عليه نهرا الخوري بتهمة التدخل في قتل المغدورين. وفي حين صدر القرار الظني أول من أمس، فإنه ذكر أن فرنجية «لا يزال فاراً» بينما هو قد توفي في سوريا قبل نحو شهرين، ودفن في بلدته.
وفي الوقائع حسب متن القرار، أن يوسف فرنجية قصد بسيارته مكان عمل إيلي موسى الذي كان جالساً تحت شجرة مع أفراد عائلته والمدعو سمير مارون وصاحبة فرن مجاور اسمها «حنان»، وتعمّد مضايقة الموجودين واستفزازهم، ما دفع فرنجية (أبو وجيه) الى الطلب من أسرته المغادرة ثم دخل بعدها ومارون الى داخل محله. لكن أبو وجيه أخذ يطلق الشتائم متزامناً مع وصول المغدورين صالح وعيسى والمدعي كلافيس عيسى، الذين دخلوا المحل لشرب القهوة. ومع إكمال أبو وجيه لسبابه، خرج الجميع لتهدئته فما كان منه إلا أن شهر مسدساً ملقماً، وأطلق النار «فأصاب صالح في فخذه الأيمن وفي بطنه حيث اخترقت الرصاصة معدته والأمعاء الغليضة والوريد الأجوف، كما أصاب عيسى في صدره ما سبّب له نزفاً دموياً داخل الرئة وكسر فقرة في ظهره والقسم الخلفي من الضلع الثامن وإصابة النخاع الشوكي. وأصاب أيضاً المدّعي كلافيس عيسى في فخذ»، حسب ما ذكر متن القرار. في تلك الأثناء تمكن مارون من السيطرة على فرنجية في الوقت الذي وصلت فيه دورية من الدرك مؤلفة من رتيبين، فكبلوا يدي المدعى عليه. لكن الأمور انعكست مع وصول نهرا الخوري الى المكان، حيث سارع الى سيارة أبو وجيه وأخذ منها رشاش كلاشنيكوف ولقّمه ليهدّد به الموجودين بوجوب فك أصفاد فرنجية، وهو ما حصل فاستطاع الفرار بسيارته.
المدعي إيلي موسى أفاد خلال التحقيقات أن فرنجية، وهو مسؤول في تيار المردة، كان مستاءً من فوز القوات اللبنانية في الانتخابات النيابية التي جرت عام 2005. وأنه، أي المدعي، كان قد تلقى قبل يومين خبراً عن نية فرنجية «قتله وقتل والده وطوني عيسى وآخرين.. لكنه لم يأخذها على محمل الجد». وأشار الى وصول جوزيف صالح مع الخوري، حيث قام «بتدفيش» الاشخاص الموجودين والدرك وانهال عليهم بالضرب. كما أشار الى توجيه فرنجية الشتائم لـ«الخوري» (التي تفيد بأن الأخير كان يعلم بنية الأول إطلاق النار). كما أفاد المدعي الثاني، كلافيس عيسى، أن «الجميع (الذين كانوا في مكان إطلاق النار) علموا أن حضور كل من نهرا وجوزيف كان لنصرة فرنجية».
وبناءً على وقائع القضية، رأى القاضي حمود منع المحاكمة عن صالح لعدم كفاية الدليل، بينما ظن بالمدعى عليهما يوسف فرنجية ونهرا الخوري بجناية القتل وجنحة التهديد، وإيجاب محاكمتهما أمام محكمة الجنايات.
يشار الى أن المغدورين كانا قد نقلا الى مستشفى هيكل، وقد توفي عزيز صالح حينها بينما فارق طوني عيسى بتاريخ 3-7-2007 متأثراً بجروحه.
كما أنه بتاريخ 1-7-2005 تم العثور على سيارة المدعى عليه يوسف فرنجية بالقرب من بناية روبير الحلبي في بلدة مرجة، فتمت مداهمة المبنى من قبل عناصر الجيش، حيث تم العثور علىثلاث حقائب ظهر عسكرية ومنظار.