كان الاعتداء الذي طاول مآذن مقام الإمامين العسكريين في مدينة سامراء العراقية، أول من أمس، محور استنكار وشجب واسع من قبل بعض الشخصيات الدينية والأحزاب اللبنانية، ومفصلاً لتوجيه الدعوات الى العراقيين للتوحّد ووأد الفتنة التي يسعى إليها الاحتلال الأميركي.فقد دعا المرجع السيد محمد حسين فضل الله، إثر استقباله النائب العراقي شهيد الجابري، المرجعيات الإسلامية (السنية والشيعية) الى «أن تتحرك سريعاً لاستنكار الجريمة الوحشية»، والى «أن تبادر الى حركة فاعلة تحاصر التكفيريين، وتفضح مشاريعهم المنسجمة مع خطط الاحتلال».
كما دعا فضل الله مسلمي العراق، وخصوصاً الشيعة منهم، الى «عدم القيام بردّات فعل على ذلك، لأن الاحتلال الأميركي الذي وفّر الغطاء للجماعات التكفيرية يؤسّس لفتنة عمياء تحرق العراق كله والمنطقة من حوله»، إذ إن أية ردّة فعل تمثل «خيانة للإسلام ولقضايا الأمة، وسقوطاً في الفخ الذي رسمه الاحتلال، ولا يزال يعمل لإنجاحه عبر الفوضى الأمنية التي تنتج فتنة عمياء تحرق الأخضر واليابس في العراق وتطلّ على ساحات المنطقة كلها».
ودان «حزب الله»، في بيان أصدره أمس، «الفعل الإجرامي الذي يعتبر عملاً لحساب الاحتلال الأميركي وأدواته مباشرة، في هذا الظرف الذي يعاني فيه الاحتلال مآزق كبرى أمنية وسياسية، وتلوح في الأفق معالم هزيمته»، داعياً العراقيين الى «العمل بكل مسؤولية وأخوّة وحبّ وتعاون، لتفويت هذه الفرصة على الأعداء، والتصرّف بما يحفظ وحدتهم ووحدة بلدهم».
بدوره، استنكر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان الاعتداء الآثم الذي طال المقام، ووضعه في خانة «العمل الجبان الخارج عن المعقول والمألوف»، مناشداً العراقيين «وقف الخلافات، والاستماع الى صوت العقل وتحكيم الضمير، والانضواء تحت راية التوحيد التي تجمعهم وتحتّم عليهم التصدّي للمؤامرة التي تستهدف أمنهم واستقرارهم ووحدة بلدهم».
كما دان المكتب السياسي لـ«حركة أمل» الاعتداء المجرم على المقامين الشريفين في سامراء، داعياً العراقيين الى «الاستماع الى صوت العقل، والتوحّد لوأد الفتنة».
(الأخبار، وطنية)