فاتن الحاج
لا يسجّل طلاب التصميم التخطيطي (Graphic design) في الجامعة اللبنانية الأميركية رأياً سياسيّاً في تصاميم التخرّج، بل ينقلون، عبر التواصل البصري، يوميّاتهم، وعبثاً يحاولون التفلت من الواقع المأزوم. ينتهج الطلاب نوعين من العمل، فمنهم من يختار «Digital media» حيث يستخدمون تقنيات تحريك الصورة (animation) أو تصميم المواقع الإلكترونية (web design)، وآخرون يستعينون بالبرامج الطباعية كالـ«photoshop»، و«illustrator» و«in design»، وغيرها...
وتركّز أستاذة التصميم التخطيطي ياسمين طعّان على الخط العربي الجديد الذي يعتبر نقطة القوة في برنامج الجامعة، لدرجة «أننا نعتمد، في تقويم التصاميم، على الخط أكثر من الصورة». وتوضّح أنّ الخط المقصود هو الخط المطبعي وليس الخط العربي الذي نعرفه». وتشير طعّان إلى أنّ الطلاب حاولوا الهروب من الواقع السياسي الذي يعيشونه ومن الكاميرات التي تترصدهم، عبر التركيز على الألعاب في معظم اللوحات والتصاميم التي نفّذوها. ولا تنسى طعّان أن تذكّر بعدم الاعتراف بمهنة المصمّم في لبنان، وخصوصاً أنّ الناس لا يميّزون بينه وبين مهندس الديكور، والمهن الأخرى الشبيهة.
واختار الطلاب «white» عنواناً لمعرضهم السنوي الذي يفتتحونه، السادسة من مساء اليوم، في قاعة الشيخ زايد ـــ مبنى الصفدي للفنون الجميلة. أما لماذا الأبيض؟ تجيب طعّان: «إنه لون جامع في وقت كثر فيه الحديث عن الألوان السياسية، ونحن لا نريد أن نصبغ معرضنا بأي لون».
يذكر أنّ الطلاب امتثلوا يومي الاثنين والثلاثاء أمام لجنة التحكيم لتقويم تصاميمهم. ثم راحوا يستعدون للمعرض الذي يستمر حتى الثاني والعشرين من الجاري، من الثانية عشرة ظهراً حتى السابعة مساءً، ما عدا يوم الأحد. ويعرض 38 طالباً المشاريع النهائية التي تضم كتباً ومجلات وملصقات وعلباً و«ويب سايت»...
وقد تألفت لجنة التحكيم من أساتذة يدرّسون الاختصاص في جامعات أخرى. أما المشرفون على مشاريع الطلاب فهم ياسمين طعّان ونتالي فلّاحة وسيليا أبو عربيد.
في ما يأتي نبذة عن تصاميم ثمانية طلاب نقلوا على طريقتهم وبأساليب جمالية متنوعة مواقفهم من قضايا سياسية واجتماعية، فأطلق عبد الله حاطوم العنان لتأملات شخصيته في البطاقات البريدية. وتساءلت نتاشا ما إذا كنّا سنبقى محكومين إلى الأبد بالعادات والتقاليد؟. واختارت كل من دانيا عجلاني ومودي اليافي ونورا فرنيني «الألعاب» والتشويق سبيلاً للتعبير عن أفكارهم حول أهمية دور المرأة في المجتمع والهروب من الكاميرا التي تحد من الخصوصية والحرية الشخصية، والخدع البصرية، باعتبارها تقنية يتعلمها الطلاب. وتطرّق كل من ساري نصر الله وموسى بيدس وطارق عاصي إلى موضوعات سياسية، من دون أن يبدوا أي موقف مع طرف ضد آخر، وإن كنّا نستشف بعض النقمة على الواقع الذي نعيش فيه.

kõno (اعترافات)
تتيح مفكرة نتاشا قصقص مساحة حرّة يعبّر فيها الأفراد عمّا يختلج في صدورهم ويتبادر إلى أذهانهم، فيدوّنون اعترافاتهم، متجاوزين المحرّمات التي يتربون عليها في أسرهم وبيئاتهم ومدارسهم. وتمثل صفحات المفكرة وسيلة للعلاج النفسي. ومع ذلك، فالسؤال لا يزال مطروحاً: «هل نحن محكومون إلى الأبد؟».



Femmes Fatales
تسخر دانيا عجلاني من الصورة النمطية للمرأة في المجتمعات العربية، عبر لعبة (game) تركز فيها على ردفي المرأة اللبنانية وثديي المصرية وعيني السعودية، والتي تتحول إلى قوة تحارب فيها النساء الرجال باعتبارهم رمزاً للمجتمع، لا كرجال بحد ذاتهم. وفي اللعبة أسئلة تطلع المرأة العربية على حقوقها المهدورة.



بِكفّي
تشكّل أقوال الناس في الوضع السياسي الحالي خلفية لمشروع ساري نصر الله. يبيّن ساري كيف تكون الموضة وسيلة للتواصل، فتغدو الملابس لوحات تمتد على جدران بيروت كجزء من حملة توعية. وبذلك تكون الجدرانيات تعبيراً صامتاً عن الرسائل.



الكاريكاتير السياسي
يتساءل طارق عاصي عن الأسباب التي تحول دون استضافة الرسام الكاريكاتوري في البرامج الحوارية السياسية التلفزيونية. ويستغرب النظرة الدونية إلى من يفهمون اللعبة السياسية بدليل أنّهم يستطيعون أن يسخروا من السياسيين. ويظهر مشروع طارق الذي يستخدم تقنية الـ«animation» سباقاً بين القلم ورسام الكرتون وحق هذا الأخير في «المثول» السياسي، على غرار الكتّاب السياسيين.



خواطر
تسرد «خواطر» عبد الله حاطوم سلسلة أحداث وهمية، وتأملات رجل وحيد في مدينته يدور عالمه حول أخبار الصحف اليومية وفنجان قهوة يرى من خلاله رؤى غريبة وأفكاراً تشبه الهلوسات. «يخربش» عبد الله التأملات على 60 بطاقة بريدية يضعها في ثلاث «علب» كرتونية، بحيث تعبّر كل بطاقة عن فكرة محددة تراود الرجل في رحلته لاستكشاف فضاء المدينة. بيروت هي نقطة الانطلاق للتأملات التي لا ترتبط بالضرورة بتسلسل زمني دقيق.



Peak (إلقاء نظرة)
تنقل مودي اليافي موقفها من احتجاز الكاميرات للحرية الشخصية بأسلوب مرح. فشخصيات «اللعبة» الأربع يهربون من نظم المراقبة وهم مهددون باستمرار بترقب أحد الأشخاص. في اللعبة الكثير من العقبات، إذ يدخل اللاعبون في قنوات للصرف الصحي وما شابه، ولكن يبقى السؤال الكبير من يراقب؟ والأمر متروك للآخرين لفضح هوية هذا الشخص.



Hypocracy

يُشرّح موسى بيدس المصطلحات السياسية الأربعة: الديموقراطية، الرأسمالية، الشيوعية، والتوتاليتارية، ويحاول أن يطوّرها، باعتبار أنّ معاني هذه الكلمات تتغيّر مع الزمن، ولا يجوز استخدامها بالشكل الذي تستخدم فيه منذ 1932. ويدمج موسى بين الشيوعية والديموقراطية بكلمة (communacracy)، وبين الرأسمالية والديموقراطية (democralism) وهكذا، فيخترع لكل كلمة جديدة صورة تعبّر عنها. ويركز موسى على اللغة البصرية بين مصطلحاته الجديدة.



wonn
يفقد «wonn» إحدى شخصيات نورا فرنيني صديقه «Tu» الذي خطفه أحد الأطباء بغية استغلاله. ويخوض «wonn» غمار اللعبة التي اخترعتها نورا لإنقاذ رفيقه. وفي اللعبة، تكسب الشخصية نقاطاً بعد اكتشاف «الخدع البصرية»visual) illusions) في كل مرحلة. يذكر أنّ الخدعة البصرية هي إحدى التقنيات التي يتعلمها الطلاب في الجامعة.