«خير ما نفعله للجيش الوطني هو تجسيد الوحدة بحكومة خلاص»
نبّه رئيس الجمهورية إميل لحود إلى أن البلد «وصل إلى حافّة الانهيار»، مؤكداً أنه لن يبقى مكتوفاً ولن يسمح باستمرار هذا النزف والاستئثار، معلناً أنه سيبادر «في وقت غير بعيد» إلى استلهام ضميره «وما يمليه عليّ واجب الأمانة في الحفاظ على وحدة لبنان وسلامة شعبه وفق ما يتيحه الدستور لأخرج البلاد من هذه الدوامة المميتة وأنزع فتيل المؤامرة لئلا نخسر لبنان».
وتناول لحود خلال لقائه، أمس، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن موضوع التشكيلات الديبلوماسية، محذراً من «تمادي الحكومة غير الدستورية وغير الشرعية في خرق الدستور واتفاق الطائف من خلال إمرار قرارات تتعارض والقوانين (...) ومثل هذه الممارسات تشكل سابقة لا تحمد عقباها لأنها تهدد المبادئ والثوابت التي توافق عليها اللبنانيون، وتشكّل مساساً بالديموقراطية التوافقية التي يتميز بها لبنان».
ونقل الخازن عن لحود قوله إن «من الأدلة على خرق الدستور واتفاق الطائف، محاولة إمرار مرسوم المناقلات الديبلوماسية وترفيع عدد من الديبلوماسيين على رغم مرور ثمانية أشهر على صدور قرار مجلس الوزراء الذي انعقد قبل استقالة الوزراء الشيعة، ما جعل الحكومة غير شرعية وغير دستورية وغير ميثاقية». وقال: «إن الدستور أناط حصراً برئيس الجمهورية مسؤولية اعتماد السفراء، ومن غير المقبول تجاوز هذه المادة الدستورية لما يشكل ذلك من إساءة إلى السفراء أنفسهم وإلى وضعهم القانوني في الدول المعتمدين فيها، سواء انتقلوا إليها بصفة سفراء أو بصفة قائمين بالأعمال. وإذا كانت للحكومة غير الدستورية حسابات خاصة للجوء إلى مثل هذا التدبير المخالف للدستور، فإن ثمة إجراءات لا بد من اتخاذها لوقف التمادي في انتهاك القوانين وتعريض مصالح لبنان وعلاقاته الإقليمية والدولية».
ورأى لحود «أن الخلافات السياسية المتمادية وتجاهل البحث في حكومة وحدة وطنية شجع أعداء لبنان على استغلال هذا الانقسام للتسلل إلى خاصرته الرخوة المتمثلة بالمخيمات الفلسطينية، وخصوصاً أن المتربصين ما زالوا يراهنون على خلط الأوراق الفلسطينية، وصولاً إلى توطين أبناء هذه المخيمات على رغم رفض القيادات اللبنانية والفلسطينية جميعاً لهذا المخطط المشبوه»، لافتاً إلى أنه علق «منذ البداية، أهمية على دور الجيش الوطني في إحباط مثل هذا الانجرار وراء هذا المخطط».
ورأى «أن خير ما نفعله لجيشنا الوطني، عدا تعزيزه بالعتاد والتأييد، هو تجسيد وحدة المواقف السياسية عبر قيام حكومة خلاص وطني تنقذ البلاد من التضعضع الحاصل والمربك في الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية والسياحية المنكوبة، والتي تكلف اللبنانيين مخاطر أمنية»، مؤكداً ثقته بأن «على كل الأفرقاء السياسيين ألا يتلكأوا عن تلبية نداء الواجب الوطني الذي يدعوهم جميعاً إلى التنازلات المتبادلة والتي يمكن أن تكون خطوتها الأولى العملية من فريق الأكثرية، إذ لا يجوز بعد هذه اللحظة أن نبقى مكتوفين أمام مطالبة شبه جماعية بضرورة قيام حكومة وحدة وطنية. فإلى متى الانتظار؟ لقد طالبوا بالمحكمة ذات الطابع الدولي فجاءت محكمة دولية. كانوا يقولون: أعطونا المحكمة وخذوا من الحكومة ما يحقق المشاركة الفعلية. وعندما طالب غبطة البطريرك (الماروني نصر الله) صفير ومعه السادة المطارنة بحكومة وحدة وطنية بدأت المناورات للالتفاف على هذه المطالبة، وكأنهم لا يريدون الدخول في أي بحث حكومي يحقق المشاركة الفعلية في تحصين الوحدة الداخلية لمواجهة المؤامرة التي بدأت تظهر خيوطها في افتعال حرب ضد مؤسسة الجيش الوطني الضامنة لهذه الوحدة والسلم الأهلي».
وأضاف لحود: «لقد حرنا في أمرنا، فإذا كانوا يدركون فداحة المخاطر المحدقة بلبنان ويتجاهلون عواقبها فتلك مصيبة، وإذا كانوا لا يدركون أن البلد على حافة الانهيار فالمصيبة أعظم. لكنني، إزاء ما يحصل، لن أبقى مكتوفاً ولن أسمح باستمرار هذا النزف والاستئثار وسأبادر، في وقت غير بعيد، إلى استلهام ضميري وما يمليه عليّ واجب الأمانة في الحفاظ على وحدة لبنان وسلامة شعبه وفق ما يتيحه الدستور الذي أقسمت اليمين على احترامه لأخرج البلاد من هذه الدوامة المميتة وأنزع فتيل المؤامرة لئلا نخسر لبنان».
وختم: «الدولة هيبة والجيش هيبة، فلو اتّحدت هيبتا السلطة والأمن لما نفذ المجرمون من ثغرة الانقسام ليغدروا بالجيش والقوى الأمنية وهم خارج خدمتهم. وبرغم هذا المشهد، أنا متفائل بحكمة المخلصين وتعاونهم حول آلية الإنقاذ هذه لأن في مصلحة لبنان مصلحة للجميع بعدما بلغت الأحداث السياسية والأمنية حدود الخطر على الكيان والمصير».
والتقى لحود الوزير السابق ميشال سماحة الذي شدد على «أهمية الوفاق في إطار كل الاستحقاقات الوطنية»، معتبراً أن «ما يجري في مخيم نهر البارد من أبرز المؤشرات على ذلك».
وعرض رئيس الجمهورية الأوضاع مع عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي الوزير السابق عاصم قانصوه الذي أشار إلى أن الرئيس لحود «يستوحي مواقفه الوطنية الصلبة والشجاعة من ضميره الوطني ومصلحة لبنان وشعبه، غير آبه بالضغوط والمؤامرات».
واستقبل رئيس الجمهورية الوزير السابق ناجي البستاني، وقائد الجيش السابق العماد فيكتور خوري الأوضاع . ولمناسبة العيد الوطني لروسيا أبرق إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مهنئاً.
(وطنية)